عادي

شراكة أقوى مع الدول النامية

19:41 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

استهل عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني، وانج يي، أول زيارة خارجية له في عام 2022 من بوابة كينيا وإريتريا وجزر القمر في إفريقيا، ودولتين في جنوب آسيا هما جزر المالديف وسريلانكا، ليبعث برسالة واضحة مفادها أن الصين تعلق أهمية كبيرة على علاقاتها مع أصدقائها من البلدان النامية.

ولطالما كانت القارة الإفريقية أول محطة تستقبل وزراء خارجية الصين مطلع كل عام على مدار الـ 32 سنة الماضية، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام الصين الخاص بالتنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي للقارة السمراء، والتي تضم أكبر مجموعة من الدول النامية في العالم.

وتماماً، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصيني في مؤتمر صحفي يوم 30 ديسمبر/ كانون الأول الفائت، أصبح هذا النهج تقليداً دائماً يجسد الصداقة التقليدية والعلاقات الإيجابية المتنامية بين الصين والدول الإفريقية. وهو أمر تؤكده ثقة القيادة السياسية المتبادلة.

فالصين تعني ما تقوله عندما يتعلق الأمر بالمساعدات الاقتصادية والتعاون بينها وبين أي شريك، أو حليف. فهي التي زودت دول القارة الإفريقية بمعظم شحنات اللقاح والمستلزمات الأخرى التي تحتاج إليها لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وأرسلت فرقها الطبية إلى تلك الدول لتعويض النقص الحاصل، ولا تزال تسهم في الحد من انتشار الوباء. والصين هي التي ساعدت البلدان الإفريقية في تشييد البنية التحتية من خلال توفير الأموال والتقنيات اللازمة، وكذلك فرق البناء.

التعاون بين الصين وهذه الدول أساسه المساواة والمصالح المتبادلة من دون قيود سياسية. وهذا يفسر سبب ثقة القارة الإفريقية بالصين، وتوقعاتها الإيجابية الكبيرة منها عندما يتعلق الأمر بالمساعدات التي تحتاج إليها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وذات الشيء ينطبق على جزر المالديف وسريلانكا من جنوب آسيا اللتين يزورها وانج.

وتتمتع الصين، بصفتها إحدى أكبر الدولة النامية، بنفس الجاذبية السياسية في العلاقات الدولية والحوكمة العالمية مثل البلدان النامية في إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم. وتسعى إلى إصلاح نظام الحوكمة العالمي الذي يحابي القوى الغربية حالياً، ويعطي الأولوية لمصلحة الدول المتقدمة على حساب الدول النامية.

وعلى الرغم من أنها تطورت بسرعة لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلا أن الصين تقف بحزم مع الدول النامية الأخرى في الضغط على الأمم المتحدة لإصلاح النظام الدولي ليكون أكثر إنصافاً، وحث منظمة التجارة العالمية على سن قوانين تجارية أكثر عدلاً تتمتع بموجبها جميع الدول بفرص التنمية نفسها.

وبغض النظر عما يحدث على مستوى العالم، لن تتخلى الصين عن تصميمها على تحقيق مستقبل أفضل للدول النامية، كجزء من جهودها لدعم بناء مجتمع موحد ومصير مشترك للبشرية.

افتتاحية تشاينا ديلي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"