إكسبو 2020 دبي: أنور داود
حملت العديد من دول العالم المشاركة في «إكسبو 2020 دبي» رسائل متنوعة مثل السياحة المستدامة والخضراء، إضافة إلى تعزيز الاقتصاد الأزرق والسياحة الزراعية والمسؤولة، وكلها تفضي إلى الموازنة بين الترويج السياحي وتعزيز مكانة الوجهات السياحية مع المحافظة على الحياة البيئية والتنوع الحيوي والحياة البحرية وحمايتها من تصرفات البشرية غير المسؤولة.
وتتلاقى رسائل دول العالم مع إحدى رسائل «إكسبو 2020 دبي» الذي يجمع العالم معاً في مكان واحد في محاولة لمساعدة كوكب الأرض في الشفاء من التلوث البيئي، ما يوفر منصة قوية لسماع أصوات الناس داخل أوساط واضعي السياسة العامة كوسيلة لابتداع أفكار جديدة واستلهام رؤى جديدة، ولرسم خريطة طريق واضحة تقود قدماً نحو اتخاذ إجراءات فورية بشأنها.
ويعد قطاع السياح من أبرز المساهمين في اقتصادات العالم، كما أنه يمثل للعديد من الدول المساهم الأكبر في الدخل لسكانها، ولذلك تعمل العديد من الدول على تعزيز هذا القطاع للمحافظ على رافد اقتصادي مهم، وضمان استمرار تحقيق عوائد مجزية للعائلات، كما أنها تركز على جانب مهم وهو السياحة المستدامة التي تراعي تماماً آثارها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية الحالية والمستقبلية، وتلبية احتياجات الزوار، والبيئة، والمجتمعات المضيفة.
ماليزيا.. مواقع تراثية وتاريخية
أطلقت هيئة السياحة في ولاية بيراك الماليزية، حملة سياحية، عبر جناح ماليزيا، بهدف زيادة عدد السياح من دول الشرق الأوسط إلى بيراك للمهتمين بالشواطئ والتسوق والسياحة البيئية. وصنفت عدة مواقع تراثية وتاريخية معترف بها من قبل منظمة «اليونيسكو» للتراث، بهدف الحفاظ على التراث الجيولوجي وتعزيز الوعي العام به، فيما دشنت منتجعاً خاصاً بالسياحة البيئية «كواك هيل»، الذي يتيح للسياح الاستمتاع بين أحضان الطبيعة بعيداً عن ضجيج المباني العصرية. وتركز بيراك على السياحة البيئية من خلال الترويج للمقاصد السياحية في الغابات الجذابة والأماكن الطبيعية التي لا تشهد زحمة أو حركة سير كبيرة للأفراد ما يشعر السائح بالأمن والسلامة الصحية. وجرى خلال أسبوع السياحة البيئية في ماليزيا تعريف المشاركين المزيد حول وجهات النظر المختلفة للسياحة البيئية في ماليزيا.
الهند.. تعميم الاستدامة لمستقبل السياحة
يناقش جناح الهند الجهود لتعزيز السياحة الروحانية والفاخرة والطبية وسياحة المؤتمرات، مع التركيز على الاستدامة وفرص الاستثمار، وبالنظر إلى الأهمية المتزايدة للسياحة المستدامة، يناقش خبراء «السياحة في مفترق الطرق - تعميم الاستدامة لمستقبل السياحة» الاستدامة باعتبارها التحدي الرئيسي لقطاع السياحة، وكيف يمكن تشكيل مستقبل السياحة من خلال الاستدامة والمسؤولية السياسات والإجراءات من قبل الحكومات والقطاع الخاص.
إيطاليا.. آفاق جديدة للسياحة المستدامة
على الرغم من العواقب المأساوية للوباء على اقتصاد السياحة، يمثل موسم التعافي الجديد هذا أفضل فرصة لإعادة التفكير في نموذج تنمية السياحة. وتعتمد اقتصادات إيطاليا ودبي على السياحة، ويمكن أن تقود هذا النهج الجديد لتجربة السائح.
وتعتمد استدامة سلسلة السياحة على القدرة على بناء وسائل نقل أكثر خضرة، إضافة إلى الاهتمام بإمكانية تحمُّل أماكن الإقامة.
علاوة على ذلك، ستستكشف المناقشة طرقاً جديدة لجعل تجربة السياح أكثر شمولاً وكاملة مثل السياحة البطيئة للحفاظ على البيئة والتنقل المرن، إضافة إلى السفر التجريبي والسياحة الرقمية.
سيشل والاقتصاد الأزرق
تشارك سيشل التي تعتبر من أشهر الوجهات السياحية الجزرية في العالم، في «إكسبو 2020 دبي» تحت شعار «الحفاظ على الطبيعة»، حيث تسعى إلى تسليط الضوء على التحديات التي يخلفها البشر على الحياة البيئة والبحرية، ما يهدد جانباً مهماً من العالم.
وتعمل سيشل التي تضم 115 جزيرة في المحيط الهندي على تعزيز التكاتف من أجل حماية الطبيعية، المحيطات والشواطئ والغابات، فهذه الدولة غنية بعجائب الطبيعية، لكن نفايات البشر تجتاح المياه وتهدد التنوع البيئي، ما يجعل الحياة البحرية ضحية، لتتحول من المحيطات الغنية إلى ابيضاض الشعب المرجانية وتراجع كميات الأسماك.
