عادي

الاستهلاك المفرط للحوم يثير جدلاً في إسبانيا

22:08 مساء
قراءة دقيقتين

يثير الحجم الكبير لأنشطة تربية المواشي لإنتاج اللحوم وأثرها البيئي السلبي، جدلاً واسعاً في إسبانيا، البلد الأوروبي الأكثر استهلاكاً للحوم، على وقع انقسامات سياسية بشأن قطاع يوفر ملايين الوظائف في البلاد.

ودقّ وزير الاستهلاك ألبرتو جارزون ناقوس الخطر حول ما يعده إفراطاً في إنتاج اللحوم ببلاده؛ وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة «ذي جارديان» البريطانية غداة عيد الميلاد. ويوضح أنّ الشركات المعنية «تجد قرية في منطقة إسبانية خالية من السكان، وتضع فيها أربعة أو خمسة أو عشرة آلاف رأس ماشية، وتلوّث التربة والمياه ثم تصدّر لحومها المصنّعة بنوعية رديئة والمتأتية من حيوانات تعرضت لسوء معاملة».

وأثارت مواقف زعيم حزب «إيزكيردا أونيدا»، وهو تحالف يساري صغير مندمج في حزب اليسار الراديكالي «بوديموس» حليف الحزب الاشتراكي في الائتلاف الحكومي، التي نشرتها وسائل الإعلام بعد الأعياد، غضب جمعيات تربية المواشي بينها اتحاد صغار المزارعين.

ويؤكّد الاتحاد أنّ «في إسبانيا، لا توجد حيوانات تعرّضت لسوء معاملة»، نافياً سلسلة «أكاذيب» و«أخطاء» يمكن أن تكون لها «تأثيرات كارثية في الصادرات الإسبانية من منتجات اللحوم».

واعتبر زعيم المعارضة المحافظة بابلو كاسادو (الحزب الشعبي) أنّ ما يحصل «هجوم على المزارعين» ويلحق «ضرراً بصورة» إسبانيا.

وفي مواجهة موجة الانتقادات هذه، قالت إيزابيل رودريجيس الناطقة باسم الحكومة: إنّ الوزير تحدّث من «وجهة نظر شخصية»، مشيرة إلى أنّ السلطة التنفيذية «تدعم قطاع إنتاج اللحوم الذي يسهم بشكل حاسم في الاقتصاد في صادرات إسبانيا» و«تماسك أراضيها».

وكان جارزون أثار في يوليو/ تموز الماضي حالة من الذعر في السلطة التنفيذية، عبر شجبه «الاستهلاك المفرط» للحوم في إسبانيا، ما دفع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز للقول إنّه لا يستطيع مقاومة «ضلع من لحم البقر مطهي جيّداً».

وتشير منظمة «فاو» إلى أنّ كلّ فرد في إسبانيا يستهلك ما معدّله 98.8 كيلوجرام من اللحوم سنوياً، مقارنة ب42 كيلوجراماً كمعدّل عالمي، ما يجعل هذا البلد أكبر مستهلك للحوم في أوروبا متقدماً على البرتغال (94.7 كيلوجرام) وبولندا.

وتوضح منظمة «جرينبيس» البيئية غير الحكومية أنّ هذا الاستهلاك يعادل أكثر من 270 جراماً في اليوم، في حين أنّ «التوصيات العلمية الدولية تنصح بتناول 300 جرام أسبوعياً»، معتبرةً أنّ عواقب هذا الاستهلاك المفرط «مدمّرة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"