عادي

إقبال على المشاركة في أول مسابقة إبل مخصصة للنساء في السعودية

00:25 صباحا
قراءة 3 دقائق

السعودية - أ ف ب
استأجرت الشابة السعودية لمياء الرشيدي جملاً، وجلست تترقب نتائج مشاركتها في أول مسابقة إبل مخصصة للنساء في السعودية، حيث يحظى الحيوان الصحراوي بتقدير كبير متوارث منذ قرون.
لكن أملها في أن تكون الفائزة الأولى بالسباق تبدّد السبت، بعدما اكتفت ناقتها بالحصول على المركز الرابع في مسابقة «المزاين» لجمال الإبل التي تعد أكبر مهرجان لهذه الحيوانات على مستوى العالم. وكانت الرشيدي تعد جملاً خاصاً بها للمشاركة به، لكنها قررت «استئجار إبل جاهزة» عندما لاحظت أن «المنافسة قوية». وتهتم الفتاة بالإبل منذ صغرها، إذ إن أسرتها تملك منها نحو 40.
وقالت: «اهتمامي بالإبل بدأ منذ كنت صغيرة، ومع فتح المجال للنساء قررت المشاركة» في المسابقة.
وتحتضن بلدة صياهد رماح الواقعة على بعد نحو 150 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة الرياض، منذ بداية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ولأكثر من شهر الدورة السادسة لمهرجان الملك عبد العزيز. وتعد تربية الجمال صناعة تقدر بملايين الدولارات في الخليج، وتنظم دول المنطقة فعليات مماثلة على مدار العام، لكنها تكسب القائمين عليها،والمشاركين بمسابقتها أيضاً مكانة اجتماعية عالية.
وشاركت 39 متسابقة في المنافسة، تأهلت عشر منهنّ بعد التصفيات إلى المرحلة النهائية للتنافس على الفوز بجوائز قيمتها مليون ريال، موزعة على المراكز الخمسة الأولى. وقالت الرشيدي، قبل إعلان النتائج: «انتظر اليوم مكانة اجتماعية وبإذن الله أحققها»، لكنها قالت لاحقاً بتحد: «العام المقبل سأدخل بقوة أكبر، وسأفوز بالمركز الأول».
وبعد مسيرة ساعة ونصف الساعة في الصحراء، تظهر مبان وخيام فارهة تستضيف ضيوف المهرجان الذي يستمر لأكثر من شهر. وجلست المتسابقات في قاعة مكيفة ومريحة مقابلة للمضمار،حيث كانت الإبل تعرض على لجنة تحكيم يقيّمون جمالها.
وأعلن المنظمون النتائج بطريقة تشويقية، حيث حمل رجلان لوحة دُوِّنت عليها المراكز، وسارا بها بين الإبل، قبل أن يستقرا أمام الحيوان الفائز. وكان للنساء الحق في المشاركة في المسابقة من قبل، لكنّ «صعوبة المنافسة مع الرجال» كانت تثنيهن عن خوض غمارها، بحسب ما أفاد مدير المكتب الإعلامي في المسابقة محمد الحربي.
وتابع الحربي : «المرأة أحد مكونات المجتمع البدوي، وهي كانت ترعى الإبل وتملكها»، مشيراً إلى أن تخصيص مسابقة لهن يعد «ربطاً جيداً بالموروث التاريخي». وتقيّم لجنة التحكيم مدى جمال الإبل، لجهة مواصفات معينة في الرأس والرقبة والعظم والشكل العام.
واستبعدت اللجنة المنظمة 43 من الإبل المتقدمة هذه السنة. وتولى فريق موسيقي يضم 15 رجلاً استقبال الضيوف بعزف موسيقى تراثية على أنغام دقات الطبول.
-وقبل إعلان النتيجة، أقيم عرض امتطت خلاله نساء من غير المشاركات في المسابقة جياداً، وخلفهنّ رجال على جمالهم.
وقرب المضمار اختلطت روائح أريج العطور الغالية للمشاركات الثريات ورائحة البخور التي تعرضها كبرى الشركات المنتجة.
وقالت الإعلامية منيرة المشخص (48 عاماً) التي اشترت إبلاً للمشاركة في المسابقة، إن «الإبل في داخلنا منذ زمن لكن تخصيص شوط لنا إنجاز كبير». وتابعت: «لا أعتقد أن ثمة سعودياً ليس لديه ارتباط بالإبل، سواء من خلال الامتلاك أو الاهتمام أو المتابعة».
وتُعرف الجِمال باسم «سفن الصحراء» وكانت تستخدم في الماضي للتنقل عبر رمال شبه الجزيرة العربية، حتى أصبحت رمزاً تقليدياً لمنطقة الخليج العربي. وحازت ناقة أصغر المتسابقات ملاذ بنت عناد (7 سنوات) جائزة المركز الثالث.
وقرر والدها عناد بن سلطان (35 عاماً)، وهو تاجر جمال، ويملك أكثر من 200 من الإبل، المشاركة في المسابقة باسم ابنته الكبرى.
ورأى الأب أن تخصيص شوط للنساء يزيد من حماسة المهرجان، ومن قيمة الإبل. وتابع ضاحكاً: «قلت لابنتي إذا فازت ناقتك نبيعها بقيمة خيالية، لكنها رفضت. فهي تحبها كثيراً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"