مفارقات في تاريخ البيضة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

كيف ترى مضحكات العلوم؟ ليس غريباً عن الطبيعة التفنّن في الإعجاز والتعجيز. الجانب اللغوي ظريف، فلماذا نتركه يفلت؟ تأمّل الفارق بين الإعجاز والتعجيز. لغويّاً هذا هذا، لكن اصطلاحيّاً، الفرق كبير. الكون بحار من الإعجاز، فتكون أسعد من يكون عند التفكر والتأمّل والنجوى العلمية المعرفية، ولا يخطر بذهنك التعجيز، الذي يجعل الذهن جامداً كأعجاز النخل الخاوية. انظر إلى تحويل المجرى الدلالي في ثلاثي«ع ج ز»بعد ظهور التفسير القرآني.
من فنون ثنائية الإعجاز والتعجيز في الطبيعة، البيضة،منذ قرابة 250 مليون عام، مع ظهور الديناصورات، والبيض علّة وجود الآلاف من الكائنات الحيّة، لكن البيض الذي تنقسم أشكاله إلى أربعة: الدائري الكروي، الإجّاصي، البيضاوي، الإهليلجي، حيّر علماء الرياضيات والهندسة والفيزياء، طوال القرون الماضية. لم يجدوا معادلة تصف شكل البيضة بدقة، إلى أن فتح الله مؤخراً على فريق من الباحثين الأوكرانيين، فوضعوا حدّاً للتعجيز الشكلي في البيض،بالبرهنة على الإعجاز في الدماغ البشري، الذي هو الإعجاز التعجيزي حتى الساعة، فمجاهيل العقل، الذي هو برمجيّة غير ماديّة من إنتاج الدماغ، لا تزال تدوّخ العلماء وما توصلوا إليه من العلوم. بعضهم يرى كشف المحجوب بعيداً.
قصص البيض قديمة، وحتى لو كان بعضها يشبه طرائف الحكواتية، فإن المغزى يظل غنيمة. يروى أن جاليليو جاليلي عندما ثارت ثائرة الكنيسة بسبب قوله إن الأرض تدور، أراد السخرية من علماء العصر الذين شاركوا في محاكمته،فتحدّاهم أن يوقفوا بيضة في طبق، فعجزوا، فطلبوا مهلة أيام، وعادوا معلنين عجزهم، فأمسك بالبيضة وضرب قاعدتها قليلاً فاستوت واقفة، فقالوا هذا سهل، فقال القولة الشهيرة:«كان ذلك يسيراً، ولكن كان يجب إيجاده».
جوهر الموضوع ليس لغزاً، إنه جوهر البحث العلمي. القيمة القدوة الأولى، هي أن يعكف علماء رياضيات وهندسة طوال قرون بلا كلل على حلّ معضلة علمية نظريّة أبعد بكثير من شكل البيضة، لأن كوكبنا هو الآخر ليس كرة مستديرة تماماً. القيمة القدوة الأخرى، هي أن العلماء لم يقولوا «فما أعجب إلاّ من راغب في ازديادِ». في نهاية ليل النفق المضني لاح نور الصباح من ربوع أوكرانيا. يجب زرع هذه القيم البحثية العلمية منذ الابتدائية.
لزوم ما يلزم: النتيجة التثمينيّة: هؤلاء يستحقون «نوبل»، لولا أن الرياضيات لا نصيب لها في الجائزة، فنوبل خانته زوجته مع عالم رياضيات!
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"