أبوظبي: عدنان نجم
أكد خبراء وعاملون في القطاع العقاري في الدولة أن القطاع العقاري نجح في تحقيق نمو في الطلب وارتفاع في السعر في الفترة الماضية، مع توقعات أن يواصل نفس النجاح في العام الجاري، حيث يستفيد القطاع من استضافة الدولة لفعاليات معرض «إكسبو 2020 دبي» الذي يستقطب ملايين الزوار والسياح والمستثمرين، إضافة إلى ما تتمتع به الدولة من مرافق وخدمات وبنية تحتية متطورة تشجع العائلات والأسر على الانتقال إليها بغرض الإقامة والعمل والاستثمار. وشدد هؤلاء على أهمية طرح المشاريع العقارية بشكل مدروس لتلبية الطلب المتواصل، مشددين على أهمية أن تكون هذه المشاريع نوعية وموجهة لفئات محددة لاستيعاب الطلب بالشكل المطلوب. ولفتوا إلى أن القطاع العقاري في الدولة يتمتع بالجاذبية، موضحين أن الإمارات نجحت في أن تكون بين الدول الأكثر جذباً للمستثمرين العقاريين على مستوى العالم.
ثقة المستثمرين
أعرب الدكتور مبارك حمد مرزوق العامري، عن توقعاته باستمرار نمو الطلب على العقارات في الدولة خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن التميز في أداء دولة الإمارات في التعامل مع جائحة كورونا التي ألمت بالعالم، قد عزز من ثقة المستثمرين ورجال الأعمال بالدولة، ودفعهم للانتقال إليها بغرض الإقامة والعيش وممارسة الأعمال.
وذكر العامري أن الإمارات قد حرصت احتفاء بالعام الخمسين للدولة على إطلاق جملة من التشريعات والتعديلات التي تصب في صالح القطاعات الاقتصادية المختلفة بما فيها القطاع العقاري، ومنح الإقامة الذهبية للأطباء وذوي المواهب وغيرهم، ما دفع نحو نمو الطلب على الوحدات السكنية والعقارية في مختلف أنحاء الدولة.
وأشار إلى أن معرض إكسبو دبي 2020 لعب دوراً مهماً في التعريف بالقطاع العقاري والمشاريع السكنية والتجارية والسياحية التي أطلقت بالدولة، والتي تتيح للمستثمرين ورجال الأعمال فرصاً مهمة بغرض الإقامة والاستثمار ومزاولة الأعمال من الدولة، الأمر الذي ساعد على ارتفاع الطلب على العقارات، ومواصلة هذا القطاع لتحقيق النمو.
نجاح إكسبو2020
يقول الدكتور عبدالرحمن العفيفي، الرئيس التنفيذي لشركة تمكن العقارية:«إن معرض إكسبو2020 دبي يدعم مختلف القطاعات الاقتصادية بشكل عام والقطاع العقاري بشكل خاص، وقد نجح المعرض في استقطاب ملايين الزوار والسياح والمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات، ما دعم السوق المحلي».
وتابع: «ستشهد الفترة المقبلة أعداداً أكبر من المستثمرين الأجانب ما سيسهم في مواصلة ارتفاع الطلب على العقارات، وافتتاح مزيد من الشركات والمؤسسات وفروعها لهؤلاء، ما يبشر بتحسن في القطاع العقاري وغيره من القطاعات الأخرى، وقد نسجل ارتفاعاً في الطلب على العقارات بشكل مدروس، وارتفاع قيمة العقارات، إلى جانب زيادة عدد المشاريع الجديدة بشكل يتناسب مع الطلب والعرض.
طلب ملحوظ
وأعرب الدكتور علي العامري رئيس مجلس إدارة «مجموعة الشموخ» عن توقعاته بأن يتواصل الطلب على العقارات خلال العام الجاري بشكل ملحوظ، خاصة في ظل قدوم مزيد من المستثمرين ورجال الأعمال الجدد، أو توجه المقيمين بالدولة ممن حصلوا على الإقامة الذهبية لشراء وتملك العقار بدلاً من مواصلة الإقامة في وحدات سكنية مستأجرة. وأوضح د. العامري أن أسعار العقارات ستشهد في المستقبل استقراراً في ظل حدوث توازن بين العرض والطلب، مشيراً إلى أهمية طرح المشاريع العقارية الجديدة بشكل مدروس لتلبية الطلب عليها، الأمر الذي سيحافظ على استقرار الأسعار بشكل يتناسب مع الشركات والمستثمرين.
ارتفاع أسعار
وقال طارق الحوسني رئيس مجلس إدارة شركة «زيرو جرافيتي للاستثمار»: يعتبر القطاع العقاري من القطاعات الاقتصادية المهمة التي استفادت من احتضان دولة الإمارات لفعاليات معرض إكسبو دبي 2020، حيث سجل القطاع ارتفاعاً في حجم الطلب على الوحدات العقارية، سواء بغرض الاستخدام أو الاستثمار، حيث نجحت الدولة في استقطاب مستثمرين ورجال أعمال جدد بغرض الإقامة ومزاولة الأعمال بفضل ما تتمتع به من بنية تحتية متطورة في مختلف المجالات، وتوفر عوامل الأمن والاستقرار».
