لا تهمل مكامن هذه القوة

لديك قدرات مذهلة، تملك مواهب فذة، وأيضاً تستند على عقل متميز يستطيع التفكير وبث الحلول وتقديم كل ما يسهّل عليك مسيرتك في هذه الحياة. كل إنسان، كل واحد منا يملك القوة، التي تستطيع أن تخرجه من أصعب المواقف وأكثرها ظلمة وسوداوية، لكن الذي يحدث أننا لا نستخدم هذه القدرات، نستبدل بها طرقاً أخرى نعتقد أنها أكثر نجاحاً. والذي نفعله في الحقيقة هو زيادة حدة الموقف الذي نمر به، من حيث القسوة، ونزيد من الموقف العصيب الذي نتعرض له؛ لأننا لا نعالجه بشكل صحيح وسليم وموضوعي. 
مثلاً، أحدهم يعاني من مديونية كبيرة، بينما دخله الشهري لا يتجاوز خمسة عشر ألفاً، لكن الالتزامات الشهرية التي من المهم أن يسددها تتجاوز ثمانية آلاف، إذن دخله الشهري ليس خمسة عشر ألفاً، وإنما نحو سبعة آلاف فقط، ويفترض أن ينظم حياته وفق هذا الدخل الشهري الذي يتبقى له، أية محاولة للخروج من هذه الشبكة بالمزيد من الاستدانة أو بأخذ المزيد من البطاقات الائتمانية المصرفية أو شراء مستلزمات وتحميلها على البطاقة، جميعها إجراءات خاطئة، وبعيدة عن مكمن القوة التي لديه، بل إن هذه الأساليب تزيد ضعفه، وتجعل شبكة الديون أكثر حدة وقسوة وضيقاً.
 العقل والتفكير السليم يقول بأن يجدول المديونيات، ويجتهد في التسديد ويقلل من الصرف على الكماليات، ويركز على الأساسيات من المسكن والطعام والملبس، وما عداها ترف لا مبرر له، هكذا يقول العقل والتفكير السليم. مثل هذه الحالة يتضح فيها مكمن القوة ومكمن الضعف، إن استمر هذا الشخص في الصرف ومعالجة الديون بالديون فلن يخرج من الدوامة التي ستكبر دائماً، ويصبح أسيراً لسنوات كثيرة ومتعددة بدلاً من بضع سنوات محدودة. قوتنا الداخلية في الأخذ بالحلول، والحلول التي تكون أمامنا قد تكون قاسية وليست جميلة، ولا هي براقة، ومع هذا تعتبر حلولاً حقيقية ستقودنا نحو حياة متوازنة سعيدة. القوة هنا ليست قوة جسدية وحسب، بل قوة نفسية وقوة التفكير، قوة الحلول التي توضع أمامك وقوتك على تطبيقها والأخذ بها. 
المؤلفة الأمريكية وناشطة الحقوق أليس والكر، قالت: «الطريقة الشائعة لتخلي الناس عن قوتهم، هي اعتقادهم أنهم لا يملكون أي قوة». تذكر دوماً أنك تملك القوة: قوة الحلول، قوة التفكير، قوة الصحة النفسية، ويجب أن تستخدمها في حياتك لتحقق المزيد من السعادة والفرحة، لا تهمل مكامن هذه القوة.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com