ملف

تعرف إلى أسوأ المهن في التاريخ

13:23 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»
هل سألت نفسك يوماً عن أسوأ الوظائف في التاريخ؟، ولكن ما المهنة السيئة أولاً؟
لا تعني المهنة السيئة تلك الوظائف البسيطة التي تحيط بنا في مختلف الأماكن، وتستمد أهميتها من قيمة وضرورة العمل نفسه، فربما كان صاحب مهنة بسيطة أكثر إبداعاً وابتكاراً من أصحاب المهن العليا، ولكن المهنة السيئة هي تلك تمثل خطراً على حياة وصحة صاحبها أو تضعه في ظروف لا إنسانية تمتهن كرامته.
في كتاب «أسوأ المهن في التاريخ..سرد لقصة ألفي عام من العمالة البائسة»، يرصد الكاتب الإنجليزي توني روبنسون لمهن لا يتصور بعضنا أنها كانت موجودة في يوم من الأيام، يبدأها المؤلف بأسوأ وظيفة عرفتها الإمبراطورية الرومانية، تلك المشهورة بولائمها وحفلات طعامها الفاخرة؛ حيث كان يخصص النبيل أحد العبيد أو الخدم لجمع قيء الضعيف الذي يأكل حتى التخمة، ولكي يأكل مرة ثانية وثالثة كان يسرع بالتخلص من الطعام الأول عبر التقيؤ في مكان مخصص لذلك، ليقوم ذلك العبد بتنظيفه باستمرار.
«جامع العلق» مهنة أخرى عرفتها بريطانيا في العصور الوسطى، مارسها الكثير من الفقراء، نظراً للإقبال الكبير على استخدام العلق آنذاك في الطب، كان ذلك الجامع يبحث عن العلق في المستنقعات، ويخوض في المياه الضحلة حافي القدمين معرضاً نفسه لقرصات المئات من حشرات العلق، التي ربما تستمر في مص دمه لعشرين دقيقة قبل أن يستطيع التخلص منها على الأرض ومن ثم جمعها.
هناك كذلك «ملتقط بيوض القمل»، فنظراً لانتشار الشعر المستعار في أوروبا خلال القرن السابع عشر، نشأت مهنة مارستها مئات النساء واللواتي كن يتنقلن بصورة دورية بين بيوت الطبقة الأرستقراطية لتنظيف ذلك الشعر«الباروكة» من بيوض القمل.
يستمر الكتاب في سرد أنواع أخرى عديدة من مهن تتعلق بمختلف جوانب الحياة: الأمراض والطب، التجارة والصناعة، التخلص من الفضلات، ومع التقدم في القراءة داخل هذا العالم الغريب والمثير للفضول أحياناً، وللأسى في أحيان أخرى، يقفز إلى ذهن القارئ سؤال عن المهنة التي اختارها روبنسون لتكون الأسوأ في التاريخ.
تلك المهنة هي دباغة الجلود في العصر الفيكتوري؛ حيث كان العمال ينقعون جلود الحيوانات في حفر مملوءة بالجير، ويدوسونها بأرجلهم في حركة مستمرة ولمدد طويلة، ثم يغسلونها ويلطخونها بالشحم الحيواني، فضلاً عن عمليات أخرى معقدة وطويلة من أجل حفظ الجلود من التعفن، وفي كل مراحل هذه الصناعة كان العمال عرضة للروائح النتنة باستمرار، ويستطيع كل من يشاهدهم أن يرى بشرتهم شديدة الشحوب، وعبوسهم المستمر، وكانت روائح الجلود الكريهة والنفاذة تتسلل إلى مسافات طويلة وتتسم بالقوة حتى إن الخيول كانت ترفض المرور بالقرب من المدابغ مهما حاول الفارس دفعها إلى ذلك؛ ولذلك أُنشئت المدابغ دوماً خارج المدن، وكان عمال تلك المهن منبوذين على المستويات كافة، حيث كانوا يتزوجون من بعضهم، ولا يسمح لهم بدخول المدن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"