عادي

تعرف إلى قصة «العفاريت» مع كأس إنجلترا

13:09 مساء
قراءة 6 دقائق
كرة سين راجيت في طريقها إلى الشباك
لاعبو لينكولن الهواة أصبحوا الأكثر شهرة في إنجلترا لمدة أسبوع
أطفال من مشجعي لينكولن سعداء بالفوز التاريخي
الشقيقان كولي.. مدرب ومساعد لفريق لينكولن في 2017
إعداد: معن خليل
عرفت كأس إنجلترا لكرة القدم دائماً بأنها بطولة القصص الجملية، وكان أحدث حكاياتها الأحد بعد فوز نوتينجهام فورست، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى (تشامبيونشيب) على فريق أرسنال بهدف نظيف.
وهناك الكثير من القصص الجميلة في كأس إنجلترا ومفاجآتها السارة، لكن تبقى قصة فريق لينكولن هي الأكثر درامية، وتستحق أن تكون فيلماً سينمائياً.
في هذه السطور سنتعرف إلى قصة فريق لينكولن سيتي في نسخة 2017 من كأس إنجلترا عندما كان يلعب في الدرجة الخامسة، وكيف استطاع أن يحتل عناوين الصحف في بريطانيا بعدما أقصى بيرنلي أحد أندية الدوري الممتاز بهدف نظيف، وهنا القصة:
في 2017 أصبح لينكولن أول فريق من الهواة، يصل إلى ربع النهائي على مدى 103 أعوام، منذ أن فعلها كوينز بارك رينجرز عام 1914.
ورغم أن فريق ميلوول المنافس بدوري الدرجة الثانية (بعد الممتاز) فاز على ليستر سيتي حامل لقب الدوري الممتاز 1-0 في نسخة 2017 أيضاً، إلا أن لينكولن سيتي هو من استأثر بالأضواء بعدما بات ثامن فريق من خارج الدرجات الأربع المحترفة في كرة القدم الإنجليزية يتغلب على فريق من الدرجة الأولى سابقاً أو الممتازة منذ الحرب العالمية الثانية، والثاني فقط الذي يحقق هذا الإنجاز منذ عام 1989، علماً أن الرقم القياسي يحمله سويدون عام 1912 عندما أصبح أول فريق من الهواة يصل إلى الدور نصف النهائي.
وتصدر لينكولن سيتي الذي كان يلعب في دوري الدرجة الخامسة عام 2017، ويطلق عليه لقب «العفاريت»، ويعد أحد أقدم الفرق البريطانية ( تأسس عام 1884 ) المشهد في البطولة الأعرق في العالم وأكثرها إثارة والتي بدأت منافساتها عام 1871.
ولكن رغم تاريخه العريق انتظر لينكولن حتى 2017 ليحقق مشواراً تاريخياً في كأس إنجلترا حيث صعد إلى الدور الـ64 لأول مرة منذ موسم 1975- 1976 بتخطيه أولدهام، ثم تابع مغامرته بالوصول إلى الدور الـ32 لأول مرة منذ 1887 بفوزه على إيبسويتش تاون بعد لقاء إعادة، ثم وصل إلى الدور الـ16 بفوزه على برايتون، وحقق المعجزة الكبرى بتأهله إلى دور الثمانية الكبار على حساب بيرنلي لتصل أرباحه وقتها إلى مليون جنيه استرليني كأكبر مبلغ يناله من جراء مبارياته على مدى 133 عاماً.
سحر لينكولن
ولم يكن الهدف الذي سجله مدافع لينكولن سين راجيت والذي جاء قبل دقيقة واحدة من نهاية الوقت الأصلي من المباراة مع بيرنلي عادياً، لذلك فإن وصف صحيفة «تليغراف» بعد الإنجاز كان معبراً عن الواقع حين كتبت إن «مدينة لينكولن جلبت السحر إلى كأس إنجلترا، بعد رأسية راجيت في الدقيقة 89 التي تعد واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ البطولة».
