حالات وإحالات

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

يقول الشاعر:

بين عام مضى وعام يوافي      عِبرٌ توقظ الضمير الغافي

وهكذا تقبل الأعوام وتمضي، حاملة معها أحداثها وأحاديثها، وآمال البشرية وآلامها، وفي خضمها أُناسٌ يفدون إلى الحياة، وآخرون من عِداد المودعين؛ منذ بدء الخليقة وحتى يومنا الحاضر، أعوام تلمع في سمائها بشارات وإشارات، فإما فرح وسعادة وسرور، وإما مآس وأحزان ومرارات.

وهكذا هي سيرة ومسيرة الأعوام الأخيرة على التوالي؛ 2019، 2020، 2021، 2022؛ إذ مضى ال 2019 في حال سبيله تاركاً بصمة وبائية بمسماها العالمي «كوفيد – 19»، حيث جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره تدريجياً زمنياً، انطلاقاً من عام 2020، وصولاً إلى عامنا الكائنين فيه 2022، الذي تصاعدت فيه نسبة المصابين بكورونا، ولا نعلم متى يمكن للرحلة الكوفيدية أن تتوقف عن المسير المحفوف بالمخاطر والنتائج الوخيمة لتعود الطمأنينة والسلامة للبشرية جمعاء.

تفصح الصحافة العالمية عن إحصائيات دولية مهولة: («كورونا» يحطم أرقاماً قياسية في العالم خلال أول أسبوع من العام، إذ أُحصي أكثر من مليوني إصابة ب«كوفيد-19» في العالم يومياً في الأسبوع الأول من العام الجاري 2022، مع تضاعف الرقم خلال عشرة أيام، بحسب تعداد مستند في حصيلته التصاعدية إلى بيانات رسمية صادرة عن السلطات الصحية في كل بلد، حيث ينتشر «كوفيد – 19» بسرعة البرق في جميع القارات).

هكذا حقائق، تستدعي التوقف عند كل شاردة وواردة بشأن كورونا المستجدة بأفعالها المتجددة بنظرياتها المنقطعة النظير، وانتظاراتها المتوثبة لفرائسها البشرية؛ فما نلحظه في العالم من حالات تحيلنا إلى التفكير العلني بطرح الأسئلة تلو الأسئلة: ما هي الأسباب الرئيسية لتزايد الحالات على مستوى العالم؟ ما هي الإجراءات الاحترازية الواجبة التنفيذ إزاء الوضع الراهن؟ وما هي الخطط الكفيلة بكبح جماح كورونا والسيطرة على ممارستها الوبائية في الأجساد البشرية؟

أسئلة كثيرة، وحالات مثيرة، والوحدة المجتمعية ضرورة من ضرورات استمرار الحياة بأمن وأمان وطمأنينة وسلام؛ فها نحن نعود إلى حيث كنا في أوّل الأمر: خوف ورعب من هذا الكائن الوبائي العالمي الذي يهدد المجتمع الدولي بأسره، بما يجعلنا شديدي التمسك أكثر وأكثر بالكمامات التي باتت زياً عالمياً موحداً، وشديدي التوجس من المحيط البشري القريب بما يدفعنا للشك في أقرب المقربين إلينا نتيجة مخالطتهم لعدة فئات مجتمعية، سواء في المحيط الوظيفي، أم في المحيط التجاري من جراء التسوق الحر، وكذلك في القنوات المجتمعية المتعددة في شتى الجهات الجغرافية، وفي مختلف الأمكنة والأزمنة الراهنة والمستقبلية.

ثمة خلل في التعامل مع الجائحة، الاستهتار واللامبالاة من جهة، حيث عدم الالتزام بالضرورات الاحترازية؛ والجهل والانسياق وراء العاطفة من جهة أخرى، حيث الخوف على مشاعر الآخرين وبخاصة الأهل والجيران والرفاق، بما يجعلنا نُقبل على فعل المصافحة معهم منعاً للزعل والقطيعة المحتملة الوقوع.

ثمة حاجة ماسة إلى الحكمة والتدبير الحَسَن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"