عادي
تجسيداً لتوجيهات محمد بن راشد

الإمارات تطلق مقر المبرمجين لتعزيز القدرات في التكنولوجيا

00:11 صباحا
قراءة 8 دقائق
عمر سلطان العلماء

دبي: «الخليج»
تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أطلقت حكومة دولة الإمارات مقر المبرمجين في أبراج الإمارات بدبي، في مشروع تحولي جديد، يعيد صياغة وتعزيز مفهوم مجتمعات البرمجة على المستويين، الوطني والعالمي، بالشراكة مع أكثر من 40 شركة إماراتية وعالمية، بهدف بناء وتأهيل جيل جديد من المبرمجين، وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم في مجالات البرمجة والتكنولوجيا، وتمكينهم بالأدوات والخبرات اللازمة وتوفير أفضل الفرص لتصميم حلول مبتكرة لتحديات محلية وعالمية، بما يرسخ ريادة الإمارات وموقعها مركزاً عالمياً للمبرمجين والاقتصاد الرقمي.

جاء ذلك، في حفل افتراضي نظمه البرنامج الوطني للمبرمجين، بحضور عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وممثلي شركاء المبادرة، استعرض المشاركون فيه أهم المبادرات والبرامج التي سيعمل مقر المبرمجين على إطلاقها وتنفيذها خلال الفترة المقبلة.

أكد عمر سلطان العلماء أن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بإطلاق مقر المبرمجين، تهدف إلى تطوير مجتمعات برمجة متقدمة لتكون محركاً أساسياً للاقتصاد الرقمي المستقبلي، بما يسهم في تحقيق رؤى القيادة وتوجهات المبادئ العشرة للخمسين عاماً المقبلة، بتحويل دولة الإمارات إلى عاصمة عالمية للتكنولوجيا واقتصاد المستقبل، ومركز عالمي لاستقطاب واستبقاء العقول والمواهب والمبتكرين في مختلف المجالات.

وقال وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، إن مقر المبرمجين يجسد رؤى وتوجيهات القيادة لإعداد جيل من الشباب القادر على توظيف البرمجة في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات المستقبلية واستكشاف فرص جديدة تسهم في بناء اقتصاد معرفي تنافسي يقوم على البرمجة والتكنولوجيا الحديثة، ما يعزز مسيرة التنمية الشاملة التي تقوم على الاستثمار في المهارات والعقول وتمكين المواهب من النمو والتطور السريع وبناء قدراتها في أهم المجالات المستقبلية، من خلال توفير البيئة الحاضنة والمحفزة لأصحاب مهارات البرمجة، وتوفير الفرص لهم ليبدعوا في تنفيذ المستقبل، وابتكار الحلول التكنولوجية للتحديات.

الصورة

جيل من المبتكرين

ويهدف مقر المبرمجين الذي يعد أحد مشاريع ومبادرات البرنامج الوطني للمبرمجين، إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات لتكون مركزاً عالمياً للبرمجة والمبرمجين وبيئة حاضنة للمشاريع والأفكار الخلاقة الهادفة وبناء جيل جديد من المبرمجين المبتكرين لمستقبل أفضل.

ويتميز المقر بتوفير بنية تحتية تكنولوجية متقدمة، لتمكين المبرمجين وتحفيزهم، ويضم منطقة فعاليات، وحاسوباً خارقاً، ومساحات عمل مخصصة للمبرمجين، فيما سيتم خلال الفترة المقبلة افتتاح 6 مقرات جديدة للمبرمجين في إمارات الدولة.

أربعة أهداف وتسعة مبادرات

ويركز مقر المبرمجين على 4 أهداف رئيسية هي، تصنيف مهارات المبرمجين في دولة الإمارات، وتطوير مهارات المبرمجين، وتعزيز التواصل المستمر بين المبرمجين وخبراء البرمجة في دولة الإمارات وخارجها، وتمكين المبرمجين من أفضل الفرص في دولة الإمارات، بما يعزز موقع الإمارات بين أفضل الدول في قطاعات البرمجة.