ونقلت الصحف تصريحات الإيطالي أنطونيو كونتي الذي كان مدرباً لتشيلسي آنذاك، حيث قال:«إنه إنجاز كبير لهم، وبالفعل هم يستحقون الفرح وإسعاد جماهيرهم لأنهم وثقوا بأنفسهم ولم يخشوا الفرق التي تواجههم ونجحوا في تحقيق مبتغاهم، وهذه جمالية كرة القدم وكأس إنجلترا، وفي إيطاليا أعتقد أنه من المستحيل أن يحدث ذلك».
وتصدرت فرحة لاعبي فريق لينكولن سيتي الجنونية داخل الملعب وكذلك بغرفة خلع الملابس وسائل الإعلام والصحف الإنجليزية التي تداولت فرحة اللاعبين والجماهير، كما تصدر هذا الفريق عناوين الصحف الإنجليزية الشهيرة وتأهله التاريخي.
وعنونت صحيفة «ديلي إكسبريس» وقتها:«حيوا لينكولن صناع التاريخ»، أما «ديلي ميل» فكتبت: «لينكولن يحقق المستحيل».
وركزت الصحف البريطانية على الدور الذي قام به داني كولي المدرب الشاب لفريق لينكولن سيتي آنذاك، وهو آمن منذ البداية بالروح القتالية للاعبيه، وحتى عندما واجه إيبسويتش تاون الأقل قوة من بيرنلي أطلق تصريحه الشهير: نحترم حقيقة أنهم سيركضون بشكل أسرع منا، يقفزون أعلى منا، ولهم تأثير فني أكثر منا داخل الملعب، ولكن هذا لا يعني أنهم أفضل منا، أو أنهم سيقاتلون أو يعملون أكثر منا، ينبغي أن نلعب من دون أي خوف، علينا أن نستمتع بتلك اللحظة وألا نجعل اللحظة تفوتنا.
واللافت أنه قبل نحو 7 شهور من مباراة بيرنلي عام 2017 أجرت شركة "بريفليج" للتأمين بحثاً عن المدن البريطانية لاكتشاف أيها أكثر جنوناً للطرق، لتأتي مدينة لينكولن التي تقع شمال إنجلترا في المقدمة، لكن ما فعله ناديها لم يكن أقل جنوناً وهو ما جعل جمهوره يعيش لحظات فخر خالدة لم تتكرر معهم من قبل على صعيد كرة القدم.
وتحدث سين راجيت صاحب الهدف التاريخي عن لحظات جنون بعد الفوز على بيرنلي الذي كان تعادل قبل الخسارة أمام لينكولن لخمسة أيام من لقاء فريقه أمام تشيلسي 1-1 في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وقال راجيت: أنا تائه تماماً عن الكلمات، إنها لحظات جنون لا أستطيع أن أصدق ذلك، الجماهير كانت مذهلة، لعبنا أمام فريق على درجة عالية من الجودة وقبل أسبوع تعادل مع تشيلسي، نحن جئنا لنلعب مع بيرنلي ونفوز عليه ونتأهل إلى ربع النهائي وقد حققنا ماحلمنا به.
وكان راجيت يبلغ من العمر آنذاك 23 عاماً، وهو نتاج أكاديمية نادي غيلينغهام قبل أن ينضم إلى فريق دوفر في الـ16 من عمره ولعب في صفوفه 150 مباراة، وانضم عام 2016 إلى لينكولن سيتي الذي سجل في صفوفه أغلى أهدافه على الإطلاق.
وبعد 2017 لعب راجيت مع نورويتش سيتي وبرتسموث الذي مازال في صفوفه حتى الآن، لكنه لم يجد أي نجاح يذكر، ليبقى هدفه في بيرنلي هو أفضل شيء حققه في تاريخه الكروي.
