عادي
البروفيسور عمار كاكا في حوار مع الخليج:

فجوة المهارات أبرز التحديات لمخرجات التعليم الراهن

00:05 صباحا
قراءة 5 دقائق
عمار كاكا - مبنى الجامعة في دبي

حوار: محمد إبراهيم

كشف البروفيسور عمار كاكا عميد ونائب رئيس جامعة هيريوت وات دبي، عن 10 تحديات تواجه نظم التعليم الراهنة، أبرزها الفجوة بين المهارات المتاحة خلال الدراسة والمهارات المطلوبة في سوق العمل، موضحاً أن التحول الرقمي أثر سلباً في الخريجين الجدد في تلك المرحلة؛ إذ إنه يضعف فرصهم الوظيفية في حال عدم قدرتهم على صقل مهاراتهم. وأفاد بأنه سيتم الاستعاضة عن 75 مليون وظيفة في 20 اقتصاداً رئيسياً بالتقنيات الناشئة بحلول عام 2022، فضلاً عن إنشاء 133 مليون وظيفة جديدة من خلال تطورات التكنولوجيا المشهودة.

وقال في حوار مع «الخليج»: إن 50% من الموظفين سيحتاجون إلى إعادة تشكيل مهاراتهم بحلول عام 2025، والاعتماد على التقنيات بشكل كامل، ومع التوجه العالمي نحو الاستدامة، ستظهر أنواع جديدة من الوظائف في مجالات متعددة؛ منها الطاقة البديلة وإدارة النفايات وغيرها؛ إذ من المنتظر أن يرتفع عدد الوظائف الخضراء المتاحة في الإمارات من 49 ألف وظيفة عام 2018 إلى ما يقارب 83 ألف وظيفة بحلول عام 2030.

المهارات المطلوبة

وفي رده على سؤال حول المهارات المطلوبة من الخريجين والشباب لحصولهم على وظائف المستقبل، أكد أن هناك مزيجاً من المهارات التي ينبغي أن يمتلكها طلبة اليوم استعداداً لسوق العمل المستقبلي؛ إذ تضم المهارات التقنية والرقمية اللازمة لمواكبة التحول الرقمي الحالي، فضلاً عن مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، التي ستكون ركيزة أساسية لأصحاب المناصب الرفيعة في سوق العمل.

وأضاف أنه من المتوقع أن تنمو الوظائف في مجالات العلوم والبحوث والهندسة والتكنولوجيا بمعدل ضعف سرعة نمو الوظائف الأخرى (6% مقابل 3%)، مدفوعة بالعوامل المتعلقة بوتيرة الاستثمار في البنية التحتية والابتكار الرقمي.

وأوضح أن المهارات الناعمة مثل التفكير النقدي وحل المشاكل والمهارات الأخرى التي تضم «المرونة والتسامح والاتصال الجيد والتفكير الإيجابي»، تتطلب دائماً المزيد من النمو في المستقبل؛ إذ إنها تلعب دوراً كبيراً في تحديد نجاح الخريجين وقدرتهم وكفاءتهم، لاسيما أن التوجه السائد عالمياً يركز على تنمية المهارات والتعلم مدى الحياة.

10 تحديات

وفي رده على سؤال عن أهم تحديات تلك المرحلة وكيفية التغلب عليها، رصد ل«الخليج» 10 تحديات تواجه التعليم في عصر الرقمنة عقب الجائحة، أبرزها يكمن في الأساتذة والمعلمين، الذين يقع على عاتقتهم مسؤولية التطوير المهني المستمر، والقدرة على التكيف مع المستجدات ومواكبة التطورات، والتحلي بالمرونة في تلك المرحلة الفاصلة، والبحث الدائم عن أحدث الأساليب والمشاركة في إعداد المناهج التي تمكن الطلبة من اكتساب المهارات الحديثة والابتكار.

وقال: إن التغيير السريع والمستمر في المناهج التعليمية يشكل إحدى أهم التحديات في الوقت الرهان؛ إذ إن التغيير لا يتمتع بالوقت الكافي لوضع المؤشرات اللازمة وقياس جودة وفاعلية تلك المناهج المستحدثة ومخرجاتها، موضحاً أن التنقل السلس للخريجين بين بيئة عمل تقليدية وبيئة عمل حديثة، يعد تحدياً جديداً؛ إذ إن المهارات الحديثة متغيرة وتستند إلى الرقمنة والابتكار بشكل مستمر، وهنا تشكل القدرة على التكيف والابتكار، المهارة الأساسية التي ينبغي أن يتقنها المتعلمون في الوقت الراهن.

