غضب وإضراب عام في لبنان.. وارتفاع جنوني لأسعار المحروقات

بيروت: «الخليج»، وكالات

شهد لبنان، أمس الخميس، إضراباً عاماً تخللته احتجاجات، وإقفال طرق في مختلف مناطق البلاد تحت عنوان «يوم الغضب»، بسبب تدهور الوضع المعيشي وانهيار الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها، في وقت حمّل الرئيس ميشال عون، الرافضين للحوار مسؤولية استمرار التعطيل الشامل للسلطتين التنفيذية والقضائية، فيما أكدت وزارة الخارجية اللبنانية أن واشنطن أبلغت القاهرة استثناء لبنان من العقوبات لاستجرار الطاقة.

دعوة مفتوحة للحوار

وأوضحت الرئاسة اللبنانية، في بيان، حول المشاورات واللقاءات التي أجراها عون بشأن الدعوة إلى الحوار، أن «مواقف البعض تراوحت بين رفض التشاور ورفض الحوار، وهم يتحملون مسؤولية ما يترتب على استمرار التعطيل الشامل للسلطات». وأكد أن «دعوة عون للحوار ستبقى مفتوحة ويدعو المقاطعين إلى وقف المكابرة والموافقة على إجراء حوار صريح لنقرر مستقبلنا بأيدينا»، معتبراً أن «استمرار تعطيل مجلس الوزراء هو تعطيل متعمد لخطة التعافي التي من دونها لا مساعدات ولا إصلاحات، وهذا بحد ذاته جريمة لا تغتفر بحق الشعب». وأضاف: «المعطلون للحوار والرافضون له يعرفون أنفسهم جيداً، ويعرفهم اللبنانيون، ويتحملون مسؤولية خسارة الناس أموالهم وخسارة الدولة مواردها».

وكان عون اطّلع من وزير الخارجية عبدالله بوحبيب على نتائج زيارته إلى الولايات المتحدة، ولقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين، حيث أعلن بوحبيب أن المسؤولين الأمريكيين جددوا التأكيد على دعمهم استجرار الغاز والكهرباء إلى لبنان من مصر والأردن عبر سوريا لتعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية، واستثناء لبنان من القيود التي يضعها «قانون قيصر»، وأن هذا الأمر تم إبلاغه إلى المسؤولين المصريين. كما أنهم (الأمريكيون) يشجعون المضي في عملية ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وأن الموفد الأمريكي المكلف هذه المهمة، اموس هوكشتاين، سيحضر إلى لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة لاستئناف مساعيه بهدف تحريك هذا الملف.

 إضراب عام واحتجاجات

من جهة أخرى، شهدت معظم المناطق اللبنانية، أمس الخميس، إضراباً عاماً، واحتجاجات وإقفال طرق تحت عنوان «يوم الغضب» بسبب تردي الأوضاع المعيشية وانهيار الليرة اللبنانية إلى أدنى مستوياتها بعدما تجاوز سعر الدولار الأمريكي 31700 ليرة في السوق السوداء، وتسبّب هذا الانخفاض بارتفاع إضافي في الأسعار، لاسيما المحروقات، بحيث أصبح سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان: 377800 ليرة، والبنزين 98 أوكتان: 390600 ليرة، والمازوت: 410000 ليرة، وقارورة الغاز: 359900 ليرة. 

وفي بيروت، قطع عدد من أصحاب السيارات العمومية الطريق عند ساحة الشهداء، وفي مناطق عدة من العاصمة، كما قطعوا طريق صيدا القديمة في محلة الشويفات. وفي جبل لبنان أقفل المحتجون اوتوستراد صربا المسلك الغربي شرقي بيروت، كذلك تم إقفال أوتوستراد الضبية في الاتجاهين، وكذلك اوتوستراد الكارنتينا في الاتجاهين. كما قطع المحتجون طريق بيروت/ دمشق عند مستديرة عاليه، وفي محلة بحمدون. وتم إقفال مستديرة الدورة بالحافلات والسيارات في كل الاتجاهات، وسط انتشار للقوى الأمنية في المكان. وفي الشوف، قطعت عدة طرق، بخاصة على دوار بيت الدين- بعقلين، ودميت - الدامور. كما قطع السير على أوتوستراد الناعمة في الاتجاهين، إضافة إلى قطع السير في محلة عرمون بشامون، وعلى مثلث خلدة. وفي الشمال قطع سائقو السيارات العمومية والحافلات والشاحنات والميني باص، طريق طرابلس بيروت، وفي مناطق عدة في المدينة، كما قطع محتجون طريق البداوي الدولي في الاتجاهين، وكذلك الطريق الدولي في بلدة ديرعمار والمنية وصولاً إلى مفترق بلدة المحمرة ومستديرة العبدة في عكار. وفي الجنوب قطع عدد من السائقين العموميين ساحة النجمة في مدينة صيدا بركن سياراتهم في مختلف اتجاهاتها. كما قطع السير على أوتوستراد الزهراني – صور. وعم الإضراب العام منطقة حاصبيا، حيث أقفلت كل المدارس والثانويات الرسمية والخاصة، وكذلك المؤسسات والدوائر الرسمية والمصارف. وفي البقاع، قطع السائقون العموميّون طريق بعلبك - حمص الدولية وشلوا حركة النقل، التزاماً بدعوة اتحادات ونقابات النقل البري إلى الإضراب. كما تضامن مع الدعوة إلى الإضراب عمال ومستخدمو مؤسسة مياه البقاع، فتوقفوا عن العمل والتزموا دعوة رئيس النقابة حسن جعفر إلى الإقفال التام.