سلطان بن علي العويس في الذاكرة

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

في يناير الجاري، وفي بحر الأسبوع الماضي، صادف مرور ذكرى شعراء وفنانين إماراتيين وخليجيين عرب لا تتوقف عندها الصحافة الثقافية المحلية ولا المؤسسات المعنية بالثقافة وتاريخ الشعر الإماراتي، والنبطي.
هذه ذكرى رحيل الشاعر ورجل الاقتصاد الإماراتي سلطان بن علي العويس (4 يناير 2000)، شاعر المحبة والإنسانية والصداقة، والرجل المؤسس لجائزة أدبية مستقلة ، وفاز بها مئات الشعراء والروائيين والنقاد والكتّاب العرب، فأسعفتهم مادياً ومعنوياً، وأوجدت في الوطن العربي تنافساً إيجابياً على الإبداع.
قبل جائزة سلطان بن علي العويس الإماراتية الثقافية التي تأسست في 1987، من المنطقي والموضوعي التوقف عند شخصية العويس الأدبية والشعرية، فهو شاعر قصيدة كلاسيكية خليلية، ولكنها قائمة على روح العصر وروح الحداثة اللتين عاشهما العويس من دون مبالغة أو تطرّف شأنه في ذلك شأن جيل إبداعي عربي متوازن يأخذ من المعاصرة والتجديد، وفي الوقت نفسه لا يفرّط في التراث والذاكرة الشعرية الكلاسيكية.
عاش العويس، ثقافياً، في عصر التحوّلات الشعرية الجذرية في القصيدة العربية، وكانت له صداقات مع العديد من الشعراء والأدباء العرب في الخمسينات والستينات من القرن العشرين، وبقيت هذه الصداقات حيّة  إلى حين رحيله في عام 2000.
بالعودة، إلى جائزة العويس الثقافية تجدر الإشارة إلى اعتبار هذه المؤسسة  نشرية إضافة إلى كونها مؤسسة ثقافية تكرّم الأدب العربي، وتحترم رموزه المبدعة، فقد صدر عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية العشرات من العناوين الأدبية في الشعر وفي الأدب عموماً لفائزين في الجائزة، وغير فائزين.
كتب عن شعر العويس، وشخصيته الثقافية الكثير من المقالات والدراسات في الثمانينات والتسعينات . كتب عنه شعراء إماراتيون، وشعراء عرب، وأجريت معه العشرات من الحوارات الصحفية، وله أرشيف صور تاريخي يجمعه بأبرز أدباء وشعراء العرب من الجواهري إلى محمود درويش إلى نزار قباني.
كان مجلس سلطان بن علي العويس في الظهيرة بمثابة منتدى ثقافي وأدبي وحواري في إحدى العمارات في منطقة برّ دبي قريباً من الخور، وكان ذلك المجلس الحيوي يجمع شعراء وصحفيين وإعلاميين وأدباء إماراتيين من مختلف الأقطار العربية.
سلطان بن علي العويس نموذج إماراتي محترم في الوطن العربي لما تحمل شخصيته من معانٍ أدبية وثقافية وأخلاقية، فهو يرمز في الذاكرة الثقافية الإماراتية، والخليجية، والعربية إلى رجل المال والأعمال الذي وظّف جزءاً من ثروته للثقافة العربية، ويرمز أيضاً إلى أخلاقية توجيه المال لخدمة الآداب والفنون، وهو تقليد جرى عليه عادة النبلاء وأرباب الثروات في العالم، منذ مئات السنوات.
وفي وطننا العربي نادرون مثل اللؤلؤ الأصيل مثل هؤلاء النبلاء، نبلاء المال، ونبلاء الثقافة مثل سلطان بن علي العويس.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"