تحديث المناهج

وقال: «يحتاج المعلمون أساتذة الجامعات إلى التفكير في طرق فريدة للمحافظة على عنصر التشويق والرغبة في التعلّم، على أن يكون المعلم مبتكراً طوال الوقت، ليستطيع طرح أساليب مبتكرة للتفكير والبحث والابتكار، وربط التعليم بالعالم الواقعي والحياتي، من خلال مشاريع مبتكرة، تحفز طلبة الجامعات على التفكير واستخدام معرفتهم ومهاراتهم، وتنمية عقليتهم الإبداعية.

وأوصى بضرورة تحديث المناهج والبرامج التعليمية وأساليب البحث كافة، لسد الفجوة بين ما يدرسه الطلبة وما يحتاج إليه سوق العمل في الغد القريب، لاسيما الطلبة الذين أوشكوا على التخرج في تلك المرحلة.

التحول الرقمي

وفي رده على سؤال حول الآثار السلبية التي يخلّفها التحول الرقمي في الخريجين الجدد وأنه أضعف فرصهم الوظيفية لعدم قدرتهم على صقل مهاراتهم، أكد أنه لا شك أن التحول الرقمي أحدث فجوة بين المهارات المتاحة خلال الدراسة الجامعية، والمهارات المطلوبة في سوق العمل، وهذا ينعكس سلباً على فرص الطلبة الخريجين لإيجاد الوظيفة المناسبة في حال لم يتم صقل مهاراتهم بالشكل الكافي. وهنا ينبغي توفير مناهج تعليمية مرنة ومتطورة وبرامج متخصصة للخريجين تضمن تأهيل الجيل الحالي من الخريجين لمواكبة تحديات سوق العمل الراهنة؛ إذ يعتمد بشكل كبير على الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وينبغي على مؤسسات التعليم أن ترصد الفجوة في المهارات و العمل، والتركيز على سدها من خلال تطوير المناهج التعليمية، وبرامج صقل المهارات عقب التخرج، فضلاً عن الاستناد إلى وسائل البحث والابتكار والتكنولوجيا المتطورة للطلبة الراغبين في الارتقاء بمهاراتهم، لتذليل الصعوبات التي تواجه الجدد منهم في تلك الفترة.

قدرة مؤسسات التعليم

وفي إجابته عن سؤال حول قدرة مؤسسات التعليم على ضمان وظائف قد لا تكون موجودة حالياً «وظائف المستقبل»، لطلابها الحاليين، أكد أنها مهمة صعبة ولكنها تشكل جزءاً أصيلاً في منظومة العلم ومخرجاته الآن، وهذا يتطلب التطوير المستمر في برامج تصقل مهارات الطلبة وتمكنهم، فضلاً عن حقائب تدريبية، ومناهج متخصصة تمهد الطريق أمام المتعلمين وتمكنهم من متطلبات الوظائف في المستقبل القريب.

وأكد أن مؤسسات التعليم في الإمارات والجامعات، تعمل على قدمٍ وساق لتأهيل حديثي التخرج للتكيف مع سوق العمل ومتطلباته ببرامج تعليمية وبحثية وابتكارية ذات محتوى مرن بمستوى عالمي تتوافق مع الثورة الرقمية وتواكب المهارات المطلوبة في الغد القريب، والدليل على ذلك أن البرامج التعليمية في معظم الجامعات شهدت تغيرات جذرية، والاستعانة بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا محتويات أساسية في التعلم.

والأولوية تركز على تكييف المحتوى ليكون مرناً ومتوائماً مع احتياجات الطلاب ومع الخريجين في تلك المرحلة بالتحديد، مع التركيز على خلق فرص للتعلم مدى الحياة ليس فقط أثناء دراستهم في الجامعات ولكن من خلال تقديم برامج حديثة ومرنة لتناسب أسلوب الحياة الديناميكي، وينبغي أن يكون صقل مهارات الخريجين عملية مستدامة تواكب المستجدات.

البحث العلمي والابتكار

وفي إجابته عن سؤال حول الدور الذي يلعبه البحث العلمي والابتكار في تشكيل سوق العمل، أكد أن الأبحاث والابتكار يلعبان دوراً كبيراً في التأثير في الصناعة وتشكيل وظائف الغد، كما أنهما يسهمان في إيجاد حلول فاعلة للتصدي للتحديات العالمية والعمل على تقليص آثارها، فعلى سبيل المثال وليس الحصر نجد أبحاث هيريوت وات التي يقوم بها المركز الصناعي لأبحاث وابتكار إزالة الكربون، بقيادة البروفيسورة مرسيدس ماروتو فالر؛ إذ يهدف المركز إلى مساعدة الشركات على الانتقال من الوقود الكربوني التقليدي إلى بنى تحتية منخفضة الكربون، وكذلك مركز التميز في البناء الذكي الذي يجمع بين الباحثين والصناعة والحكومة، لإحداث ثورة في الطريقة التي نطور بها المدن الذكية ونديرها ونعمل بها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"