عادي

كنز مزيّف

21:58 مساء
قراءة دقيقتين

كتب: محمد ياسين

فيما كانت آسيوية في العقد الخامس، تتأهب لإنهاء زيارتها إلى بريطانيا، وفي طريقها إلى المطار، وبعد ما توقفت مركبة أجرة استقلتها إلى إحدى بوابات مطار هيثرو، أبصرت كيساً ورقياً على جانب الطريق، تتدلّى منه أوراق نقدية.. فاتجهت إلى الكيس، وتلفتت يمنة ويسرة، حتى تيقنت أن أحداً لا يراها، فالتقطته وأخفته في حقيبتها.

وأكملت سيرها حتى دخلت من إحدى بوابات المطار، لتنظر إلى رقم رحلتها المتجهة إلى وطنها في رحلة ترانزيت تتوقف في مطار دبي الدولي لبضع ساعات.. وواصلت السير إلى بوابة المطار وزنت حقائبها وانتظرت إقلاع الطائرة، وذهبت بحقيبتها إلى مقعدها في الطائرة، وقلبها يخفق فرحاً، بما وجدته من أموال من فئة المئة دولار.

ووصلت الطائرة إلى مطار دبي، فجلست تفكر بما وجدته من أموال ستغير حياتها، وبدأت تخطط وتحلم بمشروعها في موطنها، وما يعنيه هذا المبلغ الذي لم تتمكن من حصره داخل حقيبة يديها.

جلست على أحد المقاعد تنتظر الإذن لها بالصعود إلى الطائرة الثانية المتجهة إلى موطنها، لتنعم بما عثرت عليه من أموال.. دقائق وتقرر أن تستكشف متاجر السوق الحرة في مبنى الركاب، حيث انبهرت بما وجدته من معروضات داخل أروقته المتنوعة، فأخذت بعض الأغراض هدايا تذكارية.

واتجهت إلى صندوق المحاسبة، لدفع ثمن ما اشترته، من أحد المتاجر ولم يتجاوز 100 دولار ببطاقتها المصرفية، إلا أن البطاقة لم تعمل، فحاولت ببطاقة أخرى، فلم تعمل كذلك، فقررت أن تستخدم الأموال التي عثرت عليها من داخل حقيبتها.

تسلّم البائع ورقة من فئة 100 دولار من السيدة، ليكتشف بعد فحصها على الجهاز الخاص، بأنها مزوّرة، فطلب منها الانتظار، وتأكد من الصراف.. وصلت إليه نتائج الفحص الأولي، فقدم بلاغاً بالحادثة لدى الشرطة وقبض على السيدة.

وفي التحقيقات سردت السيدة قصة العثور على الأموال قرب مطار هيثرو، وهي 266 ورقة نقدية فئة 100 دولار.

وخلال المحاكمة قال القاضي إن المحكمة تطمئن إلى خلوّ أوراق الدعوى من أي دليل على صحة إسناد التهمة إلى السيدة بجميع مراحل الدعوى، وتأكيد التهمة بحقها، حيث ثبت من مراجعة كاميرات المراقبة في المطار صحة سردها، لمحاولتها شراء أغراضها ببطاقتين قبل أن ترفض المعاملة وتحاول شراء ما لديها بتلك الأموال التي اكتشف البائع أنها مزوّرة، حيث حاولت السيدة استخدام ورقة واحدة (التي ضبطت) عند وجودها في متجر السوق الحرة في يوم الواقعة، فبرّئت، وصودرت الأموال المزيفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"