عادي

النفط يواصل صعوده في السوق الفورية بعد تراجع مخاوف «أوميكرون»

14:33 مساء
قراءة 3 دقائق

أدى إقبال شديد على شراء النفط بفعل تعطل الإمدادات وظهور علامات على أن تداعيات المتحور «أوميكرون» من فيروس كورونا لن تكون هدامة بالقدر الذي أثار المخاوف من قبل، إلى ارتفاع أسعار بعض درجات النفط الخام في المعاملات الفورية إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات عدة.

ويقول تجار إن ذلك يشير إلى أن موجة ارتفاع مزيج برنت في المعاملات الآجلة قد تستمر لفترة أطول.

ولا تساير أسعار الشحنات الفورية أسعار العقود الآجلة على الدوام، وعندما تزداد فروق الأسعار بينهما بوتيرة سريعة وبدرجة كبيرة فمن الممكن أن يشير ذلك إلى أن المضاربين بالغوا في البيع، أو في شراء العقود الآجلة، رغم العوامل الأساسية التي تحكم السوق.

وقفزت أسعار مزيج برنت في التعاملات الآجلة عشرة في المئة منذ بداية السنة، غير أن السوق الفورية لا تزال تواصل صعودها وبلغت فروق الأسعار لبعض الخامات أعلى مستوياتها منذة سنوات عدة، الأمر الذي يشير إلى أن شحّ المعروض سيؤدي إلى استمرار موجة الصعود في المعاملات الآجلة.

وقال متعامل متخصص في نفط بحر الشمال «هذه أرقام مجنونة. من الواضح أن هناك شحّاً في السوق الفورية».

وصعد خام القياس فورتيز الرئيسي لأعلى سعر منذ عامين، الخميس، ليباع بعلاوة سعرية تبلغ 1.80 دولار للبرميل على سعر أول شهور التعاقدات الآجلة لمزيج برنت.

كما ارتفعت خامات أخرى من بحر الشمال لأعلى سعر منذ عام، أو عامين. وسجلت أسعار خامات رئيسية من غرب إفريقيا، مثل خام بوني الخفيف النيجيري، قفزة منذ بداية العام.

وبدأ شح المعروض في منطقة حوض المحيط الأطلسي، وانتشر مع اضطرار مشترين آسيويين للبحث عن شحنات أرخص في أماكن أخرى. وقفزت فروق أسعار خامات من سلطنة عمان والإمارات وأقصى شرق روسيا مع بلوغ علاوة مزيج برنت لعقود مبادلات خام دبي أعلى مستوى في شهرين.

وتضافرت عوامل عدة في رفع الأسعار. فبعد انتشار المخاوف من المتحور «أوميكرون» كالنار في الهشيم في الربع الأخير من العام الماضي، لم يتأثر الطلب على النفط سلباً فيما كان مفاجأة باغتت شركات التكرير التي قلصت مشترياتها. والآن أصبح عليها فجأة أن تسد هذا العجز.

وأثارت احتجاجات عنيفة في كازاخستان في مطلع العام، مخاوف من تعطل الإمدادات لفترة طويلة، وهو ما لم يتحقق، ولو حدث ذلك لأدى إلى تفاقم أعطال في أماكن أخرى، مثل ليبيا وكندا والإكوادور. وتحسن الوضع بالنسبة إلى أعطال ليبيا والإكوادور إلى حد كبير الأسبوع الماضي، بعد شحن ما يقرب من مليون برميل يومياً.

وفي الوقت نفسه التزم أعضاء منظمة أوبك، وحلفاؤهم بالإطار الزمني بزيادة الإنتاج ببطء رغم نداءات متكررة من الولايات المتحدة وغيرها للتعجيل بالزيادة. وفي الوقت نفسه يبدو أن المحادثات النووية مع إيران والتي يمكن أن تسفر عن زيادة المعروض، متعثرة.

وقال تاجر متخصص بالنفط الأمريكي الخام «اتضح أن «أوميكرون» ليس بهذا السوء، وأن مشاكل الإمداد أسوأ من المتوقع».

كذلك انكمشت المخزونات في كل من الولايات المتحدة وكندا. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء، إن مخزون النفط الخام انخفض أكثر من المتوقع ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018.

وقال تاجر أمريكي «مع ظهور الربيع والصيف في الأفق... بدأ الناس يستعدون للاستمتاع بسوق قوية».

ولا يزال بعض التجار يعتقدون أن السوق قد تفقد قوتها بظهور متحورات جديدة من كوفيد، وأعمال صيانة مصافي التكرير الموسمية في الربع الثاني، وربما تباطؤ الاقتصاد الصيني.

(رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"