وأضاف الحوسني:«إن الطلب المتواصل على العقارات أسهم في ارتفاع أسعار العقارات في الدولة بنسب متفاوتة وملحوظة، ولكن من المهم دراسة إطلاق مشاريع عقارية جديدة بشكل متأن، مع الأخذ بالاعتبار عوامل العرض والطلب، حيث إن تحقيق التوازن سيخدم القطاع العقاري ويدفعه لمزيد من النمو خلال الفترة المقبلة».
طرح مدروس
يقول سعيد عبدالكريم الفهيم، الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتوم لجمعيات الملاك»: شهدنا في الربع الأخير من العام الماضي ارتفاعاً ملحوظاً في قيمة العقار بالدولة بشكل عام ودبي بشكل خاص، كما شهدت العقارات المؤجرة ارتفاعاً بدورها، وكل ذلك يعود إلى ارتفاع الطلب عليها، والاستفادة من قدوم ملايين الزوار والسياح والمستثمرين إلى الدولة لحضور معرض إكسبو دبي 2020، حيث مكّنهم هذا الحدث من التعرف عن قرب إلى القطاع العقاري والمميزات التي يوفرها للمستثمرين، من حيث العوائد إلى جانب الإقامة بغرض الاستخدام النهائي.
إقبال وطلب
وأكد الدكتور أيوب الفرج، الرئيس التنفيذي لشركة كي إم كي، أن القطاع العقاري في الإمارات يؤكد أنه من القطاعات الاقتصادية الأهم بفضل محافظته على جاذبيته، واستقطابه للمستثمرين ورجال الأعمال، موضحاً أن المشاريع العقارية في الدولة قد شهدت مؤخراً إقبالاً ملحوظاً وطلباً مرتفعاً، مستفيدة من احتضان الدولة لفعاليات معرض«إكسبو 2020 دبي».
وذكر د. الفرج أن القوانين والتشريعات، وطرق التمويل التي توفرها شركات التطوير، وتوافر البنية التحتية المتطورة والعديد من العوامل الأخرى تدفع المستثمرين ورجال الأعمال للتفكير جدياً بالاستثمار بالدولة عبر شراء عقارات نوعية بها، إلى جانب تأسيس ومزاولة الأعمال فيها، ما جعل الدولة وجهة مفضلة للإقامة والعمل على المستويين الإقليمي والدولي.
يقول رجل الأعمال حمد العوضي:«لا شك أن مبادرات الحكومة للتصدي للجائحة، وسياسات الدعم والتحفيز، والتغييرات التي حدثت في التشريعات الاقتصادية وممارسة النشاط الاقتصادي، وقوانين الإقامة الذهبية وتطوير التشريعات المختلفة، كلها أدت إلى خلق بيئة نشطة من مختلف النواحي بما فيها الناحية الاقتصادية».
وأضاف العوضي: «يعتبر المسكن أحد المتطلبات الأساسية للإنسان، ومع وجود نهضة في القطاع العقاري والعديد من المشاريع في الدولة، فقد اتجه العديد من المستثمرين والمقيمين والعاملين في الدولة لشراء وتملك العقارات بغرض الاستخدام النهائي أو الاستثمار بما يتناسب مع دخلهم».
خليفة المحيربي: الإمارات الأكثر جذباً للمستثمرين العقاريين
يرى خليفة سيف المحيربي، رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للاستثمار أن القطاع العقاري سيشهد خلال السنوات القليلة المقبلة مزيداً من النشاط والحركة الاستثمارية في ظل ارتفاع الطلب على الشراء والتملك، وتوجه العديد من المقيمين للتملك بدلاً من مواصلة استئجار الوحدات السكنية بشكل سنوي، إضافة إلى استقطاب الدولة لمزيد من رجال الأعمال والمستثمرين الجدد الذين يبحثون عن عقارات.
وأوضح المحيربي أن الترويج الواسع للفرص الاستثمارية التي شهدتها الدولة على مدار الأعوام الماضية من شأنه مضاعفة معدلات شراء وتملك العقارات والإقامة بالدولة، وإطلاق مزيد من المشاريع بفضل بيئة الأعمال النشطة التي تتمتع به الإمارات.
وأكد أن دولة الإمارات نجحت في أن تكون الدولة الأكثر جذباً للراغبين بالشراء والتملك العقاري بفضل التشريعات والقوانين، والموقع الاستراتيجي، وتطور البنية التحتية، وتوافر الخدمات وعوامل الأمن والاستقرار، الأمر الذي يجعل من الإمارات الدولة الأبرز والأهم في الاستثمار العقاري على مستوى دول العالم.
