عادي
دعوات لسد الفجوة الرقمية

ابتكارات تُغيّر واقع الأفراد بدعم من «إكسبو 2020»

14:46 مساء
قراءة 4 دقائق

إكسبو دبي: «الخليج»

بداية من تعزيز الاتصال في مخيمات اللاجئين، وصولاً إلى تمكين المرأة في أمريكا اللاتينية، حرص رواد مشروعات يدعمهم «إكسبو 2020 دبي» على استغلال اليوم الافتتاحي لأسبوع السفر والاتصال لاستعراض الطرق، التي تُسهم بها ابتكاراتهم في مجال الاتصال والميدان الرقمي، في تغيير واقع الأفراد.

تشمل هذه المشروعات جانغالا، وهي مؤسسة خيرية، مقرها المملكة المتحدة، يعمل ابتكارها «بيغ بوكس»، وهو جهاز خفيف الوزن بحجم حقيبة اليد، على تحويل أي نوع من أنواع الاتصال بالإنترنت إلى اتصال لاسلكي (واي-فاي)، من السهل إدارته وتوسيع نطاقه ليخدم الآلاف بدلاً من عشرات المستخدمين.

يسهل تطوير هذه الفكرة، التي نشأت من تجارب اللاجئين المقيمين في مخيم «الغابة» في مدينة كاليه الفرنسية، وتتيح للمجتمعات إمكانية الاتصال بالإنترنت، وهي أداة ضرورية لتوفير الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها من الخدمات الأساسية، وبالتالي تحقيق أهداف التنمية المستدامة ال 17.

وقال ريتشارد ثانكي، المؤسس المشارك والمدير الإداري ل «جانغالا»: «لدينا قناعة راسخة بأن الوصول إلى الإنترنت يمثل بنية تحتية أساسية تدعم محاولتنا تحقيق كل هدف من أهداف التنمية المستدامة».

وأضاف: «هدفنا نشر الآلاف من الأجهزة سنوياً حتى عام 2024، ونطمح إلى إتاحة الاتصال بالإنترنت ل 5 ملايين شخص بحلول نهاية عام 2025».

حتى يومنا هذا، استُخدم 40 نموذجاً أولياً من جهاز «بيغ بوكس» لإتاحة الاتصال بالإنترنت ل 30,000 من الأفراد المهمشين في أوروبا، وآسيا، وإفريقيا، بالشراكة مع مجموعة من المدارس، وعيادات الرعاية الصحية، وفرق الاستجابة لحالات الطوارئ، ومنظمات دعم اللاجئين.

جاءت تصريحات ثانكي أثناء جلسات «سد الفجوة الرقمية»، وهي سلسلة من الجلسات المُقامة في ملتقى الإنسان وكوكب الأرض لتدشين أسبوع السفر والاتصال، وهو سادس أسابيع الموضوعات في إكسبو 2020، ويستمر حتى 15 يناير/كانون الثاني الجاري.

ومن بيرو، استعرض مشروع آخر، يحمل اسم «لابوراتوريا»، جهوده في كسر الحواجز والصور النمطية لإلهام نساء أمريكا اللاتينية دخول صناعة التقنية، عبر معسكر تدريبي يمتد ستة أشهر، ويساعد النساء المنحدرات من خلفيات محدودة الدخل على إطلاق العنان لإمكاناتهن، وتخطي العراقيل الهيكلية والمجتمعية.

وقالت ماريانا كوستا، مؤسِّسة مشروع «لابوراتوريا»، في رسالة عبر الفيديو: «في لابوراتوريا، نقول إن مصممي التقنية وصانعيها اليوم هم مَن سيصممون ويصنعون مستقبلنا - مستقبل البشرية، بالنظر إلى أن التقنية باتت تدخل في كل جانب من جوانب المجتمع».

وأضافت: «من هذا المنطلق، إذا أردنا للمرأة أن تكون جزءاً من تصميم مستقبل عالمنا، فإننا نحتاج مساهمة النساء في تصميم التقنية اليوم».

