عادي

إياد عبد المجيد: فوزية الشندي قامة ثقافية من الجيل الذهبي

22:59 مساء
قراءة 3 دقائق
إياد عبد المجيد وفوزية الشندي ونصر بدوان خلال المحاضرة

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول، أمسية أدبية تناول فيها الناقد الدكتور إياد عبد المجيد بالدرس والتحليل كتاب «من نافذة الحياة.. سيناريوهات للتلفزيون» للكتابة والفنانة العراقية فوزية الشندي، وأدارها الشاعر نصر بدوان الذي وصف مؤلفة الكتاب بفنانة عراقية من جيل التأسيس، مارست كل فنون المسرح من تمثيل وإخراج وكتابة، وهي أول عراقية تحصل على ماجستير الإخراج، ومارست التدريس الجامعي في الأردن والسعودية، وهي صاحبة دور «آنسة قواعد» في مسلسل «أين مكاني من الإعراب»، أشهر مسلسل ثقافي تلفزيوني عربي، في عقد الثمانينات من القرن العشرين، وفي سيرتها الذاتية 60 عملاً مسرحياً، وعشرات المسلسلات التلفزيونية.

واستهل د. إياد عبد المجيد حديثه عن الكتاب، بقوله: «فوزية الشندي قامة ثقافية وفنية عراقية وعربية كبيرة من الجيل الذهبي، تركت أعمالها بصمة على أجيال كثيرة، وقد عرفت بدقتها واحترافيتها في انتقاء أعمال ذات قيمة ثقافية كبيرة، ولم تكن تغريها الشهرة ولا المادة، ولم تخرجها عن أهدافها الوطنية والقومية والإنسانية الكبرى، وقد عبرت عن أهدافها من الكتابة قائلة: «أكتب عن المجتمع والحب ولملمة الشمل والعاطفة، وكل شيء جميل، وقد تحولت جميع كتاباتي إلى أعمال فنية».

وفي موضع آخر تقول: «أكتب كي لا أفارق الحياة»، ونحن ندرك أن هذه الحياة التي لا تريد مفارقتها هي الفن الذي بنت تاريخها من خلاله، فكأن هذه الكتابات في بلاد الضباب البعيدة هي مواصلة لمسيرة العطاء الفني الذي لا تريده أن ينقطع.

وأضاف عبد المجيد: «رحلت فوزية إلى لندن وعاشت هناك، اعتكفت في كوخ بعيد في منطقة نائية، تأتيها فيه صديقاتها، ليُقضِّين وقتاً ممتعاً، ينشغلن فيه بإعداد الأكلات العربية اللذيذة، والغناء، واستعادة أجواء الحياة القديمة التي عشنها في العراق، وكانت خطتها أن تستمع كل أسبوع إلى قصة واحدة منهن، ثم بعد ذهابهن تعكف هي على كتابة قصة تلك الصديقة، على شكل سيناريو جاهز للإخراج التلفزيوني فكانت حصيلة ذلك 16 عشر سيناريو، ما بين متوسط وطويل، هي التي جمعتها في كتابها «من نافذة الحياة.. سيناريوهات للتلفزيون».

وتابع: «إنها قصص عن المرأة من واقع الحياة تصور العنف الذي يقع عليها، وكل أبطالها عربيات من العراق والوطن العربي، عشن في بغداد لفترة ثم انتقلن إلى لندن ليعشن بحرية، وتسعى الكاتبة من خلالها إلى إدانة حياة البؤس والظلم التي تعيشها المرأة، وإلى ترسيخ قيم المجتمع العربي النبيلة والأصيلة، وبناء قيم إنسانية جديدة».

تحفة نادرة

وقال د. عبد المجيد إن قصص الشندي تنطوي على مهارة وحس أدبي، فقد وظفت الحوار جيداً في السيناريو للتعبير عن الشخصية، وتقديم المعلومات، وكتب بلغة فصيحة قريبة بيضاء. ويعتبر الكتاب تحفة نادرة، حيث يندر الحصول على كتاب سيناريوهات مطبوع جاهز للإخراج، وقد صدرتها بإهداء قائلة: «إلى أبي أول رجل رباني على حب الحياة وحب الناس، لكنه نسي أن يعلمني كيف أدافع عن نفسي». فمحور القصص هو الأب الذي يحضر على نمطين، أب قاسٍ، يتصرف دون مراعاة مشاعر ابنته، وأب ضعيف مهزوز لا يمتلك إمكانية التصرف وتنفلت الأمور من بين يديه، فالكتاب خطاب اجتماعي تعليمي، يعلمنا الحياة ويرشدنا بإيحاء إلى ما ينبغي أن تقوم عليه، وإلى القيم الجميلة التي علينا أن نتشبث بها».

ويضيف أن الكاتبة استعرضت أنماطاً من الرجال والنساء الخيرين والفتيان والفتيات الخيرين، وأنماطاً من الشخصيات السيئة، وأكثر النماذج التي وردت في هذه القصص هي المرأة السيئة، وتحاول الكاتبة عن طريق الإيحاء وطريقة توجيه السيناريو إرشاد النساء إلى التصرف السليم الذي ينبغي عليهن أن يقمن به في كل الأحوال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"