دبي: «الخليج»
المطلع على المعرض الفني الذي يضم عدداً من اللوحات القديمة والجديدة للفنان فريد محمد والذي تحتضنه قاعة مرسم مطر بن لاحج في دبي، يدرك حالة التطور التي انعكست على أعماله الجديدة، فهناك ما يختلف عما تجده في البدايات. الواقع الجديد يخبرك خلاصة العزلة التي طورت من قدرته على تطويع الألوان المائية، في أسلوبه، فهناك ألوان اختار أن يعيش معها ويوثق علاقته بها، ويكشف أسرارها وخباياها لتكون هي مرآة تعكس شفافية ما يختلي داخله من مشاعر يتهامس معها في الليل والنهار.
الفنان فريد محمد لا يزال يعيش في ربوع البيت الأول، بين أحجاره وسماته التي تخبرك عن عزم الإنسان وإصراره. يعيش الفجر بتجليات ألوانه التي تذهلك، صورة من عظمة الكون، ساعات قضاها مع شعاع النور الذي يتحول من الظلمة إلى النور ومن النور للغياب خلف الأفق، حتى تتكون الفكرة اللونية فيختبرها ويطلقها على سماء لوحته، لتجعلك تقف متأملاً لتلك التدرجات وتلك الألوان البهية الآسرة في تفرد اللون والحكاية.
عن قصة هذا التطور والمشهد الفني يقول الفنان الإماراتي مطر بن لاحج: «ما يميز فريد محمد تأنيه في أعماله وممارسته الدقة وصبره على الطريق الذي اختاره، سعى ومنذ بداياته التي شهدتها بنفسي ليؤسس نفسه كفنان واقعي أصيل، يتمتع بمهارة؛ بل احترافية تحاكي درب الرواد، وكلي فخر بما أجده اليوم من نتاج قيّم، واقعي متجانس، له سياق زمني في التطور».
وأضاف: «اعتمد فريد محمد أسلوب التحدي مع نفسه وثابر ليصقل فكره وذاته الفنية، حتى يكون بصمة مختلفة في المشهد الثقافي».
وفريد محمد هو واحد من الجيل الثالث من الفنانين الإماراتيين التشكليين، حاصل على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال وبكالوريوس حوسبة ونظم المعلومات، شارك في عدد من المعارض الجماعية، كانت انطلاقته الأولى في معرض شخصي عام 2014 من خلال مرسم مطر.
وعن العزلة التي اختارها لذاته يقول فريد محمد: «فضلت الاختفاء لأحتفي لاحقاً بمضمون أفخر به، لأتمكن من أدواتي وأسلوبي، فأنا مأخوذ بالواقعية ومن الأهمية لدي أن أتقن هذا الفن بتفاصيله الدقيقة المدهشة، بتسلسلات تأخذك لأبعاد متناسقة ومتناغمة في اللوحة ذاتها، سواء من خلال المضامين المختلفة، اللون وضربات الفرشاة التي أستطيع أن أقول إنها تمثلني، بتمكني من تقنية اللون».
يضم المعرض عدة لوحات منها «على بركة الله»، و«أقسمنا» التي تترجم قصة الاتحاد وإعلانه. اللوحتان تمثلان الوطن الإماراتي وهو يحتفي بيوبيله الذهبي، وتخلدان ما قدمه المؤسسون حين اختاروا الاتحاد، واختاروا الإمارات وطناً لنا.