من أجل التعادل
من جهته، اعترف المدرب داني كولي أنه جاء إلى ملعب تيرف مور الخاص بنادي بيرنلي طمعاً بالتعادل على الأقل، حتى تكون هناك مباراة إعادة يلعبها في ملعب لينكولن «سينسيل بنك» الذي يتسع لنحو 10 آلاف متفرج ويحقق أكبر حضور في تاريخه، بعدما كان فريق «العفاريت» يحتفظ سابقاً برقم غير مسبوق على صعيد المشجعين بعد فوزه ببطولة المعارض في موسم 1987-88 أمام 9432 متفرجاً في المباراة التي تجاوز فيها ويكومب بهدفين نظيفين.
وقال داني كولي بعد المباراة: هذه معجزة كروية لفريق خارج بطولات المحترفين أن يكون في دور الثمانية، نحن فريق واقعي، لم أطلب مطلقاً من لاعبي فريقي فعل شيء خارج إرادتهم، لكننا فكرنا أننا لو نفذنا خطتنا فسنستطيع المنافسة.
مفارقات وتاريخ
وحمل فريق لينكولن سيتي بعد معجزة 2017 بعض المفارقات، حيث إن الحارس الثاني في صفوفه هو جيميس باري ووكر الذي كان يبلغ حينها 43 سنة، والذي يشغل في نفس الوقت مهمة تدريب حراس النادي، أما المدرب المساعد للفريق فهو نيكل كولي، أي شقيق المدرب داني، ليكون «العفاريت» الفريق الوحيد الذي يشغل فيه شقيقان مهمة المدرب ومساعده.
وابتعد لينكولن سيتي عن الأضواء في كرة القدم الإنجليزية، على مدار أغلب تاريخه البالغ نحو 118 عاماً ولم يلعب أبداً في الدوري الممتاز، لكنه حقق إنجازات في الفئات الصغيرة التي لعب فيها ولاسيما في بطولة المقاطعات(مقاطعة لينكولنشاير) حيث حقق لقب الكأس فيها 38 مرة مناصفة مع جيرمسيبي تاون كأكثر الفرق تحقيقاً للبطولة، كما نجح في تحقيق لقب دوري الدرجة الثالثة موسم 1975-1976، والمركز الخامس في الدرجة الثانية عام 1901-1902.
ويحمل لينكولن رقماً غريباً وهو أنه الوحيد في إنجلترا الذي شارك 109 مواسم في بطولات كرة القدم الإنجليزية دون أن يلعب في دوري الدرجة الأولى سابقاً والممتاز لاحقاً.
كما أن لينكولن يحمل رقماً قياسياً سلبياً آخر، حيث إنه الوحيد الذي خاض مباريات ملحق في الدرجة الثالثة في خمسة مواسم متتالية من 2002- 2003 إلى 2006-2007 دون أن ينجح في العبور إلى الدرجة الثانية.
ولكن هذا التاريخ العادي للفريق يخرقه إشعاع مضيء يتمثل في الراحل غراهام تايلور المدرب السابق لمنتخب إنجلترا لكرة القدم الذي سبق أن لعب في صفوفه ودربه أيضاً.
وصنع تايلور اسمه في الكرة الإنجليزية بعدما صعد بواتفورد إلى دوري الدرجة الأولى (بحسب الصيغة القديمة) عام 1982، كما حقق نجاحات مع أستون فيلا، قبل أن يتسلم مهمة الإشراف على المنتخب بين أعوام 1990 و1993.
ولعب غراهام مع غريمسبي تاون (1962-1968) ولينكولن سيتي (1968-1972)، وبدأ مسيرته التدريبية عام 1972 مع فريقه السابق لينكولن وبقي معه حتى 1977، ثم أشرف على واتفورد (1977-1987 ثم 1996-2001)، وأستون فيلا (1987-1990 ثم 2002-2003)، ومنتخب إنجلترا (1990-1993)، وولفرهامبتون واندررز (1994-1995).
وكانت أفضل إنجازات المدرب صعوده بواتفورد إلى الدرجة الأولى وقيادته لنهائي كأس إنجلترا عام 1984، وحلوله مع أستون فيلا وصيفاً لبطل الدرجة الأولى عام 1990، لكن من سوء حظ لينكولن لم يحقق معه أي بطولة تذكر.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"