الثابت في حياة الأمم

01:03 صباحا
قراءة دقيقتين

إن التغيير الذي تمر به مجتمعاتنا ليس أمراً سهلاً وهو في معظمه ضبابي، ما يحتاج منا أفراداً ومؤسساتٍ إلى منظور مغاير للحياة اليومية يكون فيه «الابتكار» سمة للتغييرات التي نحاول القيام بها، لا لنتغلب على حالات التقلب والتعقيد والغموض وحسب، بل لنجري عمليات تحول تحدث تأثيراً إيجابياً في المستقبل. تشير دراسات كثيرة إلى أن 70% من عمليات التحول تفشل بغض النظر عما يقودها، سواء كانت إجرائية، إدارية، تكنولوجية أو حتى ثقافية، كما أن 61% من الشركات تمر بثلاث مراحل تغيير كل سنة لأسباب متفاوتة، مثل الأوبئة، الأزمات المالية، والتغييرات السياسية.
من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات في هذا الجانب، عدم وجود قيادات تغيير ذكية، مما يجعلها غير يقظة للفرص والتهديدات، المقاومة الداخلية والخارجية التي تمنع الانتقال السلس وأحياناً تفشله، عدم توفر المصادر والموارد الصحيحة، والرغبة في التحول السريع دون دراسة متأنية للنتائج والبدائل، ورغم ذلك فإن تصميم التغيير المؤسسي الإيجابي الذي يبدو صعباً، هو قابل للتنفيذ من خلال تطبيق أدوات مثل: حشد الطاقات الإيجابية، تبني التفكير التصميمي الجماعي والمرونة الاستراتيجية. ولتسيير عمليات الابتكار في المؤسسات يحتاج القادة إلى التخلي عن فكرة أن الابتكار مشروع طارئ تقوم به إدارة البحث والتطوير استجابة للتحديات، بل تعميم ممارسته الفكرية والتطبيقية على جميع المستويات. كذلك معالجة مقاومة التغيير، من خلال التقديم التدريجي للتحديثات المطلوبة، ودمج العملاء الداخليين عبر عملية تعليم مستمرة، وإتاحة الموارد اللازمة، وإضفاء الطابع المؤسسي على مجموعة من الوظائف في المؤسسة.
كما تطرح الدراسات الأخيرة مفهوم «مؤسسة المعرفة الإبداعية»، التي تركز على تحسين العمليات القائم على التعلم المستمر والابتكار الجذري العضوي، حيث يتمتع كل فرد في هذه المنظومة بالموهبة، التي تخوّله ليكون جزءاً من التغيير الإيجابي في بيئة العمل. تقوم المعرفة الإبداعية على إجراءات محددة هي: التحفيز القائم على تشخيص التغيير، استنهاض الوعي، حشد الموارد والتواصل الاجتماعي الإيجابي. إعادة التصميم القائمة على: التوافق التنظيمي، التطوير المهني المستمر والتعلم المتخصص. وأخيراً التنفيذ القائم على: مقاييس الأداء، نظام المكافآت، الدعم المعنوي، والتجديد الاستراتيجي.
الابتكار في المنظور والثقافة هو ما جعل التغيير ممكناً في مؤسسات ممتدة مثل «أبل»، التي تحوّلت إلى ظاهرة عالمية، وهو بالضبط ما نطمح إليه من خلال جعل ثقافة التغيير الإيجابي، نمط حياة عند الفرد والمؤسسة، وكما قال مهندس التغيير، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «الابتكار ضرورة وأسلوب عمل»، وهو جزء من نجاح عملية التغيير، الثابت الوحيد في حياة الأمم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"