عادي

الشباب الأكثر إصابة بقطع الغضروف الهلالي والرباط الصليبي

22:19 مساء
قراءة 6 دقائق

أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن الشباب هم الأكثر إصابة بمشكلة قطع الغضروف الهلالي والرباط الصليبي؛ وذلك لأن هذه الفئة العمرية هي الأكثر حركة ونشاطاً، كما أن الكثير منهم يمارس الرياضة ككرة القدم والسلة.

ويصاب آلاف من الشباب بهذه المشاكل، وهو ما يحتاج إلى سرعة التعامل مع قطع الرباط الصليبي، حتى لا يؤدي ذلك إلى مضاعفات أكبر، خاصة وهم في سن مبكرة، ويحتاجون إلى علاج جيد.

يشبه الأطباء الرباط الصليبي بالحبل، والذي يمسك طرفه العلوي بعظمة الفخذ وطرفه السفلي بعظمة القصبة، وهو زوج من الأربطة الموجودة في الركبة.

يتقاطع هذا الزوج على شكل حرف إكس، وهذا سبب التسمية، ويعرف أيضاً باسم الرباط المتقاطع، وبصفة عامة فإن وظيفة الرباط الصليبي توفير ثبات لمفصل الركبة، فيمنع تجاوز الحد الأعلى للحركة في الاتجاهين الأمامي، التمدد، أو في اتجاه الدوران الداخلي عندما تكون القدم ثابتة على الأرض.

يتكون الرباط الصليبي من رباطين أحدهما أمامي والآخر خلفي، ويسهم الأول في توفير الدعامة لعظمتي الفخذ والساق أثناء ثني الركبة أو تمددها، أما الثاني فيربط عظمتي القصبة والفخذ، ووظيفته الأساسية منع حركة عظمة القصبة للخلف.

معتدلة وحادة

تراوح إصابات الرباط الصليبي سواء الأمامي أو الخلفي بين معتدلة - وذلك إذا حدث تمزق صغير فيه - وحادة عندما يتمزق الرباط تماماً.

يكون الرباط الأمامي أكثر عرضة دائماً للإصابة من الخلفي؛ وذلك لأن له دور في أي جهد بدني أو نشاط يبذله الشخص، كما أن المرأة أكثر عرضة لهذه الإصابة مقارنة بالرجال.

يحدث قطع الرباط الصليبي عند تلقي الشخص ضربة قوية على جانب الركبة، أو في حالة ثني الركبة بشكل كبير.

يمكن أن يحدث القطع أيضاً إذا قام الشخص بالحركة ثم توقف فجأة وغيّر اتجاهه أثناء الجري، أو القفز.

الضربة المباشرة

يعد من أسباب قطع الرباط الصليبي الشائعة التواء الركبة، ومع وزن الجسم لا يتمكن الرباط من المقاومة، وبالتالي تحدث عملية القطع، وتتم هذه الإصابة كثيراً أثناء ممارسة الرياضة، ككرة السلة وكرة القدم.

تقل في المقابل إصابات الرباط الصليبي الخلفي، لأنه أقوى رباط في مفصل الركبة، وتحدث إصابته في العادة نتيجة توجيه ضربة مباشرة إلى الركبة المثنية، مثلما يحدث أثناء حوادث المركبات، عندما تصطدم الركبة بلوحة القيادة في السيارة، أو عند ثنيها بشكل مفرط، مثلما يحدث عند القفز بشكل خاطئ مثلاً.

عوامل عديدة

يؤثر عدد من العوامل في إصابة الرباط الصليبي بنوعيه الأمامي والخلفي، وكذلك جميع إصابات الركبة.

يعد من أولها ضعف العضلات المحيطة والمؤثرة في حركة الركبة، كما أن عدم تناسق حركات الركبة وراء هذه الإصابات، وفي الأغلب فإن السبب وراء ذلك ضعف التأهيل بعد الإصابات الطويلة.

يؤدي كذلك الإجهاد المستمر إلى هذه الإصابة؛ حيث تقوم الركبة أو العضلات بحركات لا إرادية في اتجاهات مختلفة مسببة في بعض الأحيان إصابات مختلفة لها.

