عادي

تفشي «أوميكرون» يعجّل بنهاية الوباء

00:20 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

توقعت أكبر وكالة صحية أوروبية أن يحول انتشار المتحوّر «أوميكرون»، وباء «كوفيد-19» إلى مرض متوطن يمكن للبشرية أن تتعلم التعايش معه، لكن الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية استبعد حالياً تصنيف الفيروس على انه متوطن، مثل الإنفلونزا، بيد أن المبعوث الخاص للمنظمة بشأن «كوفيد  19» استنتج أن الطريقة التي ينشط بها الفيروس هي أن يتراكم، ثم يندفع بشكل كبير، ثم ينخفض مرة أخرى، ثم يرتفع مجدداً مرة جديدة كل ثلاثة، أو أربعة أشهر، بينما رجّح أكبر مستشار للأمراض الوبائية في الولايات المتحدة أن المتحور «أوميكرون» سيصيب الجميع تقريباً، قبل أن يصبح بالإمكان التعايش معه مثل الإنفلونزا الموسمية.

مرض متوطن

أعربت الوكالة الأوروبية للأدوية عن اعتقادها بأن المتحور «أوميكرون» هو آخر السلالات المتحورة التي ستنهي المرحلة الوبائية ل«كوفيد  19» وستجعله متوطناً مثل الإنفلونزا. كما أعربت عن شكوكها بشأن إعطاء جرعة لقاح معززة رابعة، مؤكدة أن تكرار منح الجرعات ليس استراتيجية «مستدامة».

وقال ماركو كافاليري مسؤول استراتيجية التلقيح في الوكالة الأوروبية التي تتخذ مقراً لها في أمستردام، «لا أحد يعرف بالضبط متى سنبلغ نهاية النفق، لكننا سنصل إليها». وأضاف في مؤتمر صحفي «مع زيادة المناعة لدى السكان - وانتشار أوميكرون سيوفر المزيد من المناعة الطبيعية، إضافة إلى التطعيم - سننتقل بسرعة نحو سيناريو أقرب إلى التوطن». لكنه شدد على أنه «يجب ألا ننسى أننا ما زلنا في جائحة».

استحالة التصنيف حالياً

من جهته، أشار الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، إلى أنه من المستحيل حالياً تصنيف الفيروس على أنه متوطن مثل الإنفلونزا. وأكدت مسؤولة حالات الطوارئ في المنظمة في أوروبا كاثرين سمولوود أنه «ما زلنا أمام فيروس يتطور بسرعة كبيرة، ويشكل تحديات جديدة. لذلك نحن بالتأكيد لسنا على وشك أن نعتبره متوطناً».

ينشط في دورات

وردّاً على سؤال حول احتمال حدوث زيادة في الفيروس التاجي مرتين أو ثلاث مرات في السنة، أفاد الدكتور ديفيد نابارو، المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية بشأن فيروس كورونا، بأن الطريقة التي ينشط بها هذا الفيروس، هو أنه يتراكم، ثم يندفع بشكل كبير، ثم ينخفض مرة أخرى، ثم يرتفع مرة أخرى كل ثلاثة، أو أربعة أشهر. وتابع: أن تستمر الحياة وإعادة الاقتصاد إلى العمل مرة أخرى ممكن في العديد من البلدان، لكن من الضروري احترام الفيروس، وهذا يعني وجود خطط جيدة بالفعل للتعامل مع الطفرات المفاجئة.

كما لفت إلى أن الفيروس سيشكل وضعاً صعباً للغاية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة على الأقل، إلا أنه أوضح أنه من الممكن أن «نرى النهاية في الأفق».

حتمية

يبدو ألا مفر من متحور كورونا الجديد، مهما راوغنا، ف«أوميكرون» «سيصيب الجميع تقريباً»، هذا أقلّه ما أعلنه مستشار البيت الأبيض بشأن الأزمة الصحية أنتوني فاوتشي. وقال فاوتشي «لسنا حالياً في مرحلة يمكننا فيها القول للناس بشكل مقبول تعايشوا مع الفيروس، بسبب الضغط الحالي على نظام الرعاية»، لكنه أضاف «أعتقد أننا سنصل إليها».

ورجّح أن يُصاب «الجميع تقريباً، بالمتحور أوميكرون»، لأنه شديد العدوى، مشيراً إلى أن من غير المرجّح أن يتمّ القضاء على كورونا بشكل كامل. وتابع «لا يمكننا أن نترك هذا الفيروس يهيمن على حيواتنا لمدة أطول»، داعياً إلى وضع «استراتيجية جديدة» قريباً.

 كما أشار الخبير الشهير في الولايات المتحدة إلى أنه رغم العدد القياسي للحالات الاستشفائية جرّاء الإصابة ب«كوفيد-19»، قد تكون الولايات المتحدة «على عتبة» فترة انتقالية سيكون ممكناً بعدها «التعايش مع» كورونا. وأضاف خلال لقاء نظّمه مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية «في وقت يتقدّم (تفشي) أوميكرون ويتراجع، آمل أن نشهد وضعاً فيه (...) مزيج من المناعة الجيدة وإمكانية معالجة شخص معرّض لخطر» الإصابة. وأضاف «عندما سنتوصل إلى ذلك، ستكون هذه الفترة الانتقالية، وقد نكون على عتبتها اليوم». 

 الحاجة إلى أبحاث جديدة

إلى جانب ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت لقاحات «كوفيد-19» الحالية توفر حماية كافية ضد سلالة «أوميكرون» ، حتى مع قيام الشركات المصنعة بتطوير لقاحات من الجيل التالي.

وتهدف أحدث إفادة تقنية صادرة عن المنظمة إلى الإجابة عن بعض الأسئلة الكبيرة العالقة حول «أوميكرون» الذي ظهر لأول مرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، مثل شدته وقدرته على الانتشار وتفادي اللقاحات. كما أنها تحدد الأولويات للدول الأعضاء فيها.

ولكن لم يكن لدى المنظمة إجابة فورية على أحد الأسئلة الرئيسية بشأن ما إذا كانت هناك حاجة إلى لقاح جديد خاص بأوميكرون الآن. وقالت «هناك حاجة إلى مزيد من البحث من أجل فهم أفضل لإمكانية تملص أوميكرون من المناعة التي يسببها اللقاح والإصابة، والاستجابات الخاصة بأوميكرون للقاحات». وكان مسؤول في منظمة الصحة العالمية قال في وقت سابق، إن هذه المسألة تتطلب «تنسيقاً عالمياً»، ولا ينبغي تركها للشركات المصنعة للقاحات بمفردها.

وتقوم بعض شركات تصنيع اللقاحات بالفعل، بتطوير لقاحات من الجيل التالي تستهدف هذه السلالة شديدة العدوى التي تم اكتشافها لأول مرة في جنوب إفريقيا، وهونج كونج.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"