عادي

حارس مجهول يكتب أكثر المؤلفات غرابة

20:12 مساء
قراءة 3 دقائق
من رسومات الكتاب
الشارقة: «الخليج»
هناك العديد من المؤلفات التي كتبها مجهولون، وفي الأغلب تقود تلك الكتب في مختلف الحقول من علوم وفكر وأدب، إلى مغامرة تقص وبحث مضنٍ عن ذلك الكاتب الغريب، من هو؟ وكيف عاش؟ وهل ما زال على قيد الحياة؟ تلك الأسئلة وذلك الجهد في الأغلب يقود إلى حقائق كثيرة عن الكاتب المجهول الذي شكل مؤلفه دافعاً للنقاد للبحث عنه؛ الأمر الذي يؤكد، بعكس النظرية الشهيرة «موت المؤلف»، أن الكاتب لا يتوارى أبداً طالما أن أثره (الكتاب) موجود.
كتاب «قصة فتيات فيفيان»، من المؤلفات الشهيرة والغريبة التي تجمع بين أجناس مختلفة من الأدب والفنون، قام بتأليفها كاتب ورسام أمريكي يدعى هنري دارجر (1892 ـ 1973)، ويعد الكتاب من أكثر المؤلفات تعقيداً وغرابة، موضوعه الرئيسي قصة محتشدة بالرسومات والصور.
لكن الأغرب من العمل هو صاحبه دارجر، الذي كان طوال الوقت يشتغل بواباً في وسط مدينة شيكاغو، وحينها لم يكن أحد يعلم أن هذا البواب البسيط غير المعروف لدى عامة الناس، وفي أوساط المثقفين، يعكف على كتابة قصة وصفت بأنها الأكثر تعقيداً وغرابة على الإطلاق، فعندما توفي ذلك الرجل الغامض اكتشف رب عمله ذلك الكتاب الذي لا يعرف أحد كم من الوقت استغرق صاحبه في إنجازه لأن هنري لم يخبر أحداً بما يقوم به، لكن بعض الخبراء رجحوا أن الكتاب قد أنجز في بضع سنوات، وتشير الدلائل إلى أن دارجر كان متفرغاً لعمله، بدليل أنه عاش في شقة ضيقة مكونة من غرفة واحدة لمدة أربعين عاماً، كان خلالها قليل الكلام لا يختلط بأحد.
الأبحاث التي أجريت بعد انتشار الكتاب توصلت إلى أن المؤلف ولد في شيكاغو لأبوين، دارجر الأب وروزا فولمان. وعندما كان المؤلف في الرابعة من عمره، توفيت والدته؛ وذلك ما ذكره أحد مؤلفي سيرته الذاتية، مؤرخ الفن وعالم النفس جون إم ماكجريجور، ليعيش دارجر في كنف والده لفترة بسيطة؛ إذ كان الأب من ذوي الاحتياجات الخاصة وصحته معتلة؛ الأمر الذي قاد إلى نقله إلى مصحة رعاية المسنين، ليعيش دارجر متنقلاً من دار أيتام إلى أخرى.
الكتاب هو عبارة عن مخطوطة تتكون من 15000 صفحة تحمل عنوان: «قصة بنات فيفيان»، وهي فانتازيا وملحمة ضخمة جداً، تتألف من أكثر من تسعة ملايين كلمة وأكثر من ثلاثمئة رسم توضيحي بالألوان المائية، معظمها كان ناتجاً عن دمج عدة صور من مجلات وكتب مختلفة وإعادة رسمها مجموعة في لوحة واحدة. ويشار إلى أن دارجر قام برسم بعض اللوحات بشكل منفصل عن المخطوطة، وعلى ألواح ضخمة من الورق، بلغ طول بعضها ثلاثة أمتار كاملة.
وتتحدث القصة عن عوالم غير واقعية، ومغامرات 7 فتيات من آل فيفيان، وحروب خيالية مثل عاصفة الحرب «الجلانديلينية»، بين الدول والتي سببها ما أطلق عليه الكاتب ثورة الأطفال العبيد، واعتبر الكتاب في ما بعد واحداً من أهم الأعمال الفنية في العالم.
وتتناول الرسوم واللوحات في الكتاب مشاهد مثالية، وتصميمات ومناظر الطبيعة المزهرة الهادئة التي يسكنها الأطفال والمخلوقات الخيالية الرائعة، كما تتضمن مشاهد الرعب المروع والمذابح التي تصور الأطفال الصغار وهم يتعرضون للتعذيب والذبح.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"