عادي

تعرّف إلى الكلية التي خرجت منها قوانين كرة القدم وموانع ألعاب القوى

13:43 مساء
قراءة 4 دقائق
سباق الموانع من اختراع كلية إيتون
طلاب يمارسون كرة القدم قي إيتون
إعداد: معن خليل
تشتهر بريطانيا بأنها المكان الذي انطلقت منه معظم الرياضات في طريقها، لتصبح معروفة في كل العالم، وذلك عبر كلياتها ومدارسها التي أدّت المنافسة المستعرة بين طلابها، إلى ظهور ألعاب تطورت مع مرور الزمن، منها ما أصبح أولمبياً، وبعضها الآخر بقي في أطر جغرافية وشعبية محددة.
من بين هذه الكليات والمدارس، يمكن وضع «إيتون كوليدج» في المقدمة، حيث تدين لها كرة القدم بالكثير من قوانينها، والأمر نفسه ينطبق على فئتي الموانع والحواجز في ألعاب القوى.
وليست «إيتون» كلية عادية في بريطانيا، بل هي على غرار نظيراتها «كمبريدج» و«هارو» تضمّ نخبة المجتمع وتخرج فيها الكثير من المشاهير والساسة، وتجذب الطلاب الأثرياء من عمر 13 إلى 18 عاماً فقط.
تقع الكلية في قرية إيتون، التي يفصلها لا يفصلها عن بلدة ويندسور، سوى نهر التايمز، حيث القلعة الشهيرة وأهم القصور الملكية البريطانية. وتقع على مسافة 32 كلم من العاصمة البريطانية لندن في مقاطعة باركشير.
وكلية «إيتون» مدرسة داخلية خاصة، أُسست عام 1440، ويبلغ عدد طلابها 1309 طلاب، كلهم من الذكور.
اكتشاف قوانين
ولم تقتصر أهمية الكلية الرياضية التي يرتدي طلابها المعاطف السود، والسراويل المقلّمة والقمصان البيض، وربطات العنق البيض، على التعليم وحسب، حيث يعود لها أنها بادرت دائماً بوضع قوانين كرة القدم وغيرها من الألعاب. كما اكتشفت فئات جديدة في ألعاب القوى هي الموانع.
وتشتهر «إيتون» بأن لها مباراة تقليدية سنوية منتظرة بينها وبين غريمتها كلية «هارو» في لعبة الكريكيت على ملعب لوردز الشهير في لندن، وهي أقدم مباراة موسمية على رزنامة اللعبة، إذ انطلقت عام 1805.
كما يعتقد على نطاق واسع أنه لولا كلية «إيتون» لما كان هناك حكم في كرة القدم،إذ أن أول مباراة استُعين فيها بحكم في اللعبة لعبت في «إيتون» عام 1845.
جاءت التجربة، وان كانت بدائية، لعدم وجود قوانين واضحة للعبة كرة القدم مشجعة، حيث كانت هناك حاجة ما لشخص محايد، يفصل في الأمور المختلف عليها بين طلاب الكلية الذين لعبوا كرة القدم وأتقنوها.
وفي عام 1915 أصدرت الكلية مجموعة من القوانين تتعلق بكرة القدم، وقد تبنتها فيما بعد معظم الجامعات والكليات الشهيرة وقد عرفت بقوانين «كمبريدج».
وهناك علاقة عضوية بين «إيتون» و«كمبريدج»، حيث إن الأولى عندما أُسّست تبعت الكنيسة الإنغليكانية (كنيسة إنجلترا) وقد حصل ذلك عام 1440 بأمر من الملك هنري السادس، حيث أعدّها لتأهيل الطلبة لدخول «كلية الملك» في جامعة كمبريدج التي أسسها في العام التالي، ليقتفي بذلك أثر الأسقف البارز وليم ويكهام الذي كان قد شق طريق التكامل بين التعليم المتوسط والثانوي والتعليم الجامعي، بتأسيسه عام 1379 «نيو كوليدج» في جامعة أكسفورد ثم عام 1382 كلية وينشستر.
شاركت كلية إيتون عام 1815 في وضع اللبنة الأولى لقوانين كرة القدم، وتم التوقيع عليها خلال اجتماع في «كمبريدج»،ورغم ذلك بقيت هناك بعض التباينات في عالم اللعبة، حيث إنه ظهر في عام 1848 فريقان من الجامعات والأندية، أحدهما يتبع قوانين كمبريدج، والآخر يسمح بحمل الكرة والإعاقة وحتى ركل الخصم.
ودخلت الكلية مرة أخرى تاريخ قوانين كرة القدم، حيث ظهرت فيها عام 1849 طريقة التجاوز، أي المرور عن لاعبين منافسين وكان استعمال اليد ممنوعاً وكذلك العرقلة بالقدم، مما شكل وقتها فكراً متقدماً في عالم اللعبة التي أصبحت فيما بعد الشعبية الأولى في العالم.
وفي 26 أكتوبر / تشرين الأول عام 1863 أرسلت 11 مدرسة وكلية وأندية إنجليزية ممثلين لها، واجتمعوا ليوحدوا قوانين اللعبة، وقد أخذ المجتمعون بالكثير من الأمور التي كانت طبقتها كلية «إيتون»، أو فكرت فيها حيث أنشئ اتحاد كرة القدم الإنجليزي؛فيما أنشأ أتباع رياضة الرجبي اتحاداً خاصاً بهم في الثامن من ديسمبر / كانون الأول عام 1863. وفي عام 1869 أضاف الاتحاد بنداً للقوانين يمنع لمس الكرة باليد، في تلك اللحظة بدأت كرة القدم التي نعرفها الآن.
حواجز وموانع
والواقع أن طلاب كلية «إيتون» لم يهتموا بلعبتي الرجبي وكرة القدم الشهيرتين في ذلك الوقت، فقط،إذ إن امتلاكها لمساحات شاشعة تضمّ الكثير من الحدائق والبساتين، جعل الكلية الثرية التي تعدّ من كبرى المدارس الخاصة قبلة لألعاب القوى أيضاً وتعدّ من الرياضات التي نمت هناك.
ومع التطور الحاصل في اللعبة احتضنت الكلية في عام 1873، أول سباق للحواجز، لكن هذا لا يساوي شيئاً أمام مافعلته قبل ذلك بثلاثين عاماً عندما كانت أول من أدخل سباق الموانع إلى ألعاب القوى، وذلك عام 1843.
وتنافس طلاب «إيتون» بالركض في المساحات الخضراء واستعملوا لأول مرة عوائق مائية، مما أدى لاحقاً إلى ظهور سباق الموانع لمسافة 3 آلاف متر، حيث يجب على المشارك عبور الموثب المائي في استاد المنافسات سبع مرات.
وهناك أيضاً سباق الموانع للمسافات الطويلة، وهو سباق الموانع الطبيعية الذي يسمى عادة بسباقات اختراق الضاحية مسافاتها نحو 12 كلم، وعلى المتسابقين عبور بعض الموانع الطبيعية كالجداول المائية والمنحدرات والصخور.
ويوجد أيضاً سباق الموانع للمسافات القصيرة وهناك ثلاثة أنواع منه، يشمل كل سباق عشرة موانع على مسافات وارتفاعات منتظمة 110 م و200 م و400م.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"