عادي

الأجهزة الرياضية المتصلة بالإنترنت تتيح ممارسة التمارين مع الآخرين عن بعد

19:11 مساء
قراءة 3 دقائق

شهدت أجهزة اللياقة البدنية المتصلة بالإنترنت والخدمات التي تقدم عبر الشبكة في هذا المجال، إقبالاً متزايداً منذ بداية الجائحة في صفوف الرياضيين الذين حرمتهم الأزمة الصحية من مخالطة الآخرين في القاعات الرياضية، وفرض هذا التوسع حضوره خلال معرض الإلكترونيات الذي أقيم أخيراً في مدينة لاس فيجاس الأمريكية.

والجديد في الأمر ليس الحصص الرياضية المنزلية نفسها؛ إذ إنها كانت قائمة من قبل؛ بل انتشارها المتزايد عبر الإنترنت.

ولاحظ جيريمي نيدهام من شركة الملاكمة المنزلية «لايت بوكسر» في تصريح لوكالة «فرانس برس» خلال معرض لاس فيجاس للإلكترونيات الذي اختُتم السبت، أن «جانباً كبيراً مما يحفز على الذهاب إلى قاعات نوادي اللياقة البدنية يتمثل في تشارك معاناة الجهد مع الآخرين (..) وهذا ما ينشئ روابط».

وأضاف: «نظراً إلى أن وجود الناس معاً في مساحة مادية واحدة لم يعد ممكناً، أقله ليس في الوقت الفعلي، يجب أن يحصل ذلك افتراضياً».

وإذا كانت بعض الشركات تبيع معدات رياضية متصلة بالإنترنت، توفر «لايت بوكس» لزبائنها إمكان إقامة تمارين مشتركة مع آخرين، وحتى إمكان التنافس في ما بينهم، في مقابل اشتراك شهري، إضافة إلى 1200 دولار لدفع ثمن الجهاز الذي يثبت على جدار.

وتظهر التقنيات الجديدة المتعلقة بالرياضة منذ سنوات، لكن القطاع شهد نمواً كبيراً خلال الجائحة، كالذي شهده قطاعا التجارة عبر الإنترنت أو العمل من بعد.

ولاحظت جمعية «كونسيومر تكنولوجي» التي تنظم المعرض، في تقرير لها «تكاثراً للتجهيزات الرياضية المتصلة؛ إذ اضطر المستهلكون إلى تغيير الطريقة التي يمارسون بها الرياضة».

وأشارت «كونسيومر تكنولوجي» إلى أن حجم السوق في هذا القطاع بلغ نحو 3,8 مليار دولار عام 2021، متوقعة أن ينمو بنسبة تزيد على 10% هذه السنة أيضاً.

وقال المحلل في الجمعية ريتشارد كوالسكي، إن من يشترون هذه المنتجات «يريدون التواصل مع أشخاص آخرين عبر الإنترنت».

تحرير الطاقة

وفي هذا الإطار تتيح الشركة المصنعة لآلات «هايدرو» المتصلة الخاصة بالتمارين على حركات التجذيف، لزبائنها التعليق على الحصص التدريبية للمشتركين الآخرين. كذلك تشكلت مجموعات على الشبكات الاجتماعية.

وقال أكيل عبدالله الذي يتولى إدارة حصص تدريبية عبر نظام الشركة لوكالة فرانس برس: «تبدأ في التحدث إلى شخص آخر وفجأة تجد نفسك مع مجموعة من ستة أشخاص من كل أنحاء العالم، واحد منهم في لندن مثلاً، وآخر في كاليفورنيا، ويصبح مجتمعك».

ويبدو الجهاز البالغ سعره 2295 دولاراً، وكأنه آلة عادية لحركات التجذيف في قاعة النادي الرياضي، لكنه يحتوي أيضاً على شاشة تُظهر مدربين يجدفون فعلاً على الماء في ميامي أو لندن.

وقال عبدالله الذي كان في عداد فريق التجديف الأمريكي في أولمبياد 2004 «من خلال هذه الحصص الرياضية، يؤسس الشخص مجتمعاً افتراضياً وعلاقات».

لكن هذا القطاع لا يخلو من صعوبات.

فشركة «بيلوتون» المصنعة للدراجات المنزلية وأجهزة الركض الفاخرة التي شهدت مبيعاتها طفرة كبيرة خلال فترات الحجر المنزلي، وكانت واحدة من أكبر المستفيدين من الجائحة، تعاني تراجعاً لأسهمها في «وول ستريت» منذ أن خفضت توقعاتها في تشرين الثاني/نوفمبر، بفعل عودة بعض زبائنها إلى الأندية الرياضية.

وخفض مصرف «كريدي سويس» تقييمه للشركة، معتبراً أنها يجب أن توفر المزيد من الحسوم وتعزز إنفاقها على التسويق لكي تتمكن من مواصلة النمو.

إلا أن عدد مرتادي قاعات الأندية الرياضية انخفض مجدداً منذ بدء تفشي متحورة أوميكرون.

فالمستهلكون المهتمون بصحتهم «يجدون أن ممارسة الرياضة في المنزل أمر عملي، حتى عند إعادة فتح القاعات الرياضية»، بحسب جمعية «كونسيومر تكنولوجي».

ويحتاج عشاق الرياضة إلى ممارستها للحد من تأثير التوتر الذي تسببه لهم الجائحة في العمل والمدرسة وخلال السفر.

وقال نيدهام من «لايت بوكسر»، إن «الوباء أجبر الناس على أن يلزموا منازلهم»، لكنه شدد على أن «جسم الإنسان يحتاج في الواقع إلى نشاط للقلب والأوعية الدموية (..) وليس عليه تالياً سوى أن يجد طريقة محفزة (..) لتحرير كل طاقته». (أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"