- إعداد: هشام مدخنة
يحتاج أكثر من 100 مليون عامل في 8 دول فقط إلى تغيير وظائفهم بحلول عام 2030، وبحسب نتائج أبحاث «المنتدى الاقتصادي العالمي» سيعمل ما يقرب من ثلثي الأطفال الذين بدأوا الدراسة للتو في وظائف لم يتم اكتشافها بعد.
لقد أدت جائحة «كوفيد- 19» إلى تسريع التحول التقني بدرجة كبيرة، ووفقاً لبيانات نشرتها شركة الاستشارات «ماكينزي» حول مستقبل العمل بعد الجائحة، فإن 12% من الناس، قد يحتاجون إلى تغيير وظائفهم بحلول نهاية العقد، أكثر مما كان متوقعاً قبل الأزمة.
وأشار التقرير إلى احتمالية خلق عدد جديد من الوظائف في المستقبل، وتم الاستشهاد بتقرير «مستقبل العمل» الصادر عن «بنك أوف أمريكا» مؤخراً، والذي ينظر أكثر إلى المستقبل، آخذاً بعين الاعتبار إنشاء أدوار وظيفية جديدة.
وأشار الخبراء الاستراتيجيون في «بنك أوف أمريكا» إلى أن العديد من تقنيات الجيل التالي، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع المعزز والافتراضي، لا تزال في مهدها.
ومع ذلك، فقد جادلوا بأنه سيكون من الأساسي توقع الوظائف اللازمة للعمل في مجالات الابتكار هذه حتى يتمكن الأشخاص من تكييف مهاراتهم مع التعليم الذي يتطلبه مكان العمل الجديد في المستقبل.
ثلثا الأطفال الذين بدأوا الدراسة حالياً سيعملون في وظائف لم تكتشف
جائحة «كوفيد- 19» أدت إلى تسريع التحول التقني بدرجة كبيرة
وسلط فيليكس تران، الخبير الاستراتيجي في «بنك أوف أمريكا»، والمؤلف الرئيسي للتقرير، الضوء على مجموعة من الأمثلة التي قد تتحول إلى وظائف محتملة في المستقبل، وذلك بناءً على الرؤى الواردة والأبحاث الموضوعية السابقة التي أجراها البنك الاستثماري الشهير فما هي تلك الوظائف الجديدة، والمتوقع أن تطفو على سطح قطاع الأعمال خلال وقت ليس ببعيد؟
دليل سياحي للفضاء
أوضح تران أن تسويق الفضاء آخذ في التسارع وسيكون هناك مزيد من الأشخاص ممن يرغبون على الأرجح في السفر إلى الفضاء السحيق، الأمر الذي يحتاج إلى مرشدين سياحيين من أجل السلامة.
مخطِّط أوقات الفراغ
أظهرت بيانات المنتدى الاقتصادي العالمي المشار إليها في التقرير أن البشر والآلات يمكن أن يقضوا قدراً متساوياً من الوقت في مهام العمل بحلول عام 2025، مع زيادة الأتمتة. وقال تران إن هذا يُحرر البشر من الوقت الذي يقضونه في «المهام اليومية العادية والمتكررة»، ما يعني المزيد من الوقت الترفيهي في المستقبل والذي يمكن أن ينظمه شخص آخر.
عالم لحوم
مع ظهور اللحوم المُستزرعة، أوضح تران أنه سيتوجب على مهندسي الأغذية زراعة اللحوم ومراقبتها في أطباق مخبرية، وكانت شركة دجاج «إيت جست» أول شركة تبيع هذا النوع من اللحوم الذي يجري إنتاجه في المختبرات في سنغافورة أواخر 2020.
مؤثر الواقع الافتراضي
وصل الواقع المعزز والواقع الافتراضي إلى نقطة مؤثرة، كما قال تران، الذي جادل بأن هذا الدور سيكون امتداداً طبيعياً لظاهرة «الشخص المؤثر» في وسائل التواصل الاجتماعي التي تحدث اليوم. وكان دور المؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي قد انفجر خلال العقد الماضي، وحصد نجوم كبار من خلاله ملايين الدولارات لكل منشور على «إنستجرام».
جراح طب النانو
أوضح تران أن آلية الطب في المستقبل يمكن أن تكون صغيرة جداً وعلى مقياس «ناوني»، وشبّه ذلك بأنه يمكن للمرضى ابتلاع الطبيب الروبوتي بالكامل لتمكينه من علاجهم.
عالم بيولوجيا الذكاء الاصطناعي والحوسبة الجينية
إن تقنيات مثل مصفوفة «كريسبر» (المتكررات القصيرة المتناظرة والمتباعدة بانتظام) والتي تسمح بتغيير تسلسل الحمض النووي، تُعطل صناعة الرعاية الصحية. وعلى سبيل المثال، ادعى العلماء في نوفمبر الماضي أنهم تمكنوا من استخدام تقنية «كريسبر» لتحديد الجينات التي يمكن أن تحمي من فيروس «كوفيد-19».
استراتيجي إعادة بناء الزراعة
قال تران إن استخدام الأراضي الزراعية والغابات بشكل استراتيجي يسيطر على الكربون، وهي إحدى الطرق المفيدة في تقليل الانبعاثات، لذلك ستكون هناك حاجة إلى وجود عمال في المستقبل يخططون كيفية إعادة استخدام الأراضي حول العالم.
مهندس جيولوجيا المناخ
قد يتم تكليف علماء المستقبل بإيجاد طريقة لتبريد الكوكب بسرعة باستخدام كيماويات الستراتوسفير وعلى سبيل المثال، تنبعث من الانفجارات البركانية غازات وجزيئات مثل ثاني أكسيد الكبريت الذي له دورٌ في تبريد الأرض لذلك فإن رش الكبريتات بشكل يشبه ثوراناً بركانياً من صنع البشر، يمكن أن يسهم أيضاً في تبريد الكوكب وهي مهمة قد تُسند إلى مهندس جيولوجيا المناخ في المستقبل.
مبرمج خوارزمية أخلاقية
يرى تران أن التكنولوجيا الكبيرة ليست متنوعة وشاملة، كما نعتقد، والروبوتات ليس لديها أخلاق مثل البشر، ما يعني أن العمال سيكونون بحاجة إلى تطوير مدونة أخلاقية للذكاء الاصطناعي، وسيكونون بحاجة لمبرمج خوارزمية حيادي غير متحيز لأي طرف.
وقال «بنك أوف أمريكا» في بحث موضوعي سابق إن سوق «تكنولوجيا التنوع والشمول» ينمو بسرعة، مستشهداً ببيانات المنتدى الاقتصادي العالمي بأن حجم السوق الإجمالي قُدّر بنحو 100 مليون دولار عام 2019.
مدير خصوصية البيانات
أشار تران في تقريره إلى أن البيانات الشخصية معرضة بشكل متزايد لخطر الهجمات الإلكترونية والقرصنة، لذلك من الضروري جداً وجود عمال متخصصين في منع حدوث مثل هذه المشكلات وحلّها بكفاءة إن حدثت.
