عادي
عاش في رحاب بيت محب للأدب

ماجد المنهالي: الشعر الشعبي ذاكرة الأمة

23:25 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: علاء الدين محمود
يستعيد الشاعر الشعبي ماجد المنهالي مواقف ومحطات كان لها الأثر الحاسم في تجربته الإبداعية، ويقلب أوراقاً عزيزة على قلبه، ويتناول تجارب الشعر النبطي في الإمارات وبعض دول الخليج.

ويشير المنهالي إلى بداياته مع الشعر الشعبي عام 1995، عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً متحدثاً عن أولى نصوصه، وهو عبارة عن قصيدة عفوية بسيطة، موضحاً أن شعر البدايات في الأغلب يأتي عفوياً، فهو يعبر عن رؤية الشاعر للأشياء في تلك المرحلة.

يؤكد المنهالي أنه يحمل تقديراً خاصاً لتلك النصوص الأولى، التي لا تشبه بالطبع ما صار يكتبه اليوم، لكنها مع ذلك ترتبط بالوجدان والذكريات الحميمة والجميلة، ويقول: «ما زلت احتفظ بقصيدتي الأولى، وعندما أقرأها في كل مرة، أحس بالزمن الذي كتبت فيه ذلك النص بكل وقائعه القريبة إلى القلب».

زمن جميل

وفي سياق حديثه عن حركة الشعر بوجه عام، أوضح المنهالي أنها كانت متميزة، وكانت هناك مجالس للشعراء، تزيد من دفء الشعر وتقديره؛ حيث كان الاهتمام به كبيراً، كما كانت هناك برامج تلفزيونية متخصصة في الشعر بكل أشكاله الشعبي والحديث، فقد كانت القصائد تلقى في بيوت الأعراس والاحتفالات والمناسبات المختلفة؛ لذلك كان له حضوره الفريد؛ وذلك كان يعد أمراً طبيعياً نسبة لمكانة الشعر عند العرب بصورة عامة فهو ديوانهم وحافظ ذكرياتهم وأيامهم.

الموروث

ويبدي المنهالي أسفه على واقع الشعر الشعبي في الوقت الراهن، فقد أصبح الاهتمام به أقل من السابق، مشدداً على ضرورته في الحياة العامة، فهو الفن الأدبي الرفيع المتوارث عن الآباء والأجداد، لكونه يحافظ على الموروث، وينقل المعارف إلى الأجيال الجديدة ويربطها بالقديم، وأكد ضرورة أن يبقى الشعر الشعبي خالداً في الذاكرة، بما فيه من قيم تحث على النخوة والكرم والأصالة وغيرها من القيم الأصيلة، وبما يحمل من دعوة للارتباط بالتقاليد والعادات الجميلة، فقد كان على الدوام الأدب الذي ارتبط بالعرب واشتهروا به، وطالب بضرورة الاهتمام بهذا المنجز الأدبي على نحو يليق به. ويتوقف المنهالي عند مهرجانات الشعر الشعبي، التي كان لها دور كبير في صقل ذائقة المبدعين الجدد، وتجويد أدواتهم وربطهم بتجارب الرواد، وفي هذا السياق أشاد بتجربة إمارة الشارقة في تنظيم مهرجان الشعر الشعبي، الذي يعد من المناسبات المهمة ليس في الإمارات وحدها؛ بل في كل منطقة الخليج؛ حيث ظل يُعرف بالإبداعات الجديدة لمبدعي المنطقة، كما أنه مناسبة مهمة للتواصل بين المبدعين.

شاعر المليون

ويلفت المنهالي إلى محطة مهمة لها دور في تطوير الشعر الشعبي في الإمارات ودول الخليج، وهي برنامج ومسابقة شاعر المليون، مؤكداً أنها قدمت الكثير لحركة الأدب والشعر وأسهمت في وجود مبدعين متميزين، موضحاً أن القنوات التلفزيونية لم تعد تهتم بالأدب كما هو الحال في السابق، ولابد أن يلعب الإعلام بصورة عامة دوره في إحياء حركة الشعر الشعبي، فقد أصبح الاهتمام به من قبل وسائل الإعلام ضعيفاً، ولا توجد خطط لنشر الشعر الشعبي على مستوى مؤسسات التعليم، موضحاً أن القنوات ووسائل الإعلام القديمة والحديثة صارت تهتم أكثر بالدراما والمسلسلات، ولم تعد تبالي بالمواد العلمية والمعرفية والأدبية.

بيئة شعرية

وحول الشعراء الذين تأثر بهم، وكان لهم دور إيجابي في مسيرته الإبداعية، أشار المنهالي إلى تجربة والده كصاحب بصمة في الشعر الشعبي، كما أشار بشكل خاص إلى قصائد وأشعار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فقد كان شاعراً صاحب تجربة فريدة وبديعة تعد مدرسة في مجال الشعر، ويلفت المنهالي إلى أنه قد عاش في رحاب بيت محب للأدب، وبيئة تحتفل بالقصيد؛ حيث كان يتابع الشعر من مصادره المختلفة، ما أسهم في إثراء تجربته وميله لنظم الشعر كما هو حاله اليوم.

أثر التكنولوجيا

وأكد المنهالي الأثر الإيجابي للتكنولوجيا في الإبداع الشعري، فهناك الكثير من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، التي أصبحت منبراً مهماً للتعريف بتجارب الشعراء الشعبيين، وهي لعبت دوراً جيداً في حركة الشعر، لكنها في ذات القوت لا تحيط بكل التجارب، كما أن بعضها لا يمكن أن يعد منبراً لكتابة الشعر مثل «تويتر»، لافتاً إلى أن الأصل في الشعر الشعبي هو الإلقاء؛ حيث إن الكتابة لا تستطيع أن توصل مضمون القصيدة كاملاً إلى المتلقي، ويشير المنهالي إلى أن ليس كل ما ينشر عبر هذه المواقع من كتابات شعرية خاصة للشباب هو جيد، فعلى الرغم من وجود إشراقات إبداعية، فإن بعض الشعراء الجدد لا يتمتعون بالموهبة الكافية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"