ويبذل سكان سيشل جهداً لمواجهة هذا الأمر، من خلال زرع الأشجار وخطط العمل البيئية وبالتعاون مع العلماء، استطاعت إحداث فرق، حيث عادت السواحل لنظافتها لضمان جمال سيشل الطبيعي. وتركز سيشل على الاقتصاد الأزرق»، من خلال المحافظ على الطبيعة من غابات وشواطئ والبحار والمحيطات.
سلوفينيا.. تجربة خضراء
شعار سلوفينيا في «إكسبو 2020 دبي»، هو تجربة خضراء وذكية، إشارة إلى الطبيعة المستدامة والحديثة والإبداعية للبلاد. ويختبر الزوار من جميع أنحاء العالم قصصاً حول التفاعل الفريد بين الطبيعة والمعرفة والابتكار والأعمال التجارية الخارقة.
ويسلط الجناح الضوء على ثلاثة عناصر مميزة لسلوفينيا: الماء وهو مصدر الحياة والحيوية وتدفق المواد والأفكار، ثم الطبيعة، التي تربط الأرض بالكون والمعرفة والابتكار، وقلب سلوفينيا الأخضر والنظيف، ثم الابتكار، ممثلة في مظلة شمسية خشبية عملاقة وهي تحفة فنية في البناء والتصميم توضح هوية سلوفينيا القوية. ويتضمن بناء الجناح بشكل مبتكر عناصر مسبقة الصنع ومستدامة وقابلة للتحلل من المعدن والزجاج والخشب والحجر.
التشيك على لائحة «اليونيسكو» للتراث
تركز استراتيجية التسويق عام 2022 على «تقاليد جمهورية التشيك»، عبر الترويج للمواقع المدرجة على قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي. وتعد فترة عيد الميلاد في جمهورية التشيك إحدى أكثر الفترات وسحراً وتميزاً بالنسبة إلى المسافرين»
ويستمتع الضيوف بتجارب غامرة توفرها تقنيات الواقع الافتراضي، للتعرف إلى جمهورية التشيك بشكل أفضل. ويعد معرض «المناظر الطبيعية العلاجية التشيكية» التابع لهيئة تنشيط السياحة التشيكية المعرض الأول في الجناح. وتنقلهم نظارات الواقع الافتراضي أوكولوس ريفت فعلياً إلى بعض من أجمل الأماكن في جمهورية التشيك، مثل مدينة السبا ماريانسكي لازن، أو مزرعة العنب في مورافيا، أو الجنة البوهيمية.
مولدوفا والسياحة الزراعية
تشارك مولدوفا التي تقع في أوروبا الشرقية في «إكسبو 2020 دبي»، للتركيز على جانب مهم، مما تحويه هذه البلد من عجائب وهي السياحة.
وتضم مولدوفا أكثر من 15 ألف معلم سياحي، و300 منطقة طبيعية مميزة، يقع معظمها في المناطق الريفية، ما يجعل السياحة الزراعية أحد عوامل الجذب المهمة فيها، وتتضمن السياحة الزراعية العديد من الأنشطة مثل قطاع الخضر والفواكه وورش الحرف اليدوية وورش الطهي وعيرها.
جرينادا وسياحة الغوص
من البحر الكاريبي إلى «إكسبو 2020 دبي»، يستعرض جناح «جرينادا» إحدى أصغر الدول المشاركة في الحدث الدولي الذي يقع في جناح التنقل، سياحة الغوص، ويقدم البلد الكاريبي لزواره فرصة التعرف إلى أول متنزه للمنحوتات تحت الماء، والذي يجذب الزوار، خاصة الغواصين من كل أنحاء العالم، ولاسيما أنها تتميز بالشعب المرجانية الصحية، إضافة إلى تنوع الحياة البحرية التي تدهش حتى الغواصين المخضرمين.
ويجسد جناح «جرينادا» أسلوب الحياة الهادئة والآمنة والمستقرة، مع مياه شواطئها الصافية التي تعكس طبيعة أهلها الهادئة والمضيافة. وتتميز «جرينادا» بغنى تاريخها وثقافتها اللذين تتوارثهما الأجيال.
سنغافورة.. اندماج الطبيعة
تشارك سنغافورة تحت شعار «الطبيعة. الرعاية. المستقبل»، يتميّز الجناح بمناظر حضريّة استوائيّة خصبة، تتكامل مع العروض المميّزة والبرامج الغامرة، كما يعكس رؤية جنّة الأوركيد في أن تصبح مدينة وسط الطبيعة، ويحتفي بروح المبتكرين ذوي التفكير المستقبلي والاستباقي في سنغافورة. ويعتبر جناح سنغافورة أحد أكثر الأجنحة خُضرة في المعرض، حيث يشتمل على أكثر من 80 ألف نبتة من أكثر من 170 نوعاً من النباتات. وهو نموذج أوّلي جاذب لكيفيّة اندماج الطبيعة والفن والعمارة والتكنولوجيا بسلاسة لتشكيل مدينة مستقبليّة مستدامة ومرنة وصالحة للعيش.
