المستهلكون في الإمارات أكثر اهتماماً بمفاهيم الاستدامة عند التسوق

دبي: «الخليج»

أشارت نتائج دراسة استقصائية أُجريَت بتكليف من مجلس الأغذية الأيرلندي إلى أن المستهلكين الإماراتيين هم الأكثر التزاماً بمفاهيم الاستدامة في قطاع الأغذية والمشروبات على مستوى العالم. وشملت الدراسة عادات الشراء لدى المستهلكين في 13 دولة لتشكيل تصور أوضح عن تعامل الأسواق المختلفة مع هذه التغيرات الجديدة؛ لا سيما بعد مساهمة أزمة كوفيد-19 في تسريع تحول سلوكيات التسوق والعادات في العالم، وتعزيزها لأثر العوامل الأخلاقية ومفاهيم الاستدامة لدى المستهلكين، خصوصاً الإماراتيين منهم الذين تولوا زمام المبادرة والريادة في الالتزام بمفاهيم الاستدامة في قطاع الأغذية والمشروبات.

ويمثل المستهلكون في الإمارات مزيجاً متجانساً وفريداً. وأظهرت نتائج الدراسة اهتمام مزيد من المستهلكين الإماراتيين بالأطعمة الطبيعية، نتيجة تفهمهم المتزايد بأنها الخيار الصحي الأفضل؛ حيث اتفق 57% من المشاركين الإماراتيين على تباين اختيارات تسوقهم وميلهم نحو المنتجات الطبيعية، في نسبة هي الأعلى بين جميع الأسواق.

وقال كيران فيتزجيرالد، المدير الإقليمي لدى مجلس الأغذية الأيرلندي، بورد بيا، في منطقة الشرق الأوسط: «تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنه لم يعد بالإمكان النظر إلى التحول في سلوكيات المستهلكين وعاداتهم الناجمة عن تداعيات أزمة كوفيد-19 على أنها تحول عابر فحسب، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. لذا يتعين على قطاع الأغذية والمشروبات إيلاء متطلبات المستهلكين اهتماماً أكبر من أي وقت مضى، مع ازدياد الفرص أمام منتجي الأغذية لاعتماد مفاهيم الاستدامة كمحور أساسي في استراتيجية أعمالهم بهدف تنميتها على الصعيد العالمي».

ويتصاعد اهتمام المستهلكين الإماراتيين، إضافة إلى مفاهيم الاستدامة، بجودة المنتجات الغذائية والقدرة على تتبع مصدرها، مما يدفعهم إلى إنفاق مبالغ كبيرة لقاء المنتجات الغذائية الطبيعية والمشروبات الصحية التي توفر جودةً مضمونةً وقيمةً غذائيةً عالية. وتُعد جودة اللحم المضمونة، مهما بلغ ثمنها، الأولوية القصوى لدى 29% من مستهلكي اللحوم الإماراتيين. كما أكد 47% من المشاركين الإماراتيين على اهتمامهم في منتجات الألبان والأجبان الطبيعية.

وأضاف كيران: «يشير هذا الاهتمام المتنامي في جودة الغذاء إلى ميل رواد السوق الإماراتية لاتخاذ اختياراتهم بناءً على القيمة الغذائية وطبيعة المنتجات الصحية. الأمر الذي يشدد على ضرورة أن تعمل الشركات على تعريف العملاء بمنهجيتها وممارساتها المستدامة في قطاع إنتاج الأغذية لتحقيق النجاح».

وبين 84% من المستهلكين الإماراتيين عن سعيهم للحد من استهلاك الإضافات الصنعية خلال العام الماضي، في نسبة تفوق بكثير المتوسط العالمي الذي لم يتجاوز 75%.

ويساهم التزام أيرلندا بأساليب الإنتاج المستدامة في قطاع الأغذية والمشروبات في تمهيد الطريق أمام الموردين والهيئات الحكومية الأخرى لضمان اعتماد منهجية مسؤولة لإنتاج الأغذية. ويعد برنامج الاستدامة أوريجن جرين، الذي أطلقه مجلس الأغذية الأيرلندي (بورد بيا)، برنامج الاستدامة الوحيد والفريد من نوعه في العالم الذي يعمل على مستوى وطني في توحيد جهود الهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص ومنتجي الأغذية والمشروبات لضمان اعتماد مفاهيم الاستدامة في إنتاج جميع الأغذية.

وتشير التوقعات إلى حاجة الشركات لمضاعفة إنتاج الأغذية تقريباً بحلول عام 2050 إفي حال استمرت العادات الغذائية الراهنة على وضعها، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى استنفاد الموارد الطبيعية مثل المياه والتنوع الحيوي؛ ما يبرز أهمية اعتماد الأساليب المستدامة كأولوية قصوى قبل فوات الأوان. وتتجلى أهمية دراسة مجلس الأغذية الأيرلندي في مساعدة الشركات على تقييم أولويات المستهلك تجاه الإنتاج الغذائي المستدام، وتحديد العناصر الأكثر أهميةً في مختلف المجتمعات.

واختتم كيران حديثه: «تغطي هذه الدراسة جانباً واحداً فقط من وجهات نظر المستهلك وآرائه، لكنها تشدد على ضرورة تماشي سلاسل توريد الأغذية وانسجامها مع توجهات المستهلك المعاصرة، كما تسلط الضوء على الفرصة الكبيرة المتاحة هنا لإطلاق حوار واسع حول الاستدامة في قطاع إنتاج الأغذية على الصعيدين الإقليمي والعالمي».