كتب: المحرر السياسي
كان وقوف دول العالم إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة مشرّفاً في إدانة هجمات الحوثي على منشآت في أبوظبي، حيث عكس المكانة التي اكتسبتها الإمارات من خلال دبلوماسيتها الحكيمة، ووقوفها الداعم لقضايا الحق والعدالة على مستوى العالم.
وشكّل الهجوم الغاشم الذي تعرضت له أبوظبي، سابقة خطيرة في تعريض حياة المدنيين للخطر، ومناسبة لكشف الطبيعة الإرهابية لتنظيم الحوثي أمام أعين العالم.
دانت الاعتداء الحوثي الإرهابي شخصيات رسمية عالمية، منها رؤساء دول ورؤساء وزارات ووزراء خارجية ووزراء دفاع، إما بالاتصال الشخصي مع المسؤولين في الدولة، وإما عبر الرسائل والبيانات الرسمية. وقال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس الأول الأربعاء، إن مسالة تصنيف الحوثيين حركة إرهابية باتت قيد النظر، ما اعتبرته الأوساط الدبلوماسية انتصاراً للدبلوماسية الإماراتية بعد الهجوم.
وقد تحدث وزير الدفاع، لويد ج. أوستن، هاتفياً، مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ودان بشدة الهجوم الإرهابي، ونقل تعازيه في القتلى، مؤكداً دعمه الثابت لأمن الإمارات ضد كل التهديدات.
واتصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، للإعراب عن تعازيه ومناقشة تنسيق الرد.
وفي بيان خاص، وصف مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، الاعتداء بأنه «هجوم إرهابي»، وأعرب عن دعمه لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تنديد بريطاني
وأعربت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، على صفحتها على «تويتر» عن إدانتها للهجوم، وقالت: «إنني أدين بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي شنها الحوثيون على دولة الإمارات العربية المتحدة».
ودانت وزيرة خارجية أستراليا، ماريس باين، «الهجمات العشوائية للحوثيين على المدنيين»، وأعربت عن دعمها ل«حق الإمارات في الدفاع عن النفس».
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن الهجوم الحوثي يزيد من خطر تصعيد الصراع في اليمن ويقوّض جهود إنهاء الحرب.
من جانبها، دانت الهند، بشدة، الهجمات ووصفتها بأنها «انتهاك صارخ للقانون الدولي وجميع الأعراف المتحضرة».
وتحدث وزير الشؤون الخارجية إس جايشانكار، مع سمو وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة، وأعرب عن تضامنه القوي مع الإمارات في مواجهة مثل هذه «الأعمال غير المقبولة».
ودانت باكستان، بشدة، الهجوم الإرهابي الذي شنّه الحوثيون على مناطق مدنية في أبوظبي، يوم الاثنين الماضي، وأودى بحياة عدة أشخاص، بينهم مواطن باكستاني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، عاصم افتخار، إن مثل هذه الهجمات تنتهك سيادة الإمارات وسلامة أراضيها، وتشكّل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الإقليميين. وقال إن باكستان تدعو إلى وقفها فوراً.
الأمم المتحدة تشجب العدوان
وقد شجب أعضاء الأمم المتحدة الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له أبوظبي. وقالت المبعوثة الإماراتية لانا نسيبة، إن أكثر من 90 دولة تدعم الإمارات ضد هجوم الحوثيين.
ودانت منظمة التعاون الإسلامي، بأشد العبارات، الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة المصفح ومطار أبوظبي، منددة بتمادي ميليشيات الحوثي في عملياتها الإجرامية باستهداف المنشآت المدنية في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية.
وأكد الأمين العام للمنظمة، حسين إبراهيم طه، وقوف منظمة التعاون الإسلامي مع دولة الإمارات العربية المتحدة وتأييدها في ما تتخذه من إجراءات لحماية أراضيها وأمنها.
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والعاهل المغربي الملك محمد السادس، من أوائل من اتصلوا بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يوم الاثنين الماضي، للتعبير عن دعمهم للإمارات في أعقاب الهجمات الشنيعة.
واستنكر الملك عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الهجوم الإرهابي الجبان على أهداف مدنية في الإمارات.
كما تحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يوم الاثنين الماضي. وأكد الزعيمان أن مثل هذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف المملكة والإمارات تعزز عزم البلدين على مواجهة هذه الأعمال العدوانية بشكل مشترك.
كما أكدا ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه هذه الانتهاكات الصارخة للقوانين والأعراف الدولية، وإدانة هذه الجرائم الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم، الإقليمي والدولي.
واتصل عدد من وزراء الخارجية العرب مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، للتعبير عن تضامنهم مع الإمارات، ومن بينهم وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، والمصري سامح شكري، والأمير السعودي فيصل بن فرحان، والشيخ الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح.
الإعلام الدولي: سابقة خطيرة
واستعرضت الصحف العالمية الاعتداء واعتبرته سابقة خطيرة في الأعمال الإرهابية التي تستهدف المدنيين، وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الاعتداء يمثل انتهاكاً للقوانين الدولية واعتداء على أرواح المدنيين الأبرياء.
ونشرت صحيفة «فاينانشل تايمز» تحليلاً حول الهجوم وما يترتب عليه من تغيير في السياسات على مستوى المنطقة. وحذرت من أن يشكل الحادث تحولاً في مواقف بعض دول المنطقة. وقالت صحيفة «دويشة فيليه» إن الهجوم تصعيد جديد في حرب اليمن يستهدف دولة الإمارات العربية المتحدة، رغم دعوتها الدائمة لإقرار السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
وعكس سيل الإدانات الاهتمام العالمي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وزاد من رصيد دبلوماسيتها المتميزة في التعامل مع مختلف القضايا على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وكشفت مواقف الدول الصديقة والشقيقة عن صوابية النهج السياسي الإماراتي الذي يحرص على تعزيز السلم الدولي ونبذ العنف بكل أشكاله، ومحاربة الإرهاب أياً كان مصدره. وقد شددت الدول العالم على نقطتين أساسيتين، هما إدانة أعمال الحوثيين الإرهابية، ودعم الإمارات في اختيار شكل الرد الذي تراه مناسباً.