ويقوم الهدف الأول «تصنيف مهارات المبرمجين في دولة الإمارات» على إيجاد آلية متميزة لتصنيف المبرمجين في دولة الإمارات بهدف تسهيل واختصار عملية توظيف المبرمجين في القطاعات الحيوية بدولة الإمارات، ويركز الهدف الثاني «تطوير مهارات المبرمجين في دولة الإمارات» على برامج تدريبية عملية وتحديات برمجية تقدمها كبرى الشركات المحلية والعالمية لتطوير مهارات المبرمجين والارتقاء بإمكاناتهم لتعزيز مشاركتهم في رسم وصناعة المستقبل.

ويعمل الهدف الثالث «تعزيز التواصل المستمر بين المبرمجين وخبراء البرمجة في دولة الإمارات وخارجها»، على تمكين وتهيئة مجتمعات برمجية في دولة الإمارات، وتعزيز التواصل المستمر بين المبرمجين لتطوير مهاراتهم وتحفيزهم على التعلم المستمر والتعلم من أقرانهم، فيما يركز الهدف الرابع «إيصال المبرمجين لأفضل الفرص المختلفة في دولة الإمارات»، على توفير أفضل فرص العمل والعقود للباحثين عن وظائف في مختلف قطاعات البرمجة في الأسواق المحلية والعالمية.

ويغطي مقر المبرمجين 9 مبادرات رئيسية، هي: «مقر التعلم» ويشمل توفير دورات تدريبية عملية في مجالات البرمجة المختلفة ولمختلف المستويات، و«مقر التقييم» الذي يوفر آلية لتقييم مهارات وأداء المبرمجين، و«مقر التجمعات» ويركز على تهيئة واحتضان مجتمعات برمجية في المجالات العملية المختلفة، و«مقر التحديات» ويتم من خلاله نشر تحديات برمجية ذات أثر ملموس مقدمة من القطاع الخاص مقابل جوائز مادية وعينية.

كما يضم المشروع ضمن مبادراته، «مقر الهاكاثونات» ويعمل على تنظيم سلسلة من الهاكاثونات قصيرة المدى بالشراكة مع القطاع الخاص، و«مقر المؤتمرات» ويركز على استقطاب أكبر المؤتمرات العالمية المتخصصة في البرمجة إلى الإمارات، والسابعة «مقر الإلهام» الذي يتمحور حول إنشاء سلسلة من الجلسات الملهمة المقدمة من الرؤساء التنفيذيين لشركات رقمية مليارية، والثامنة «مقر التدريب» ويركز على توفير فرص تدريبية للخريجين المواطنين من دولة الإمارات في مختلف مجالات البرمجة في القطاع الخاص، ومقر «021» وهو مشروع مشترك مع هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، يهدف بتنمية مواهب المبرمجين الملتحقين بالخدمة الوطنية والوصول بهم إلى العالمية.

وأعلن مقر المبرمجين تنظيم برامج تدريبية مخصصة لمواطني دولة الإمارات لتسهيل دخولهم في مختلف مجالات البرمجة في القطاع الخاص، وتزويدهم بأفضل المعارف العالمية اللازمة لتمكين مواهبهم، ترجمة لتوجهات الإمارات التي تضمنتها وثيقة المبادئ العشرة للخمسين الجديدة، فيما ستقوم 40 جهة من القطاع الحكومي وشبه الحكومي والقطاع الخاص والأكاديمي بدعم العمليات التدريبية لتحقيق أفضل النتائج.

رعاية المواهب

من جهته، أكد الدكتور علي سعيد بن حرمل الظاهري، رئيس مجلس إدارة جامعة أبوظبي اعتزاز الجامعة بهذه الشراكة الاستراتيجية مع البرنامج الوطني للمبرمجين والتي ستعزز التعاون المشترك في تدريب المبرمجين، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تجسد استشراف القيادة الرشيدة للمستقبل، وما تتطلبه أجندة الخمسين المقبلة، وتترجم رؤية إماراتية خلاقة لرعاية المواهب والكوادر المتخصصة من المبرمجين في مختلف أنحاء العالم من دون تمييز، ما يفتح آفاق المستقبل أمامهم للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني والعالمي لمواكبة التطورات العلمية والتطبيقية في العصر الرقمي، وما يحمله من طموحات مستقبلية.

