كتبت: آية الديب
اعتاد السهر منذ صغره، فإيقاظه صباحاً للذهاب إلى المدرسة كان مهمة شاقة على والدته، التي كانت تعاني كذلك من شكاوى هيئة التدريس المتكررة منه ومن ردوده غير اللائقة لهم، فمهما حاولت التعاون مع والده لتشجيعه على الدراسة والتحصيل المدرسي كانت تبوء محاولتهما بالفشل، وقضى في مرحلة دراسته الجامعية ما يقارب 7 سنوات، حيث كان يستيقظ متأخراً، وكانت تفوته أغلب المحاضرات والدروس، بل كانت تفوته كذلك بعض الامتحانات، وبعد أن أنهى هذه المرحلة قرر البحث عن فرصة عمل مناسبة راتبها مرتفع توفر احتياجاته وتفيض إلا أنه لم يستطع.
كلما كان التحق بإحدى الشركات، سريعاً ما كان يتركها لشعوره بالتعب للاستيقاظ مبكراً أو لشكوى المديرين والمسؤولين المتكررة منه؛ لعدم احترامه لهم، فرأى أن العمل الحر هو أنسب عمل له يستيقظ وقتما شاء وربحه سيكون لنفسه، وفي الوقت ذاته لا مدير يكلفه بمهام كثيرة فسيكون هو الرقيب على نفسه.
ولم يستطع تأسيس عمل حر لنفسه نظراً لاحتياجه لرأس المال، وحينما لجأ لأصدقائه ورفاقه لم يساعده أحد فوضعهم كوضعه، وليس لديهم ما يؤهلهم لتأسيس أعمال خاصة، وفي نهاية المطاف قرّر السفر إلى الخارج لادخار مبلغ يستند إليه في تأسيس عمله الخاص في دولته الأم، وكانت الإمارات هي وجهته.
واستخرج تأشيرة سياحية حتى يتمكن من دخول الإمارات، وبعد أن قدم إلى الدولة بحث عن أعمال كثيراً، ولكن العديد من الجهات كانت تطالب بذوي الخبرة، وهو حديث التخرج وليس لديه خبرات أو دورات تدريبية، أما الأماكن التي أجرت معه مقابلات للعمل فرأى أن رواتبها ضعيفة وعملها شاق.
وأخيراً قرر الاتجاه إلى العمل الحر على أن يبدأ بأمور بسيطة، ولكن واجهه عائق فتأشيرة زيارته للدولة على وشك الانتهاء، وحتى هذا الحين لم يكن ملتحقاً بجهة تكفله، ويرفض في الوقت ذاته العودة لوالديه بخيبة أمله، فقرر دفع مبلغ مالي لأحد الأشخاص مقابل إنهاء إجراءات الإقامة، وبعد 5 أشهر تفاجأ بأن هذا الشخص ألغى إقامته وحاول التفاوض معه ودياً إلا أنه كان يتهرب منه، فظل في الدولة مخالفاً وأخيراً رفع دعوى قضائية طلب فيها إلزام ذلك الشخص بمبلغ 11 ألف درهم مع إلزامه بالرسوم والمصاريف.
وأشار في دعواه إلى أنه سلم المدعى عليه المبلغ نظير الإقامة التي منحها له، إلا أنه بعد منحه الإقامة بأشهر قام بإلغائها، وترتب عليه غرامات مالية جراء إلغاء الإقامة، أما المحكمة فرفضت دعواه؛ لعدم تقديم دليل على منحه لهذا الشخص الأموال.
