عادي

بايدن يدعم تغيير قانون مثير للجدل بمجلس الشيوخ لإصلاح حق التصويت

18:44 مساء
قراءة 3 دقائق
بايدن

واشنطن - أ ف ب
يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ولاية جورجيا الثلاثاء في رحلة مشحونة رمزياً ومحفوفة بالأخطار السياسية، لتقديم وعد حاسم في ولايته يتمثل في حماية وصول الأقليات، خصوصاً الأمريكيين من أصل إفريقي، إلى حق التصويت.
وللقيام بذلك، يتعين على الرئيس التعبير رسمياً عن دعمه لإصلاح مثير للجدل في قواعد مجلس الشيوخ بحيث يمكن الدفع بالإصلاح الشامل لقوانين التصويت بعيداً عن المعارضة الجمهورية في مجلس الشيوخ، كما قال مسؤول كبير في البيت الأبيض.
وسيقول الديمقراطي البالغ من العمر 79 عاماً في خطابه: "لن أتراجع، سأدافع عن حقكم في التصويت وعن ديمقراطيتنا ضد الأعداء الداخليين والخارجيين"، بحسب مقتطف من خطابه المرسل مسبقاً.
واختار جو بايدن جورجيا، الولاية الجنوبية التي ترمز إلى النضال من أجل الحقوق المدنية في السابق، والخلافات السياسية اليوم، للدفاع عن إصلاح واسع لـ "حقوق التصويت"، مواصلاً سباقه بعد خطاب مثير ألقاه من أجل الديمقراطية الأسبوع الماضي في مبنى الكابيتول.
والإصلاح يتعلق بتشريع حول الشروط التي يجب التمتع فيها من أجل ممارسة حق التصويت، من التسجيل في القوائم الانتخابية إلى فرز الأصوات، مروراً بالتصويت بالبريد أو التحقق من هوية الناخبين.
وكانت عدة ولايات جمهورية في الجنوب قد تعهدت بتعديلها، بغاية تعقيد، عملياً، وصول الأمريكيين من أصل إفريقي والأقليات بشكل عام إلى صناديق الاقتراع.
وللالتفاف عليها، يريد جو بايدن من البرلمان وضع إطار تشريعي فيدرالي.
مؤيد
وسيسمح سن قانونين هما "قانون النهوض بحقوق التصويت لجون لويس" و"قانون حرية التصويت"، حسب قوله، بحماية منجزات النضال من أجل الحقوق المدنية وضد التمييز العنصري، التي يعود تاريخها إلى ستينات القرن الماضي.
وقال المسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي "يؤيد تغيير قواعد مجلس الشيوخ لضمان عمله مرة أخرى"، ويخوض بايدن، وراء هذه الصيغة الغامضة، رهاناً سياسياً مهماً.
وكان السيناتور السابق متردداً حتى الأن في كسر التقليد المتجذر والذي يصعب إدراكه خارج الولايات المتحدة، والمعروف في المصطلحات البرلمانية باسم "قاعدة المماطلة".
وتقضي هذه القاعدة بأن يجمع مجلس الشيوخ 60 صوتاً للسماح بالتصويت على النصوص، باستثناء القوانين المتعلقة بالميزانية.
لكن جو بايدن أصبح الآن يؤيد أن يتجاوز الديمقراطيون الذين يتمتعون بـ51 مقعداً مقابل 50 للجمهوريين، هذا التقليد ويصوتوا بأغلبية بسيطة.
ومن خلال كسر قاعدة 60 صوتاً، سيثير الرئيس الديمقراطي غضب المعارضة المحافظة، لكنه يخاطر كذلك بإحداث صدمة لدى النواب الديمقراطيين المتمسكين بهذه الممارسة التي من المفترض أن تعزز الإجماع والاعتدال.
تمرد
 لكن الوقت بالنسبة لجو بايدن الذي تعثرت أجندته الاقتصادية والاجتماعية وانخفضت شعبيته، لم يعد مناسباً لإظهار الاعتدال أمام دونالد ترامب الذي لا يزال يواصل الادعاء بفوزه في الانتخابات الأخيرة، دون أي دليل.
ويتهم الديمقراطيون أنصار الرئيس السابق بتغيير القواعد الانتخابية لصالحهم في بعض الولايات التي يسيطرون عليها.
وفرضت جورجيا، على سبيل المثال، قيوداً على التصويت بالبريد، كما حظرت توزيع الماء أو الوجبات على الناخبين الذين ينتظرون، لساعات أحياناً، للإدلاء بأصواتهم. كما شددت الولاية رقابة النواب - ومعظمهم من المحافظين - على عمليات التصويت.
وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر: "إنها حركة تمرد غير صاخبة، لكنها وخيمة للغاية".
وإن تمكن من دعم تمرير قوي للمشروع في مجلس الشيوخ، إلا أن ذلك لا يعني أن بايدن كسب الرهان، ويتعين عليه حشد جميع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين دون استثناء، لكن جو مانشين الذي عرقل بالفعل تمرير مشروع ضخم حول الإصلاحات الاجتماعية التقدمية للرئيس، يتردد في دعمه بشأن "حقوق التصويت".
ولا يملك جو بايدن متسعاً من الوقت لإقناعه، حيث يخشى من أن يفقد الديمقراطيون أغلبيتهم البرلمانية في الخريف في انتخابات التجديد النصفي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"