عادي

طوابير الانتظار في كوبا

20:52 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

اعتاد الكوبيون على الانتظار في طوابير للحصول على كل شيء، من الخبز إلى معجون الأسنان، وغالباً ما يقفون ساعات تحت الشمس في محنة يومية منذ 60 عاماً، تتفاقم الآن بسبب كوفيد، والركود الاقتصادي الحاد والعقوبات الأمريكية المشددة.

وقالت المتسوّقة إديلفيس ميراندا (47 عاماً) من أحد أسواق هافانا «أمضيت الليل بطوله هنا لشراء شيء ما. الأمر ليس سهلاً، بل إنه تضحية كبيرة لمجرد التمكن من تناول الطعام».

وحجزت ربة المنزل هذه مكانها في طابور الانتظار قرابة الأولى صباحاً، لتغادره بعد 11 ساعة، قبل الظهر بقليل.

وروت ميراندا، وهي في طريق عودتها إلى المنزل حاملة لترين من الزيت، وبعض الدجاج واللحم المفروم ومنظفات «كان الأمر يستحق ذلك، لأنني وجدت كل شيء. الآن سأستريح قليلاً ثم أعود إلى طابور الانتظار».

وسجّلت كوبا معدل تضخم 70 % في عام 2021، عندما تعافى الاقتصاد بنسبة ضئيلة بلغت 2 % بعد انخفاض 11 % عام 2020، ما ينذر بأسوأ أزمة اقتصادية في البلاد منذ قرابة ثلاثة عقود.

ومع تضاؤل الاحتياطات الحكومية، كان لا بد من تقليص الواردات الغذائية التي كانت تبلغ قيمتها نحو ملياري دولار سنوياً، قبل تفشي الوباء، بشكل كبير في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 11,2 مليون نسمة.

وفي مايو/ أيار الماضي، قالت الحكومة إن الواردات التي تغطي عادة 80 % من حاجات الجزيرة، بلغت أدنى مستوياتها منذ عام 2009.

وهذا النقص في الإمدادات يؤثر في الجميع. حتى الأثرياء يضطرون للتعامل مع طوابير طويلة رغم أنهم غالباً ما يدفعون لأشخاص آخرين للوقوف مكانهم ريثما يأتي دورهم.

وبعضهم يأتي متسلحاً بوجبات خفيفة، أو ماء، أو قهوة، أو مقعد خشبي للجلوس عليه.

وغالباً ما تكون الشرطة منتشرة للحفاظ على النظام في طوابير تمتد عبر العديد من الشوارع.

وفي أحد أسواق العاصمة، يطلق إعلان قبل ساعة من موعد الافتتاح يفيد بأن هناك خمسة منتجات متاحة لليوم، في سخاء غير عادي يسبب موجة إثارة عبر طابور يضم نحو 400 متسوق متفائل.

لكن بعد ذلك، تأتي خيبة الأمل. فلم يتمكن دخول السوق إلا 250 منهم فقط.

وبسرعة، يشكل عشرات من غير المحظوظين طابوراً للتسوق في اليوم التالي، مع تعيين «حراس» ليليين لضمان عدم فقد أي شخص مكانه.

وفي الوقت الراهن، لا تقبل بعض المتاجر في كوبا إلا العملات الأجنبية فقط.والدولار الأمريكي لم يعد عملة قانونية.

فرانس برس

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"