عادي

القرش.. والهجرة إلى القطب

20:14 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى وأفكار
رؤى وأفكار

تتأثر مواقع حركة أسماك قرش النمر في غرب شمال المحيط الأطلسي وتوقيتها بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات الناجم عن التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري، وذلك وفقاً لباحثين في مدرسة «روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي» التابعة لجامعة ميامي.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه التغيرات في توقيتات حركة ومواقع أسماك قرش النمر، الذي يعرف أيضاً باسم بَبر البحر، ويعد أكبر مفترس من ذوات الدم البارد في البحار الاستوائية والمعتدلة الدافئة، أسفرت عن هجرة هذا النوع إلى خارج المناطق المحمية، مما جعله أكثر تعرضاً للصيد الجائر.

وقال نيل هامرشلاج الباحث في كلية روزنستيل للعلوم البحرية والغلاف الجوي التابعة لجامعة ميامي، المؤلف الرئيسي في الدراسة: «كشف بحثنا أنه على مدار الأربعين عاماً الماضية، كانت توزيعات أسماك قرش النمر تتجه نحو القطب الشمالي، بالتوازي مع زيادة درجات حرارة المياه، وفي السنوات الأخيرة ارتفعت درجة حرارة المياه قبالة شمال شرقي الولايات المتحدة بدرجة كافية لتصل إلى درجات حرارة مناسبة الآن لأسماك قرش النمر».

ومن خلال تحليل 9 سنوات من بيانات تتبّع أسماك قرش النمر عبر الأقمار الصناعية، جنباً إلى جنب مع ما يقرب من 40 عاماً من البيانات التقليدية والمعلومات التي قدمتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وبيانات درجة حرارة سطح البحر المشتقة من الأقمار الصناعية، وجد الباحثون أن الهجرات السنوية لسمك قرش النمر قد امتدت إلى منطقة القطب الشمالي في وقت سابق من العام خلال الفترات ذات درجات حرارة المياه الدافئة للغاية.

ووفقاً الدراسة، فقد شهد العقد الماضي تسجيل أعلى درجات حرارة للمحيطات على الإطلاق، وخلال الأشهر الأكثر دفئاً، تحركت أسماك قرش النمر نحو القطب بمقدار 4 درجات تقريباً من خط العرض، كما هاجرت أيضاً قبل نحو 14 يوماً إلى المياه قبالة شمال شرقي الولايات المتحدة.

ويضيف هامرشلاج: «يهدد ارتفاع درجة حرارة المحيط الأنواع والنظم البيئية على مستوى العالم، ومن أولوياتنا الرئيسية فهم تأثيرات ارتفاع درجة حرارة المحيطات على الأنواع البحرية؛ إذ يعد تحديد آثار ارتفاع درجة حرارة المحيطات على حركات الحيوانات المفترسة، مثل أسماك القرش الكبيرة، أمراً مهماً بشكل خاص؛ لأن الحيوانات المفترسة الرئيسية تساعد في الحفاظ على صحة المحيطات من خلال إبقاء أعداد الفرائس تحت السيطرة ومنع انتشار الأنواع الغازية، كما أن مدى تأثير احترار المحيطات على المفترسات البحرية العليا غير معروف جيداً».

«سيانتفيك أمريكان»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"