مجرد مشاهد!

هنا الشارقة
22:44 مساء
قراءة دقيقتين

عيسى هلال الحزامي

* لن نختلف على أن البرامج التلفزيونية التي تتناول بطولات كرة القدم بالنقد والتحليل قد أصبحت خبزاً يومياً على مائدة اللعبة الشعبية، فهي - أردنا أم أبينا - صارت من معطيات الواقع الكروي، شأنها شأن المباراة نفسها، وهذا بالطبع شيء إيجابي يحسب لقنواتنا الرياضية، لاسيما وأنها بتنافسها مع بعضها بعضا صارت تكمل عناصر الوجبة الكروية عند المشاهد، الذي أصبح رغماً عنه مضطراً للتنقل بين برامجها ليرى فيما اتفقت وفيما اختلفت، وبماذا تميز كل منها في طرحه.

لكن دعونا في الوقت نفسه نعترف بأنها، للأسف، ليست بالقوة والموضوعية والمصداقية التي نتمناها، وتحتاج لوقفة أمينة حتى تتخلص من سلبيات كثيرة تسللت إليها، بوعي أو بدون (لا فرق) من أصحابها والقائمين عليها!

* لنا أن نتساءل بوضوح وشفافية عن رسالتها الإعلامية ودورها التربوي في توعية المتلقي.. هل تحقق قيمة مضافة بالنسبة لرياضة الإمارات بوجه عام، ولمنتج كرة القدم بوجه خاص؟..هل تتحلى بالحياد والنزاهة في تصديها للموضوعات والقضايا والمشكلات التي نواجهها؟ هل تحركها بوصلة واحدة باتجاه المصلحة الوطنية أم لديها بوصلات متعددة بأقطاب متباينة تخص أندية بعينها!؟

* اعذروني لصراحتي، فأنا في هذه الزاوية لن أقول إلا ما يمليه عليّ ضميري، كمواطن غيور على بلده ورياضتها، بغض النظر عن أي اعتبار آخر يخص موقعي أو مسؤوليتي في مجلس الشارقة الرياضي، وفيما يخص تحفظاتي بخصوص البرامج الرياضية، اعتبروني مجرد مشاهد.. مشاهد يغار مما يراه في برامج أجنبية ولا يجده في برامجنا، مشاهد يتمنى أن يرى في قنواتنا المحلية كل ما يريده ويتمناه ويباهي به، والأهم من هذا كله، أن يرى ما يجب وما يليق بالواجهة التلفزيونية للإعلام الرياضي في الإمارات.

* اعترف بأن التحفظات التي تؤرقني لا تجعل مني مشاهداً عادياً، لكني واثق بأنها حاضرة وتشغل بال كثيرين من الرياضيين وغير الرياضيين، ممن يطمحون لما هو أفضل وأرقى شكلاً وموضوعاً لبرامجنا، وباسم كل هؤلاء أقول: لا نريد إثارة مفتعلة.. لا نريد مهاترات ومشاحنات.. لا نريد مزايدات.. لا نريد سخرية من أحد.. لا نريد إملاءات.. لا نريد انتماءات..لا نريد شخصنة.. ولا نريد صراخاً ولا ضرابة.

فقط نريد الموضوعية بكل ما تقتضيه من واقعية وجرأة وشفافية.. هل هذا صعب؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"