وذكر المحيربي أن الحكومة الرشيدة تولي القطاع العقاري أهمية كبيرة، عبر مجموعة من القوانين والتشريعات والإجراءات التي تنظم العلاقة بين مختلف الأطراف، وتسهل عمليات التطوير والبناء والشراء والتملك.وقال المحيربي أن القطاع العقاري ما زال يتمتع بجاذبيته الاستثمارية، ويواصل النمو بشكل تصاعدي مع ارتفاع عدد المشاريع المعلنة وما تتضمنه من أعداد للوحدات السكنية والمساحات التجارية والمكتبية، حيث إن الاستثمار في القطاع العقاري ما زال يتواصل، بل وتمكن القطاع من جذب مزيد من الاستثمارات الخارجية سواء شركات تطوير عقارية عالمية تعنى بإطلاق مشاريع في الدولة، أو جذب رجال أعمال وأفراد وعائلات لديهم الرغبة في الإقامة والعمل بالدولة، ما رفع الطلب على العقارات وساهم في ارتفاع أسعارها مؤخراً.
وأشار المحيربي إلى وجود رغبة كبيرة من قبل شركات صينية وآسيوية وأوروبية بالاستثمار بالقطاع العقاري في الدولة، ما يجعل الإمارات وجهة عقارية استثمارية مناسبة وتنافسية.
انتعاش مؤشر عقارات «بن حم» 15% في عامين
أعلنت مجموعة بن حم عن مؤشرات بياناتها في الربع الأخير من عام 2021 في القطاعات التي تنشط بها شركات المجموعة.
وجاء ذلك خلال التقرير الذي تم إعداده من قبل الإدارة التنفيذية للمجموعة، حيث استعرض نتائج الربع الأخير لشركات المجموعة، وأظهر انتعاش مؤشرات القطاع العقاري بنسبة 15% عن السنتين الماليتين 2019 2020 مما يؤكد تعافي القطاع تدريجياً من تداعيات جائحة كورونا.
وقال الشيخ أحمد بن مسلم بن حم المدير التنفيذي لمجموعة بن حم: «انعكس تعافي القطاع العقاري الإماراتي خلال 2021 وتعزيز أصوله مع زيادة جذب مزيد من المستثمرين العقاريين وانتعاش حجم المبيعات بالتزامن مع «إكسبو 2020دبي» على أداء شركات القطاع المدرجة في أسواق المال المحلية، خلال العام الماضي وخاصة في الربع الأخير من 2021».
وتابع المدير التنفيذي للمجموعة: «سياسات الإمارات في التعامل مع جائحة «كورونا» كان لها الأثر البالغ في نمو القطاع العقاري بقوة، وكان لمعرض إكسبو تأثير في الاقتصاد ككل يتجاوز فترة فعالياته التي تستمر ستة أشهر، فمنذ الإعلان بالفوز في 2013، عمدت الحكومة إلى إنفاق المليارات لتطوير البنية التحتية، ووضع التجهيزات والاستعدادات لتنظيم الحدث العالمي، الأمر الذي انعكس على زيادة جاذبية العقارات، وجعل الإمارات ضمن أفضل الأماكن للعيش في العالم».
وأوضح أن مجموعة بن حم مجموعة وطنية توجد في السوق منذ أكثر من أربعة عقود، واستطاعت أن تحقق حضوراً متميزاً في النشاطات الاقتصادية الحيوية، مثل عمليات الحفر البترولية وحفر آبار المياه والزراعة والمقاولات العامة والمنشآت الكهربائية والاستثمار العقاري وقطاعات السفر والسياحة والفندقة، والتعليم والإعلام وغيرها من الأنشطة الأخرى، ولعبت دوراً حيوياً في تنفيذ مشروعات كبيرة على مستوى أبوظبي ودولة الإمارات عموماً».
ولفت إلى أن «المجموعة استمرت على الرغم من ظروف السوق، في تنفيذ معظم المشروعات، والقيام بأعمالها قدر المستطاع، بما أسهم في تجاوز الجزء الأكبر من الأزمة الخاصة بفيروس كورونا».
تواصل الطلب
يقول عبد الرحمن الشيباني رئيس مجلس إدارة شركة «منابع العقارية»: يتوقع أن يتواصل الطلب على العقارات خلال العام 2022، وذلك لمجموعة من العوامل المهمة التي تساعد في جذب المستثمرين، حيث أصبحت دولة الإمارات من الدول السباقة في كل المجالات، وهي دائماً تسعي إلي التطور والتجديد والابتكار». وأضاف: وأصبحت الدولة قبلة كثير من الشركات والمؤسسات العالمية بكل أشكالها وأنواعها. التجارية والصناعية، وملاذاً آمناً لكل المستثمرين المحلين والدوليين، وذلك لما توفره الحكومة الرشيدة من تطور دائم في كل المجالات والأمن والاستقرار لكل من يقطن علي هذه الأرض المعطاء».