وأضاف الدكتور علي بن حرمل: ستتمكن جامعة أبوظبي من خلال المشاركة في تنفيذ هذا البرنامج الوطني وتوظيف الخبرات الأكاديمية والتطبيقية لأعضاء هيئات التدريس والباحثين في تنفيذ استراتيجية البرنامج، حيث تمتلك الجامعة رصيداً متميزاً في هذا المجال، فقد أطلقت استراتيجية أكاديمية تتضمن رؤية مستقبلية للتخصصات العلمية التي تطرحها الجامعة خلال الخمسين المقبلة وفي مقدمتها التخصصات المرتبطة بالثورة الصناعية الرابعة حيث تطرح حالياً مجموعة من التخصصات الأكاديمية والتطبيقية التي تؤهل الكفاءات والمواهب.

مركز عالمي لتقنية البيانات

وقال آلان بجاني الرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم القابضة: «إن شركة ماجد الفطيم تشارك بفاعلية وتؤدي دوراً رائداً في دعم تحول دولة الإمارات إلى مركز عالمي لتقنية البيانات ورواد المستقبل»، مشيراً إلى أن «إطلاق مبادرة «مقر المبرمجين» يؤكد التزام دولة الإمارات بأن تصبح رائدة في التحول الرقمي، ويرسخ مكانتها كدولة تعتمد على ركائز الابتكار والتقدم، ووجهة تجذب المواهب العالمية مع رعاية المواهب المحلية من خلال البرامج التدريبية الشاملة».

بناء المهارات العمود الأساسي للأجندة

وقال محمد ميكو الرئيس التنفيذي للعمليات والتسويق في مايكروسوفت الشرق الأوسط وإفريقيا: «يشرفنا في مايكروسوفت التعاون مع البرنامج الوطني للمبرمجين في هذه المبادرة التي تعد نموذجاً يحتذى على صعيد المنطقة».

وأضاف أن «المهارات هي العمود الأساسي لأجندة الإمارات الرقمية ونجاحها، ومن هذا المنطلق سيتمكن الشباب عن طريق مثل هذه الخطوة من اكتساب أفضل المهارات الجوهرية التي تؤهلهم لأخذ مكانهم الريادي في المستقبل.

رحلة التحول الرقمي

وقال سعد توما المدير العام لشركة «آي بي إم» في الشرق الأوسط وإفريقيا: «إن الإمارات دولة رائدة في اعتماد التقنيات الجديدة على مستوى المنطقة، فقد نجحت في ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للاقتصاد الرقمي. ونحن فخورون بأن نشارك في هذا النجاح من خلال المساهمة في إطلاق البرنامج الوطني للمبرمجين، الذي يلقي مزيداً من الضوء على جهود دولة الإمارات الحثيثة لدعم الابتكار التقني، والتي حوّلتها إلى مركز رائد لاحتضان رواد الأعمال من حول العالم».

مهارة أساسية ينبغي تعلمها

بدوره، أكد وليد يحيى، المدير العام لشركة «ديل تكنولوجيز» في الإمارات والمدير الأول لخدمات ما قبل البيع للشركة في مناطق الشرق الأوسط وروسيا وإفريقيا وتركيا: إن تقنيات الترميز تنتشر في كل مكان في عالم اليوم الرقمي، حيث أصبحت البرمجة مهارة أساسية ينبغي أن يتعلمها الجيل القادم لدخول سوق العمل. وأشار إلى أن شركة «ديل تكنولوجيز» تهدف إلى تسخير قوة التكنولوجيا لتعزيز التقدم البشري، وأن مبادرة البرنامج الوطني للمبرمجين، التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، تشكل مصدر إلهام وتسعى إلى بناء جيل جديد من المبرمجين.

منظومة التقنيات والابتكار

من جهته، أكد عزام علم الدين، مدير السياسة العامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا في «ميتا»، أن إطلاق مبادرة «مقر المبرمجين ستسهم في الارتقاء بمستوى التعاون الاستراتيجي لتطوير المنظومة الشاملة للتقنيات والابتكار في دولة الإمارات، وتساعد على دفع مستقبل التقنيات الاجتماعية نحو الأفضل.

وأشار عزام علم الدين إلى أهمية التعاون مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي من خلال الشراكة في هذه المبادرة التي ستؤدي فيها نخبة من مجتمع المطورين دوراً رئيسياً في بناء وتعزيز الواقع الافتراضي «ميتافيرس».

