عادي
فازت بالمركز الأول بجائزة البُردة عن «الشعر»

هبة الفقي: القصيدة الجميلة تظهر عمق رؤية كاتبها

23:51 مساء
قراءة 4 دقائق
هبة الفقي

حوار: نجاة الفارس
أكدت الشاعرة المصرية هبة الفقي التي حصلت أخيراً على المركز الأول في جائزة «البُردة» فئة الشعر الفصيح، أن مدح الرسول الكريم، والوقوف على آثار سيرته العطرة، من أسمى رسائل الشعر وأغلاها، وأن قصيدتها الفائزة انبثقت من حبّ الرسول الكريم وقراءة سيرته العطرة، والغوص في معاني تفرّده وعمق رسالته؛ وقالت: «كتبت كثيراً ومزّقت كثيراً، حتى اتّقدت شعلة الشعر بداخلي ووصل أثرها إلى كل من حولي». وأضافت في حوار مع «الخليج»: «أحاول دائماً أن أنوّع في روافدي الشعرية، فأقرأ لكل المدارس، ومن كل العصور. كما أن دراستي لعلم النفس كانت من أجمل الأمور التي قمت بها، فهي تدخل في كل المجالات حتى الشعر.. لأن القصيدة الجميلة هي التي تُظهر بُعد فكر صاحبها وعمق رؤيته وتنوع ثقافته وامتلاك أدواته الفنية بمهارة ورشاقة».

* ماذا يمثل لك الفوز بجائزة «البُردة»؟ وكيف تنظرين إلى دور المهرجان في إثراء الحركة الثقافية؟

الفوز بجائزة «البُردة» شرف كبير لأي شاعر؛ فالتنافس يكون في أسمى المعاني وأجلّها، في مدح سيد الخلق،محمد، صلى الله عليه وسلم، وهذا في حد ذاته فوز عظيم، ومكانة تهفو لها القلوب وتسمو بها النفوس. كما أن البُردة جائزة رجوتها كثيراً، ولم أشارك بها من قبل، وقد وفقني الله تعالى للمشاركة هذا العام في دورتها الجديدة، وفزت بالمركز الأول في الشعر. وسيظل مدح الرسول الكريم، والوقوف على آثار سيرته العطرة من أسمى وأغلى رسائل الشعر. ومن هذا المقام أيضاً اكتسب مهرجان البُردة قيمته الكبرى، حيث يرتكز على السيرة الشريفة للنبي المصطفى، والقرآن الكريم، والحديث الشريف، والأعمال التي تستلهم من ذلك إبداعها وجمالها. ولقد أصبح للمهرجان أثر كبير في إثراء الحياة الثقافية، وأصبحت منصته عالمية تهتمّ بتنوع الثقافة الإسلامية، وتكرّم الإبداع المتميّز في الأنماط الفنية الإسلامية التقليدية، وتقدم تقديراً للغة العربية وجمالياتها، وتستقطب الشعراء والخطاطين والفنانين من جميع أنحاء العالم.

متيمة بالنور

* كيف انبثقت قصيدتك«متيّمة بالنور» الفائزة بالجائزة؟ وكيف كانت طقوس كتابتها؟

لم يكن لكتابتها طقوس، إلّا حب الرسول الكريم وقراءة سيرته العطرة، والغوص في معاني تفرده وعمق رسالته. والكتابة لرسولنا الكريم ليست سهلة، فهو النبي الأعظم الذي أعلى ربه ذكره في كتابه الكريم، وكتب عنه المؤرخون والكتاب في كل زمان ومكان ومن كل الأديان والأوطان، ونحن نحاول أن نزداد بوصفه رفعة وبمدحه شرفاً، فهو الذي يعلو فوق كل حرف ووصف، ونحن نحاول بما نملكه من حب وشعر الوقوف على باب عظمته.. والله الميسّر والموفّق.