يندرج مشروعا «جانغالا» و«لابوراتوريا» ضمن 50 مشروعاً يدعمها برنامج أفضل الممارسات العالمية في إكسبو 2020. انطلق البرنامج تحت شعار «خطوات صغيرة، قفزات كبيرة: حلول بسيطة لأثر مستدام»، ويجسّد الالتزام بتكليف من المكتب الدولي للمعارض بأن تعمل جميع معارض إكسبو الدولية على إبراز حلول ملموسة يمكن محاكاتها وتكييفها وتوسيع نطاقها لإحداث أثر عالمي أكبر، بما يسلط الضوء على دور إكسبو الدولي بوصفه منصة مؤثرة لإلهام التغيير ودفع مسيرة التقدم البشري.

التشاور سِرّ نجاح التواصل الرقمي

وأشار الخبراء في الجلسة الافتتاحية لأسبوع الموضوعات الأخير في «إكسبو 2020 دبي»، الذي يركز على السفر والاتصال، إلى أن التشاور مع الأطراف المعنية في المجتمع بمن فيهم عامة الناس، يعدّ أمراً بالغ الأهمية نحو استراتيجية اتصال رقمي ناجحة.

وقالت جوانا أبيي مباي، مؤسسة شركة الاستشارات «بلو مون»، في معرض حديثها بصفتها رئيسة مراسم الاحتفالات والتشريفات لأجل «سد الفجوة الرقمية»، وهي سلسلة من الجلسات التي دشنت بداية أسبوع السفر والاتصال: «من أجل ضمان ألا يختلف أحد عن الركب في مجتمعنا العالمي، فإن واضعي السياسات بحاجة إلى ابتكار استراتيجيات عملية لضمان تكافؤ الفرص، والتي ينطوي عليها سد هذه الفجوة الرقمية».

وأوضحت: «إن الحكومات الوطنية والمحلية بحاجة إلى العمل جنباً إلى جنب مع المنظمات الدولية والمجتمع المدني، بهدف اتخاذ خطوة جريئة للمضي قدماً إلى الأمام صوب مستقبل أكثر مراعاة للبيئة وأكثر أماناً وأكثر ترابطاً رقمياً».

وشددت في تعليقاتها «ملتزمون بالتواصل، استراتيجيات حكومية لزيادة الوصول»، الجلسة الأولى ضمن خمس جلسات في ملتقى الإنسان وكوكب الأرض يوم الأحد. وقد أدارت الجلسة مها مورايش، نائب الرئيس الأول للتحول الرقمي في اتصالات، وركزت الجلسة على استراتيجيات الحكومات لأجل زيادة الوصول، ودورها الرئيسي في سد الفجوة الرقمية والابتكارات القابلة للتطوير لتوسيع نطاق الاتصال.

وقال مارك هانسن، الوزير المنتدب المكلف بالرقمنة في لكسمبورغ: «إنه لمن المهم حقاً أن نتعرف إلى المشكلات الحقيقية من الأشخاص الذين قد يكونون في عزلة عن هذا العالم الرقمي»، مشيراً إلى أن استراتيجية لوكسمبورغ وخطة العمل الوطنية للإدماج الرقمي قد جرى إعدادهما عقب مشاورات عن كثب بين الوزراء وإجراء مناقشات مع الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الوطنية.

وانضم إلى كلٍّ من هانسن ومورايش، ماروشكا شوكوبار رييس، سكرتيرة الحكومة والتحول الرقمي في رئاسة مجلس الوزراء في بيرو، والتي تحدثت عن جهود الاتصال الرقمي الدؤوبة في جميع أنحاء الدولة الواقعة في قارة أمريكا الجنوبية.

ويستمر أسبوع السفر والاتصال، وهو أسبوع الموضوعات السادس في «إكسبو 2020 دبي» ضمن برنامج الإنسان وكوكب الأرض حتى 15 يناير/كانون الثاني، ويزخر بمجموعة من الفعاليات منها جلسة ابتكار تقني مدتها ثلاث ساعات بعنوان «عصر الاضطراب» (الأربعاء، 12 يناير) إلى جانب «حوار الثقافات»: السحابة ليست لأحد (السبت، 15 يناير).

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"