السلامة والمستقبل الرقمي

أكد الدكتور فيصل العيان نائب رئيس أكاديمية ربدان، أن البرنامج الوطني للمبرمجين يعد مبادرة حكومية رائدة وستدعم مجتمع الأمن الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال استخدام المهارات والأنظمة المتطورة لتعزيز السلامة والأمن وإعداد دولة الإمارات للتوجه نحو مستقبل رقمي بشكل أكبر.

الصورة
1

تنمية مواهب الطلبة

من جهته، أكد الدكتور ديفيد شميدت رئيس الجامعة الأمريكية في دبي، أن الجامعة تتبنى تنمية مواهب الطلبة في الاقتصاد الرقمي، وإعادة تشكيل المناهج لتشمل الموضوعات الناشئة والمتقدمة في مختلف مجالات برمجة «الكمبيوتر»، وأن الجامعة تتشرف بالمشاركة في الإطلاق الرسمي لمقر المبرمجين كجزء من البرنامج الوطني للمبرمجين، وتلتزم بالاتفاقية الموقعة مع مكتب الذكاء الاصطناعي لدعم الأهداف الاستراتيجية لهذه المبادرة المهمة ولتنفيذ المشاريع والأنشطة ذات الصلة.

حلول للمنظومة الرقمية

وأكد الدكتور صالح الهاشمي، رئيس دائرة الشؤون التجارية وتعزيز القيمة المحلية المضافة في «أدنوك» أن البرنامج الوطني للمبرمجين يشكل مبادرة أساسية لتشكيل المستقبل والاقتصاد الرقمي الجديد سريع النمو، ويؤدي التطور في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار دوراً حيوياً في تعزيز قدرة «أدنوك» على مواجهة التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة و«البلوك تشين» كما سيسهم التعاون مع المبرمجين الموهوبين بتسريع التحول الرقمي في الشركة ويضمن مزيداً من النمو لدولة الإمارات.

محرك لمواجهة التحديات

وقال الدكتور محمد رحمة نائب رئيس – زودياك في موانئ دبي العالمية: «إن مبادرة مقر المبرمجين هي بمثابة محرك رئيسي لمواجهة التحديات في عالم الخدمات اللوجستية والتجارة؛ فالاهتمام والاستثمار في مستقبل التطورات التقنية في دولة الإمارات العربية المتحدة يعني أننا بحاجة إلى جذب واستثمار واستقطاب أفضل العقول على مستوى العالم».

إتقان أساسيات الترميز

وأكد أحمد عودة المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وشمال أفريقيا لشركة «في إم وير» أن الشركة ستوفر كل الدعم لمبادرات الترميز الحكومية، بما في ذلك مبادرتا البرنامج الوطني للمبرمجين ومقر المبرمجين، من خلال منصة VMware Developer Platform Tanzu للمطورين وأكاديمية في إم وير لتقنية المعلومات وبرنامجها التدريبي الرائد.

إعداد نخبة للمستقبل

وأعرب صيفي إسماعيل رئيس مجموعة «يلا» المحدودة عن سعادته بالتعاون مع البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي من خلال مبادرة «مقر المبرمجين»، مؤكداً أن هذا التعاون البنّاء سيسهم في دعم قطاع الاقتصاد الرقمي في الدولة، من جهة، وتعزيز حضور المجموعة محلياً وإقليمياً، من جهة أخرى.

نبني قدرات الموهوبين

وأكدت شارلوت مارجوس المدير العام لشركة لي واجن – الشرق الأوسط، أن دولة الإمارات ستتجاوز الهدف الذي حددته في جذب 100 ألف مبرمج، من خلال البيئة الجاذبة والبنية التحتية التي تمتلكها في مختلف المجالات حيث سيأتي بعض المبرمجين من خارج الدولة، إلا أن أغلبيتهم سيتلقون تدريبهم داخل الدولة ومن هذا المنطلق تؤكد شركة Le Wagon أنها على أتم الاستعداد والجاهزية لتدريب هؤلاء الموهوبين وتأهيلهم في رحلة بناء مهاراتهم في مختلف مجالات البرمجة.

وتطمح حكومة دولة الإمارات إلى تحقيق المركز الأول عالمياً في نسبة عدد المبرمجين من تعداد السكان، والاستثمار بالمواهب التكنولوجية وبناء قدراتها ومهاراتها التخصصية.

الصورة
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"