شعلة الشعر

* كيف كانت بدايتك مع رحلة كتابة الشعر؟

البداية عصية على الوصف، قد تكون بدأت مع أنفاسي الأولى، وربما أنا التي بدأت معها أنفاسي الحقيقية، لا أستطيع ملامسة ملامحها، أو وصف أثر إغوائها الذي جعلني دون وعي أعبر إلى عالم مختلف وساحر، هو عالم الشعر؛ لا أعرف متى وكيف كانت تلك البداية، لكنها نبتت بين خفقاتٍ من روحي، وأزهرت بين حنين ضلوعي؛ فرحلة الشعر هي عمرٌ من الجمال، أبنيه كل يوم، لبنةً من نور، ومن شعور. كنت دائماً أميل للشعر والقراءة ونشأت علاقة قوية، منذ الصغر بيني وبين الورقة والقلم، لم أكن أفهم كنهها في البداية، لكنني كنت سعيدة بها، وكنت أظن ما أكتبه ليس إلا خروجاً للمشاعر على الورق.. كتبت كثيراً، ومزّقت كثيراً، حتى اتّقدت شعلة الشعر بداخلي، ووصل أثرها إلى كل من حولي، كما أن أمي قدمت لي كل ما تستطيع من دعم، لثقتها بي وبما وهبه الله لي.

حاولت جاهدة أن أخطو بثقة ونجاح ما بين الشعر والدراسة وحب الأدب والثقافة، حتى وصلت إلى الجامعة، وأصبحت مسؤولة عن النشاط الثقافي فيها، وامتدّ الأمر حتى أصبحت رئيسة اتحاد طالبات كلية البنات بجامعة عين شمس، ومسؤولة النشاط الثقافي فيها، وظللت على هذه الحال حتى جاء الزوج، ذلك المشجّع الأول، والداعم الدائم، الذي ظل يقدم لي أكثر مما كنت أتمنّى، فكان بحق هدية الله على الأرض، لذلك فأنا مدينة له بالفضل ولجميع من غرسوا وحرثوا، وزرعوا ورعوا موهبتي، حتى نمَت وأثمرت ما حييت.

تنويع

* مَنْ أهم الشعراء والكتاب الذين تأثرت بهم؟

أحاول أن أنوع في روافدي الشعرية، لذلك أقرأ لكل المدارس الشعرية وفي كل العصور، وأتأثر دائماً بكل حرف جميل وفكر قيم ونفَس متدفق، أما من أحب القراءة لهم فهم: أحمد شوقي، والمتنبي، والبوصيري، والبحتري، وبهاء الدين زهير، والشريف الرضي، وصفي الدين الحلي، وحافظ إبراهيم، وعبد الرزاق عبد الواحد، والبردّوني، وغيرهم كثر.

* كيف أثّرت دراسة علم النفس في عوالمك الشعرية؟

دراسة علم النفس كانت من أجمل الأمور التي قمت بها، فهي تدخل في كل مجالات حياتي حتى في الشعر، وإذا كان علم النفس يغوص في النفس البشرية لاكتشاف ما بها من انفعالات، فإن الشعر أيضاً يغوص بها ليلامس هذه المشاعر بأنامله الذهبية، ويصفها بريشته السحرية، ويسمو بها إلى سماوات بهية، لذلك فقد استفدت كثيراً من هذا العلم في مشواري الأدبي.

تفاؤل

* ما المحطة الأبرز في مسيرتك الأدبية؟

هناك محطات أعتز بها وأتذكرها في كل خطوة جديدة، ولكن ستظل أهمها هي جائزة «البُردة» لعظم قدر هذه الجائزة عندي، ولمكانتها الدينية والثقافية الكبرى، ومحطة «أمير الشعراء» أيضاً، فهي تجربة طويلة ومهمة فتحت لي آفاقاً جديدة ووهبتني هالة ضوئية دخلت بها قلوب جماهير الشعر في كل مكان، وكل يوم يمرّ من عمري أعدّه محطة جديدة، أتعلم منها كثيراً وأنتقل بعدها إلى محطة أخرى بكل إيمان وتفاؤل ومحبة.

* ما صفات القصيدة الجميلة برأيك؟

القصيدة الجميلة هي التي تستطيع بفتنتها أن تزرع في قلوب محبّي الشعر زهرة لا ينفد عبيرها، ولا ينقطع سحرها، وهي التي تظهر بشكل جديد ومبهر عند قراءتها في كل مرة، وهي القصيدة التي تُظهر بُعد فكر صاحبها وعمق رؤيته وتنوّع ثقافته وقدرته على امتلاك أدواته الفنية بمهارة ورشاقة.

* ما عملك الأدبي القادم؟

أعمل على إنهاء مجموعتي الشعرية الجديدة وتقديمها للطباعة، ولديّ بعض المشروعات الأدبية التي أعكف على إنجازها وإخراجها للنور، آملة أن تجد التوفيق من الله والقبول من جمهور الشعر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"