عادي
«أجمل شتاء في العالم»

تسامح مجتمع الإمارات أحد أسرار نجاحها وجهة سياحية عالمية

00:40 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي:«الخليج»
تعدّ التجربة الإنسانية من عواطف وانطباعات وتصورات أحد المحركات الأساسية في خيارات السياحة والسفر في العالم، فالسياحة قيمة ثقافية قائمة بذاتها تهدف إلى الاستكشاف والتعلم والاحتكاك بالبشر، واختبار حضارتهم وتراثهم، من دون أن يخلو ذلك من خيارات الترفيه والاستمتاع بالوقت وبالمحيط الطبيعي.

تعدّ دولة الإمارات، بمجتمعها المتسامح والمتعدد الثقافات والأديان، واحة فريدة في المنطقة، بل وفي العالم، فهي من بين الأماكن النادرة التي تمنح السائح أو الزائر الإحساس بأنه بين أهله ووسط مجتمعه، فزائر الدولة، أو المقيم على أرضها، يجد بفضل تراث شعبها الأصيل القائم على التسامح، وترسخه الدولة وتعززه عبر مؤسساتها الرسمية والخاصة، تجربة غامرة، واستقبالاً دافئاً يشعر به حيثما حلّ في إمارات الدولة السبع.

ولهذا السبب، حرصت حملة «أجمل شتاء في العالم» على إبراز أهمية التسامح باحتفائها بالإنسان الذي يشكل واحداً من أهم العوامل في تكريس مكانة أية دولة وجهة سياحية عالمية منشودة ومطلوبة، فضلاً عن وضوح مشاعر الأخوة والترحاب وقيم التسامح والشمول واحترام التعددية والتنوع التي تبدأ من لحظة دخول منافذ الدولة، وصولاً إلى التعامل اليومي مع الإنسان العادي في الشارع، وحسن الاستقبال الذي يُشعر كل سائح بالطمأنينة والسعادة.

التسامح سمة أصيلة في مجتمع الإمارات تمثلت في القيم التي أقام عليها الآباء المؤسسون دعائم دولة الاتحاد، ما جعل الملايين من مختلف أنحاء العالم يختارونها، بعد زيارتها ومشاهدة أجواء العيش المشترك والتنوع الملهم والتعددية، وجهة مفضلة بعد أن رأوا ولمسوا وعاشوا مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه «التسامح واجب، لأن الإنسان إنسان في المقام الأول» واقعاً على أرض الدولة.

مبادرات عالمية

وقادت الدولة مبادرات عالمية تعزز قيم التسامح، مثل إعلان صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2019 عاماً للتسامح في دولة الإمارات، وإطلاق صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عام 2017 «المعهد الدولي للتسامح»، ورعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة «وثيقة الأخوّة الإنسانية» التي وقعت في أبوظبي في فبراير/ شباط 2019 وشكلت إحدى أهم الوثائق الإنسانية الداعية للسلام والتآخي والحوار والتسامح.

دفء الشتاء ودفء المجتمع

وحملة «أجمل شتاء في العالم» التي انطلقت دورتها السنوية الثانية في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2021 وتستمر حتى نهاية يناير/ كانون الثاني 2022، تضع كل ملامح كرم الضيافة وحسن الاستقبال والتسامح والتفاعل الثقافي والحضاري مع الجميع في متناول السائح الذي يلمس، إلى جانب دفء شتاء الإمارات، دفء ومشاعر أهلها، وهذا ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بقوله إن أجمل شتاء في العالم موجود في أجمل دولة في العالم، ووسط أطيب شعب في العالم.

فإلى جانب أجمل معالم الدولة من تضاريس طبيعية وجبال ووديان وشواطئ رملية وصحارى، يبقى العامل الإنساني أحد أبرز العوامل في إرساء السمعة العالمية لدولة الإمارات بتسامح أهلها ومجتمعها.

وليس ذلك غريباً على دولة الإمارات التي تسجل كل عام، أعلى معدلات الأمان في العالم، حيث حلت في المركز الأول في العالم، من حيث شعور الناس بالأمان أثناء تجوالهم في الشوارع ليلاً بمفردهم، بحسب مؤشر «القانون والنظام العالمي 2021» الصادر عن مؤسسة جالوب «البحثية العالمية».

ومع قيم التسامح المجتمعية، حرصت دولة الإمارات أيضاً على بناء منظومة مؤسسية متكاملة تكرّس قيمة التسامح في كل مناحي الحياة، وتجعل منها عنواناً أساسياً في مبادراتها وبرامجها وسياساتها وخططها الاستراتيجية، السياحية أو الثقافية، أو القانونية، أو التربوية.

وجاء إقرار التشريعات والأنظمة التي تكافح التمييز على أي أساس، سواء العرق، أو الاعتقاد، أو الجنس، وسنّت القوانين التي تمنع التحريض والكراهية، لاسيما المنصات الرقمية، وجرى تطوير نظم تعليمية متسامحة تركز إلى جانب التحصيل المعرفي على التربية، على غرس قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل لدى النشء والشباب.

تجربة من العمر

وأصبح التسامح في الدولة عقداً اجتماعياً إنسانياً مشتركاً يجمع سكانها وزوارها من كل أنحاء العالم في إطار بنّاء يؤاخي بين الجميع، ويجعل السائح يشعر بالأمان والاطمئنان والألفة والمحبة كما لو كان في وطنه وبين أهله. وسواء كان في أبوظبي، أو دبي، أو الشارقة، أو عجمان، أو الفجيرة، أو أم القيوين، أو رأس الخيمة، فإن الشعور الغامر الذي يختبره السائح بأنه موضع ترحيب دائم يجعل تجربة السياحة في أي من مناطق الدولة ووجهاتها السياحية تجربة من العمر.

ويشكل مجتمع الإمارات اليوم نموذجاً عالمياً فاعلاً في تكريس قيم العيش المشترك وقبول التعددية والتنوع والاختلاف والحوار مع الآخر والتواصل والتفاعل مع الخلفيات الثقافية كافة، وصار بتطبيقه العملي لتلك القيم سفيراً لها في بلاد العالم، بترسيخ التسامح بالتعاون مع الجميع، ونشر مبادئه عبر مختلف المنصات والقنوات، وتشجيع الحوار بين الثقافات والحضارات.

«لنجعل شتاءهم أدفأ» تجمع 1.9 مليون دولار
سجلت مبادرة «لنجعل شتاءهم أدفأ» في يومها الثالث إجمالي تبرعات بلغ أكثر من 1.9 مليون دولار، تستفيد منها أكثر من 15 ألف عائلة، في حين بلغ إجمالي المتبرعين أكثر من 47 ألفاً.
وتستمر المبادرة التي أطلقتها حملة «أجمل شتاء في العالم»، بالتعاون مع مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والشبكة الإقليمية لبنوك الطعام، بهدف دعم الأسر اللاجئة والنازحة والأقل حظاً في الوطن العربي وإفريقيا، في استقبال التبرعات من خلال بث حي يقدمه اليوتيوبر «أبوفلة» من وسط مدينة دبي، حتى تحقيق أهدافها بجمع 10 ملايين دولار لصالح 100,000 عائلة تعاني برد الشتاء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"