عادي
لا يؤمنون بهامش الخطأ

غواصو شرطة دبي.. لحظات حاسمة تفصلهم عن الموت

00:01 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

دبي:«الخليج»

بضع ثوان كفيلة بصنع فرق، وإنقاذ أرواح، ولمّ شمل الأحباء، لذلك فهم لا يؤمنون بهامش الخطأ، ويعملون وفق إجراءات سلامة وقائية صارمة، والتزام دقيق بالتعليمات والقواعد، يهرعون لتلبية نداء الواجب الإنساني والوطني، رغم إدراكهم أن حياتهم على المحك مع كل مهمة إنقاذ وبلاغ نجدة، لكن عشقهم للبحر وأعماقه دفعهم لامتهان وظيفة يعدها الكثيرون خطرا ومصدر إرهاق جسدي ونفسي وذهني، إنهم غواصو الإنقاذ البحري في القيادة العامة لشرطة دبي، أو كما يطلق عليهم البعض «الضفادع البشرية»، رجال أخذوا على عاتقهم مهمة تنفيذ عمليات الإنقاذ البحري والتعامل مع الحوادث البحرية بكل شجاعة وإقدام، مخلّفين وراءهم المئات من القصص الإنسانية التي مازال أصحابها يسردونها ويمجّدون أبطالها.

وأكد العقيد الدكتور حسن سهيل السويدي، مدير مركز شرطة الموانئ، أن قسم الإنقاذ البحري واحد من أقسام عدة في المركز تتكاتف جهودها وتتكامل مهماتها بالتنسيق والعمل المشترك، بما يضمن تحقيق أهداف المركز في الحفاظ على الأمن البحري العام لإمارة دبي، ومراقبة وضبط حركة الملاحة الساحلية، وبالتالي تحقيق التوجهات الاستراتيجية لشرطة دبي في توفير بيئة آمنة مرنة وإسعاد المجتمع، مع ضمان الاستجابة للأزمات والكوارث.

وأضاف العقيد السويدي، أن القسم يضم 70 غواصاً، و35 سائق زورق، و18 معاون منقذ، إضافة إلى خبير إنقاذ بحري وسائق مركبات ثقيلة.

إنقاذ الأرواح

من جانبه، قال المقدم علي عبدالله النقبي، رئيس قسم الإنقاذ البحري في المركز، والذي أكمل 30 عاماً بالتخصص نفسه منذ الالتحاق بمسمى غواص منقذ «إن مهنة الإنقاذ البحري، إلى جانب اتسامها بالمخاطر والأحداث المفاجئة، فإنها تستلزم دقة في اتباع التعليمات ودقة في تنفيذ المهمات، وهنالك قوانين يستوجب على رجل الإنقاذ اتباعها، منها عدم الغوص إلا بوجود زميل آخر، ففريق الدورية البحرية يجب أن يتألف، مع كل مهمة انتقال، من سائق زورق ومعاونه وغواصي إنقاذ بحري».

جاهزية تامة

قال الرقيب أول حميد المطروشي الذي يعمل منذ أكثر من 10 سنوات في الإنقاذ البحري، إن قدرة رجل الإنقاذ على الاستمرار رهان لياقته البدنية والتزامه بقواعد الصحة الجسمانية والذهنية، خاصة أن مهنتنا تعني المجازفة مع كل مهمة إنقاذ، وتزداد خطورتها إذا ما اقترنت بظروف جوية سيئة، ما يتطلب المواظبة على التمارين والتدريبات القاسية على أيدي متخصصين في المجال واتباع اشتراطات السلامة الشخصية.

سرعة بديهة

ويروي الرقيب أول المطروشي حادثة وقعت عند شاطئ برج العرب كاد يفقد مجموعة من الأشخاص حياتهم فيها: «ارتاد خمسة أشخاص البحر، ولتقلب الأحوال الجوية فجأة وشدة التيارات البحرية جرفتهم الأمواج، وبدأوا يتشبثون ببعضهم بعضاً في محاولة للنجاة، فهرعت وزميلي لإنقاذهم مستعينين بلوح السباحة لإنقاذهم في وقت واحد».

مخاطر المهنة

تجاوزت خبرة العريف أول زياد محمد محسن اليافعي ال 16 عاماً في مهام الإنقاذ البحري، عشقه للبحر وحبه لمساعدة الناس دفعاه للعمل في مهنة خطرة، مواظباً على التدريبات والدورات التأهيلية قرابة العامين.

وأوضح العريف أول زياد أن المهام التدريبية لرجل الإنقاذ البحري، تتطلب منه التدريب المستمر والانخراط في دورات شاملة.

أبحر بأمان

من جانبه، أكد عريف أول محمد علي المنصوري الذي يعمل منذ أكثر من 16 عاماً في الإنقاذ البحري، ضرورة التأكد من الظروف الجوية قبل الإبحار.

