مؤسف ألا يتغير إلا التاريخ

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين

يفترض في حياة كل واحد منا، الحيوية والنشاط، وتنوع دائم ومستمر، لأن هذا التغير هو الذي سيقودك نحو النجاح، ونحو تحقيق أهدافك وطموحاتك. أما الركون والكسل وعدم الفاعلية وعدم التحرك، فهي ستقودك نحو الإخفاق، وأيضاً تدني الخبرات، وتواضع المعارف، وهذا شيء طبيعي، لأن عدم التجريب، وعدم السؤال، وعدم محاولة التعلم، لن ينتج عنها إلا السلبية، وكأنك توقفت في محطة ما، وفي مكان ما. من أهم متطلبات النجاح والتفوق: المهارة والإتقان والتعلم، وزيادة المعارف، وتطوير حتى طريقة استقبال المعلومات والتعامل معها، ونوعية ما يتم قراءته، على أن تبقى مثل هذه الآلية طريقة حياة، ونهجاً مستمراً. من هنا يمكن القول إن حالة من التغير الإيجابي تعيشها بشكل مستمر ودائم.
 وهناك فائدة أخرى مهمة ولا تقل حيوية، وهي الاستعداد للمستقبل، فهذا النشاط والفاعلية والتنوع، من المؤكد أنها ستكسبك، فضلاً عن الطريقة الجديدة، المعلومات المهمة والمؤثرة، سواء في التفكير أو في طريقة العمل وما ينتج عنه. وهذا التميز سيكون لبنة نحو قادم الأيام، والأهم أنك ستكون مستعداً لما قد يحدث في المستقبل من تطور وطرق جديدة، لأن معرفتك التي تنميها بشكل مستمر، قد التقطت نوع ومنهج وآلية هذا القادم الجديد، فلا خوف عليك، فلن تصيبك المفاجأة، أو الخوف من القادم الجديد، بل على العكس تماماً، ستكون مطّلعاً وعلى علم بما يستجد، وما تستند إليه من معرفة تكون كرصيد يدفع بك نحو تلقي الجديد بمهارة، وتوظيفه لما يخدمك ويساندك في مهامك الحياتية.
المؤلف وقائد حلقات التنمية البشرية جاك كانفيلد، الذي يعد مدرباً ورجل أعمال ناجحاً، بسبب منهجه الذي يقوم على تطوير الذات، له كلمة موجزة ومعبرة، جاء فيها: «المؤسف فعلاً ألا يتغير في أيامك إلا التاريخ». وأعتقد أن نقطة التغير تحديداً، مهمة جداً، ومع الأسف كثير من الفتيات والشباب، لا يدركون أثرها ووقعها المدوي على مسيرتهم المستقبلية، أعتقد أن لدينا حالة من عدم الفهم بكيف نتغير، وكيف نضع التغير منهجاً حياتياً، بل إن البعض يرفض مبدأ التغير، ويعتقد أنه يعني تبديل العادات والقيم والتقاليد، وهذا خطأ ولبس يقع فيه الكثير، لأن العادات والتقاليد وقيمنا راسخة، هي بمثابة العقل والروح. التغير الإيجابي المطلوب في طرق تعاملنا، ومعرفتنا، وتفكيرنا، ونظرتنا للواقع والمستقبل، وذلك من خلال زيادة معلوماتنا والمزيد من الاطلاع والقراءة والتعلم.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"