تشمل العوامل المؤثرة أيضاً عدم التناسق أو التناغم العضلي العصبي، وهذا يعني أن المخ يريد أن يقوم بحركة معينة، وتكون استجابات العضلات إما متأخرة وإما متقدمة وإما غير مناسبة، وخصوصاً في العضلات المحيطة بالركبة.

فرقعة وتورم

تشمل أعراض إصابة الرباط الصليبي الأمامي سماع صوت قرقعة في الركبة، وتتورم الركبة خلال 6 ساعات من الإصابة، ويختلف حجم التورم بحسب شدة الإصابة.

يرجع التورم إلى حدوث تجمع دموي داخل الركبة، أو تجمع السوائل المفصلية.

يعاني المصاب ألماً في الجزء الخارجي والخلفي من الركبة، وتصبح حركتها محدودة سواء بسبب الألم أو التورم، كما أنه من الممكن أن يفقد القدرة على المشي.

تكون الأعراض أقل حدة وشدة إذا كانت الإصابة قديمة، فيشكو المريض من تكرار عدم ثبات الركبة.

بصورة مفاجئة

يمكن أن يلاحظ على المصابين بالرباط الصليبي ما يعرف بالرجل الخائنة؛ حيث تنثني الركبة أثناء المشي وبصوره مفاجئة بسبب وزنه.

تنثني كذلك لا إرادياً عند الجري أو المشي بسرعة، أو صعود السلم أو نزوله أو غير ذلك من النشاطات التي تحتاج إلى ثبات الركبة.

يجوز أن يتكرر حدوث التورم بالركبة مع ضعف وضمور بعضلات الفخذ الأمامية، ومع مرور الوقت ربما تصاب بالخشونة.

تصاحب كل ذلك أعراض ثانوية مثل الركبة المقفلة، فلا يستطيع المصاب تحريك ركبته للأمام أو الخلف، بسبب وجود جزء من الغضروف الممزق يعيق الحركة.

ألم شديد

يشكو المصاب بقطع الرباط الصليبي الخلفي من ألم شديد، وتورم بالركبة ولا يستطيع ثني أو فرد ركبته بشكل كامل.

يصنف الأطباء إصابات الرباطي الصليبي الخلفي إلى 4 درجات مختلفة، الأولى عند حدوث تمزق خفيف وبسيط، أما الثانية فهي الحد الأدنى من التمزق للرباط ويصبح فضفاضاً.

يتمزق الرباط بشكل كامل في الدرجة الثالثة، وتصبح الركبة في هذه الحالة غير مستقرة.

يتلف الرباط الصليبي الخلفي بالترافق مع تلف رباط آخر في الركبة وهي الدرجة الرابعة.

لا حركة

ينبغي على المصاب بالرباط الصليبي اتباع بعض الإجراءات لتجنب أي مضاعفات، فلابد بداية أن يتوقف عن الحركة فوراً، مع رفع الساق فوق مستوى القلب، ووضع كمادات ثلج على الركبة. يمكن تناول مسكن ألم، وإذا كانت الإصابة خطرة يجب عدم التحرك من المكان وانتظار سيارة الإسعاف.

يتم تشخيص إصابة الرباط الصليبي يدوياً باستخدام اختبارات خاصة يقوم بها الطبيب، فيخضع المصاب لفحص ركبته، واختبار مدى ثباتها.

يقوم بعمل أشعة رنين مغناطيسي للركبة حتى يتأكد من التشخيص، وأيضاً للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى بالركبة.

يكون من الشائع أن يصاحب هذه الإصابة حدوث تمزق بالغضروف الهلالي أو قرحة بسطح المفصل، ويظهر شكل القطع في الأشعة.

علاج تأهيلي

يبدأ علاج إصابات الرباط الصليبي بعلاج تأهيلي يستمر عدة أسابيع، والهدف منه تقليل الألم والتورم، واستعادة المصاب لنطاق الحركة الكامل لركبته، وكذا تقوية عضلاته.

يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتدريب المصاب على بعض التمارين التي يؤديها، سواء تحت إشراف مستمر منه أو في المنزل، ومن الممكن أيضاً أن يرتدي دعامة لتثبيت الركبة، واستخدام عكازات لبعض الوقت لتجنب تحميل وزن عليها.

يمكن أن يكون مسار العلاج الطبيعي ناجحاً بالنسبة للأفراد غير النشطين نسبياً، أو من يشتركون في تمارين رياضية معتدلة وأنشطة ترفيهية، أو يمارسون رياضات تضغط بشكل أقل على الركبتين.

التدخل الجراحي

يكون خيار التدخل الجراحي مطروحاً بالنسبة للرياضيين، وبخاصة من يمارسون رياضة تتضمن القفز أو الدوران حول المحور.

يجب الخضوع للجراحة إذا كان هناك أكثر من رباط في الركبة مصاباً، وكذلك عند إصابة الغضروف الليفي بها، وفي الحالات التي تعاني التواء الركبة أثناء الأنشطة اليومية.

يزيل الجراح الرباط التالف ويستعيض عنه بجزء من الوتر، وهو إما جزء آخر من ركبة المصاب، وإما من وتر من متبرع متوفٍ، وهو نسيج يشبه الأربطة يوصل العضلات بالعظام، ويطلق عليه النسيج البديل بالطعم.

تعيد عملية بناء الرباط الناجحة والتي يتبعها إعادة تأهيل مكثفة الأداء المتوازن لركبة المصاب، وعلى الرغم من أنه لا توجد مدة محددة لعملية إعادة التأهيل، فإن زيادة فترة التعافي يمكن أن تقلل من خطر إعادة الإصابة مرة أخرى.

يجب التأكد من تحسن القوة والثبات والأنماط الحركية قبل عودة المصاب لمزاولة الأنشطة تجنباً لتجدد إصابة الرباط الصليبي.

شفاء تلقائي

يمكن أن تشفى إصابة الرباط الصليبي الخلفي من تلقاء نفسها عندما تكون من الدرجة الأولى أو الثانية.

تقل المدة التي يحتاج إليها المصاب للتعافي في حالة الإصابة بالدرجة الأولى؛ وذلك عن طريق أداء تمارين تأهيلية لعلاج العمود الفقري وتقويمه في منطقة الفقرات القطنية والحوضية، والعلاج الطبيعي.

تشمل كذلك برامج التمارين الرياضية التي تساعد في تقلص العضلات اللامركزية، كجلوس القرفصاء ووضعية الاندفاع، واستقرار الجذع.

تحتاج الإصابة من الدرجتين الثالثة والرابعة، إلى إجراء جراحة مفتوحة لزراعة الأربطة والترقيع وهو الأسلوب المتبع لعلاج هذه الدرجات من الإصابة، كما أن هناك أساليب أخرى للعلاج، مثل حشوة عظمة القصبة، أو عملية النفق.

الأكثر إصابة

حذرت دراسة طبية حديثة من خطورة إهمال علاج إصابات الرباط الصليبي بنوعيه، وكذلك الغضروف الهلالي لدى الشباب المصابين، نتيجة مزاولة الأنشطة الرياضية التي تحتاج إلى الحركة، مثل كرة القدم والسلة وغيرها.

أكد الفريق القائم على الدراسة أن هذا الأمر ربما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بخشونة الركبة المبكرة لديهم، وهذا ما حدث بالفعل لدى عدد كبير من الشباب أهمل علاج الأربطة أو قطع الغضروف الهلالي.

أشارت الدراسة إلى أن ما لا يقل عن 150 ألف شخص سنوياً يصابون بالرباط الصليبي الأمامي، يحتاج نصفهم إلى الخضوع للجراحة من أجل إعادة البناء والتأهيل.

كانت الفئة العمرية بين 18 وحتى 40 هي الأكثر عرضة للإصابات؛ وذلك حسب الإحصاءات المسجلة.

قال الأطباء: إن سبب الرئيسي وراء أن هذه الفئة العمرية أكثر عرضة للإصابات هي أن الأشخاص في هذه المرحلة العمرية يكونون أكثر نشاطاً وحركة كما أن أعمالهم تحتاج إلى جهد وكذلك ممارسة للرياضة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"