وأكد الرقيب رضوان محمد عبده، الذي يعمل في مجال الإنقاذ البحري منذ أكثر من 21 عاماً، حديث زميله في ضرورة مراعاة إجراءات السلامة حفاظاً على سلامتهم وسلامة عائلاتهم.

أدلة تحت الماء

الرقيب يحيى عبد الكريم، إلى جانب عمله في الإنقاذ البحري، فقد تدرب للعمل مع زملائه ضمن فريق مسرح الجريمة تحت الماء التابع للإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، للمساعدة في حرز الأدلة واستخراجها مع الحفاظ على وضعها وتوثيقها وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة.

الملازم طارق المنصوري، تأهل أسوة بزميله للعمل في مسرح الجريمة تحت الماء إلى جانب عمله الأساسي كمنقذ بحري، مؤكداً أن كلا التخصصين يستلزم الدقة.

واجب وطني

31 عاماً منذ تسلم وكيل دحان مسعد أحمد عمله في الإنقاذ البحري، الذي يعده عملاً إنسانياً في المقام الأول، وواجباً وطنياً يحافظ من خلاله على الأرواح: «نتذكر أبناءنا وأحباءنا خاصة مع عمليات الإنقاذ الخطرة التي تعد نسب النجاة فيها قليلة، لكنها تبقى برأيي من أكثر المهن إنسانية وخطورة بما تتطلبه من دقة ومهارة في التنفيذ، والتحلي بالصبر إزاء مشاق المهنة ومتاعبها». وأكد الوكيل دحان أنه لو خُير ثانية لاختيار مهنة، فلن يتردد في الانضمام إلى رجال الإنقاذ البحري، لإيمانه بنبل المهنة وشعوره بالسعادة بعد كل عملية إنقاذ يشارك فيها.

مدرب سباحة وفن إنقاذ

عريف أول أبو بكر علي منصر، مدرب لياقة بدنية ومنقذ بحري، انضم إلى القسم منذ أكثر من 20 عاماً، وتخصص لاحقا بالتدريب، ليعمل مدرب سباحة وفن إنقاذ.

وأكد العريف أول منصر أن اللياقة البدنية أهم ما يجب أن يتحلى به المنقذ، نظراً لتأثيرها الكبير في صحته البدنية والذهنية والنفسية: «المواظبة على التدريب تُكسب المُنقذ قوة تحمل وثقة بالنفس، وقدرة على الاستمرارية بكفاءة وحرفية ومرونة، ما يستوجب من المنقذ الالتحاق بكل الدورات والاطلاع الدائم على المستجدات في مجال الإنقاذ».

نظام صارم

يلتزم الرقيب أحمد بن أحمد، رجل الإنقاذ البحري الذي يكمل 40 عاماً في المهنة، بنظام غذائي رياضي صحي للحفاظ على لياقته البدنية: «إلى جانب التدريبات اليومية والاختبارات الفصلية، يستوجب على رجل الإنقاذ البحري الابتعاد عن العادات الضارة».

بطولات والده

للوكيل أول خالد سبيل الماس حكاية أخرى دفعته للانضمام إلى رجال الإنقاذ البحري، فهو ابن الملازم سبيل الماس سالمين من «الرعيل» الأول، المؤسس لقسم الإنقاذ البحري، مبصراً النور على بطولات والده وزملائه في إنقاذهم للأرواح وهروعهم للمشاركة في عمليات انتشال الزوارق والحطام والبحث، وغيرها من المهام الأخرى، والتي أبهرت الوكيل أول خالد ودفعته في عمر صغير لتقليد والده بالانضمام إلى دورة الغوص للطلبة ضمن الأنشطة الصيفية التي تطرحها شرطة دبي كل عام.

أبو الغواصين.. 42 عاماً في الإنقاذ

42 عاماً، والوكيل ناجي محسن، رجل الإنقاذ البحري، وهو يواظب على نظام صارم للحفاظ على صحته ولياقته البدنية، سواء في أيام العمل أو العطل الرسمية، من دون كلل أو ملل: «وضعت لنفسي برنامجاً صارماً منذ التحاقي بالعمل في الإنقاذ البحري، لم أنقطع عنه يوماً، يتمثل في التريض لمسافة 6 كليومترات يومياً، والسباحة لمسافة 500 و1000 متر متواصلة، وبقيت ملتزماً حتى اليوم، مع الحفاظ على نظام غذائي صحي».

وأضاف «أهم ما يجب الالتزام به في مهنتنا، الرياضة والحفاظ على اللياقة البدنية، فإذا ما سلّم رجل الإنقاذ نفسه للكسل، تتراجع قدرته الجسدية، معرضا ًنفسه لخطر الغرق بسبب ما يواجهه من ظروف جوية وبحرية قاسية في البحر، وضرورة التعامل مع كل الحوادث بأنواعها».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"