وفاء مواطن

00:42 صباحا
قراءة دقيقتين

في قصة إنسانية بطلها مواطن أربعيني بدأت فصولها من سنوات عدة، منذ أن أخذ المواطن على عاتقه رعاية جاره السبعيني الكفيف «عُماني» الجنسية، يعامله كوالده تماماً، يهتمّ به ويراعيه منذ الصباح، ويعدّ له الإفطار وجميع الوجبات إلى أن يخلد للنوم، وكانت آخر محطات الاهتمام به مؤخراً حين قرر السفر به على حسابه الخاص للهند؛ ليعالجه من آلام مزمنة في ظهره، إلا أنها انتهت بالحجر الصحي في بومباي، منذ تسعة أيام. 
تأتي تفاصيل القصة منذ سافر المواطن خميس المزروعي مع الشيبة الكفيف العُماني إلى الهند، ودخلا في الحجر الصحي بمطار بومباي بالهند، بعد أن اشتبه في إصابة الشيبة بفيروس «كورونا»، وتم حجرهما بالمكان المخصص للمصابين بالفيروس، ولم تنتهِ قصة الرعاية التي كابد بها المواطن أياماً قاسيةً مع جاره، فلم يتوانَ خميس المزروعي عن رعاية الكفيف في أيام الحجر، فهو الوحيد القادر على التواصل معه ورعايته، ويكمل حالياً اهتمامه به إلى أن تتيسر له رحلة العودة لديار الوطن. 
 قصة الرعاية الإنسانية التي يوليها المواطن لجاره، تؤكد مدى عمق العلاقات الاجتماعية الوطيدة بين الجيران وخاصة في المناطق البعيدة عن المدن؛ إذ يعيش المواطن الأربعيني مع جاره في منطقة المنيعي الجبلية، التي تبعد عن مدينة رأس الخيمة أكثر من 120 كيلومتراً، واضطر للسفر به لعلاجه من آلام في ظهره، وتم علاجه بيسر إلا أن رحلة العودة تعطلت بسبب شبح فيروس «كورونا»، وتم منعهما من العودة، وأدخلا في مشقة الحجر الصحي. 
وفي تلك الأيام التي بدأت منذ نهاية الشهر الماضي، لم يتوانَ أهل المزروعي في رعاية أسرته التي انقطع عنها مُعيلها أكثر من ثلاثة عشر يوماً، فيما كان المخطط ألّا تزيد رحلة العلاج عن أربعة أيام فقط، إلا أن فيروس «كورونا» الذي اشتبه في إصابة السبعيني الكفيف به، جعلتهما أسرى الحجر الصحي في بومباي، ولا يزالان عالقين إلى أن تنتهي مدة الحجر ويعودا للدولة، بعد أن شهدا أياماً صعبة قلما يتحملها الشخص المقيم على أرض وطنه وبين أهله، فكيف بمسافر بعيد عن وطنه ودياره وأهله، ويتحمل معه أمانة كفيف سبعيني يخاف على صحته أن تتدهور بشكل مضاعف. 
 مساعي المواطن الأربعيني وموقفه مع جاره العماني، يستحق عليها وسام الوفاء والإنسانية، ونتمنى لهما عودة سريعة وآمنة لأرض الوطن. 
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"