بداية نهاية «كورونا»

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

ليست الأمور كما تبدو عليه، فرغم الارتفاع الفلكي في إصابات «كورونا» على المستوى العالمي، إلا أن الكثير من الخبراء أكدوا أن ذلك يمثل بداية النهاية للوباء قبل اعتباره متوطناً، أي سيتم التعامل معه على أنه إنفلونزا عادية، ويمكن التعايش معه، رغم استبعاد منظمة الصحة العالمية ذلك على الأقل في الوقت الراهن، ورغم القيود المشددة التي أعادتها معظم دول العالم لكبح جماح المتحور «أوميكرون».
 عضو المجموعة العلمية لنمذجة الإنفلونزا الوبائية في جامعة «وارويك»، مايك تيلدسلي، تحدث بمعطيات بالغة الأهمية، حيث أشار إلى إمكانية عودة الحياة إلى طبيعتها قريباً، ورأى أن ارتفاع الإصابات بالمتحور الجديد يدل على قرب انتهاء الوباء، متوقعاً أن تشهد البشرية في المستقبل ظهور متحورات أقل خطورة. أما على المدى الطويل، فسيصبح «كورونا» متوطناً بنسخة متواضعة الخطورة، وسيكون الفيروس شبيها بالإنفلونزا الذي تم التعايش معه منذ سنوات طويلة.
 اقترب من هذا الرأي مستشار البيت الأبيض بشأن الأزمة الصحية أنتوني فاوتشي، الذي قال إنه رغم العدد القياسي للحالات الاستشفائية جرّاء الإصابة بالوباء، إلا أن الولايات المتحدة قد تكون «على عتبة» فترة انتقالية سيكون ممكناً بعدها «التعايش» مع «كورونا». وعقّب قائلاً:«في وقت يتقدّم تفشي المتحور الجديد ويتراجع، آمل أن نشهد وضعاً فيه مزيج من المناعة الجيدة وإمكانية معالجة شخص معرض لخطر الإصابة». أما الحكومة السويسرية فقالت: إن «أوميكرون» قد يكون «بداية النهاية» بالنسبة للجائحة، مع الانتقال من مرحلة الجائحة إلى مرحلة مرض متوطن مع وصول المناعة لدى السكان إلى مستويات عالية الآن.
 ويدعم هذه الآراء ويجعلها ممكنة، هو تضاعف نسب التطعيم على المستوى العالمي، وهذا من شأنه أن يخلق مناعة لا بأس بها. ورغم ارتفاع الإصابات الكبير، إلا أن نسبة الوفيات كانت أقل من معدلات أوقات ذروة المرض خلال العامين المنصرمين. فالمعلوم أن اللقاح لا يمنع الإصابة، ولكنه يخلق جداراً مناعياً قادراً على التصدي للفيروس ومتحوراته المكتشفة أو التي من الممكن أن تظهر لاحقاً.
 الأيام المقبلة ربما تحمل في طياتها بعض التفاؤل بأن لا يتم اعتبار تفشي الفيروس جائحة، ويصبع التعامل معه على أنه من الأمراض الموسمية، ولكن ذلك لا يحدث إلا إذا قلّت خطورته إلى أدنى مستوى، وتطورت أساليب علاج المرض والوقاية به، وهذا ما تعكف عليه المختبرات وحققت نجاحات مبهرة به.
 يبدو أن آمال مؤسس «مايكروسوفت» بيل جيتس قد تتحقق، بقوله: إنه بمجرد انحسار الطفرة الحالية، يمكن للدول أن تتوقع ظهور «حالات أقل بكثير» من «كورونا» حتى نهاية عام 2022، وعلى الأرجح سيكون «التعامل مع كورونا مثل الإنفلونزا الموسمية».
 هذه المؤشرات الإيجابية هي ما يحتاج إليه العالم الآن، للبدء بالبناء من جديد، وإعادة ترميم ما هدمه الفيروس على المستويات كافة، ووضع خطط تستقرئ المستقبل لتلافي أي هزات وبائية مستقبلية قد تعصف بالعالم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"