الأسرة والتأهيل المستقبلي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

ما هو دور الأسرة في تأهيل الأطفال لعلوم المستقبل؟ الأمانة هي العمل على تطوير المستوى الأسريّ ثقافياً علميّاً معرفيّاً، فالطفل تختلف نشأته باختلاف تنشئته. الخطأ الكبير الذي ترتكبه التربية التقليدية، هو حشو الدماغ. بعض الآباء يطير فرحاً إذا رأى صغيره قادراً على كثرة الحفظ، بينما هو ذلك إهدار طاقات دماغية عظيمة بتحويل مواهب جمّة إلى قرص صلب، وعاء لتخزين المعلومات. ثم تأتي المدرسة وتزيد الطين بلّة بجعل الحفظ معياراً لاختبار الذكاء والقدرات الذهنيّة والمدارك العقلية.
التأهيل للاستعداد لما ستؤول إليه علوم الحاضر مستقبلاً، مهمّة بنيويّة قبل دخول المدرسة. مقدمات المستقبل كلها بين أيدينا في الحاضر، في البيت قبل الشارع والمؤسسات التعليمية. الحركة التي يجب أن تغيّر الأساليب التربوية في الأسرة والمدرسة، هي تدريب دماغ الطفل على التفكير والخيال وحبّ الاطلاع، أن تكون العلاقة معه تمارين على التحليق أوّلاً، فالقراءة والكتابة لن تفرّا، إنهما آتيتان.
 ثمّة أسر غريبة في بيوتها، لا تعرف شيئاً عمّا في غرفها ومطبخها. التحوّل الكبير يبدأ من بيئة المنزل. إذا كانت الأمّ مدرسة، فالوالد، بعد إذن شاعر النيل، هو الآخر مدرسة. ما أسعد الصغار بمدرستين تحت سقف واحد. الآن، التأم الشمل، الأم والأب والأطفال، وإذا بالصبيّ: بابا، كيف يعمل التلفزيون؟ من أين يأتي بهذه الصور؟ الرسوم المتحركة التي بثتها القناة أمس شاهدتها اليوم على الجوّال، كيف تعمل الإنترنت؟ الصبيّة استفزتها أسئلة شقيقها، فقالت لأمها: ماما، كيف تعمل الغسّالة؟ أريد أيضاً أن أعرف كيف أن ما أفعله على هاتفي الجوّال، أستطيع أن أقوم به على الحاسوب اللوحي؟
اختلفت الصورة، صار على الآباء أن يتجاوزوا نطاق الإلمام بتشغيل الأجهزة، إلى مرحلتين متقدمتين، الأولى هي العلوم التي أدّت إلى إنتاج تلك الأدوات المتطورة، والأخرى، القدرة على تبسيط العلوم. أينشتاين يقول: «إذا كنت لا تستطيع شرح مسألة معقدة لطفل في السادسة، فمعنى ذلك أنها غير واضحة في ذهنك». وظيفة الأسرة أن تستغل السنوات الثلاث، بين الثالثة والسادسة، لتربية الدماغ الذي «ينتج» الأسئلة من خلال الخيال وحب الاطلاع. يجب أن يستفزّ فضوله كل شيء، من أصغر صغير إلى أكبر كبير، النبات، الحيوان، الأجهزة والأدوات، السماء، النجوم...
لزوم ما يلزم: النتيجة الفكرية: تدريب دماغ الطفل على التفكير، شحذ الخيال، والتأهيل لحرية الابتكار والإبداع، قبل المدرسة، مع تربية الإحساس بالجمال، تلك أسس التربية المستقبليّة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"