عادي

البيرو تسابق الوقت لإنقاذ الطيور من التسرب النفطي الهائل

22:40 مساء
قراءة 3 دقائق
البيرو

تسابق حديقة حيوانات الوقت في ليما لإنقاذ عشرات الطيور البحرية، من بينها طيور بطريق محمية، بعد تسرب ستة آلاف برميل من النفط الخام قبالة سواحل البيرو بسبب ارتفاع الموج إثر ثوران بركان في جنوب المحيط الهادئ ضرب مصفاة تكرير.
نُقل أكثر من 40 طائرا، بما فيها طيور البطريق هومبولت التي يصنفها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على أنها معرضة للخطر، إلى حديقة حيوانات «باركي دي لاسليينداس» بعد إنقاذها من الشواطئ والمحميات الطبيعية المتضررة.
وقالت عالمة الأحياء ليزيث بيرموديث لوكالة فرانس برس فيما كانت تهتم بطائر «لم نشهد مطلقا أمرا مماثلا في تاريخ البيرو. لم نعتقد أن تأثير ذلك سيكون بهذا الحجم».
يقوم فريق من الأطباء البيطريين برعاية الطيور وغسلها بمنظفات خاصة لإزالة النفط الذي يتسبب في اختناقها.
كما أعطيت الحيوانات أدوية مضادة للفطريات والبكتيريا وفيتامينات.
وقالت بيرموديث إن «مصير الطيور غير واضح. نحن نفعل كل ما في وسعنا».
أعلنت البيرو حالة طوارئ بيئية بعد تسرب حوالى 264 ألف غالون (1,2 مليون لتر) من النفط الخام في البحر السبت الماضي عندما ضرب الموج العاتي ناقلة لموج عات أثناء تفريغ حمولتها في مصفاة تكرير.
ونتج الموج العاتي بشكل غير طبيعي عن ثوران بركان تحت البحر قرب أرخبيل تونغا.
وأدى التسرب النفطي إلى تلوث شواطئ وأضر بصناعات الصيد والسياحة فيما تعمل فرق بلا هوادة لتنظيف الفوضى التي أحدثتها الكارثة.
وقالت وزارة البيئة الأحد إن أكثر من 180 هكتارا، أي ما يعادل حوالى 270 ملعبا لكرة القدم، من الشواطئ و713 هكتارا من البحر تضررت فيما تسببت التيارات البحرية في انتشار النفط المتسرب على طول الساحل.
وحذّرت وزارة الصحة الأشخاص الراغبين في السباحة بعدم الذهاب إلى 21 شاطئا على الأقل من الشواطئ المتضررة.

طعام الطيور ملوث 

وقال عالم الأحياء غييرمو راموس من خدمة «سيرفور» للغابات في البيرو إن المزيد من الحيوانات ستموت إذا انتشر النفط.
وأضاف «هناك أنواع تتغذى بالقشريات والأسماك التي تلوثت» بفعل الحادث.
وأشار إلى أن طواقم «سيرفور» عثروا على العديد من الطيور النافقة وثعالب البحر على شواطئ ومحميات طبيعية منذ التسرب النفطي.
ويعتمد أكثر من 150 نوعا من الطيور في البيرو على البحر للتغذية والتكاثر.
ومن بين الطيور التي أنقذت أنواع مختلفة من طيور الغاق وستة من بطريق الهومبولت.
وقال خوان كارلوس ريفيروس، المدير العلمي في منظمة «أوسيانا بيرو» غير الحكومية، إن النفط قد يؤثر على القدرة الإنجابية لبعض الحيوانات ويسبب تشوهات خلقية، خصوصا لدى الطيور والأسماك والسلاحف.
وطلبت الحكومة تعويضات من شركة النفط الإسبانية «ريبسول» التي تملك الناقلة.
لكن الشركة تنفي مسؤوليتها، قائلة إن السلطات البحرية لم تصدر أي تحذير من موجات غير طبيعية بعد ثوران بركان تونغا.
وقال خايمي فرنانديز كويستا، رئيس «ريبسول» في البيرو الأحد، إن الشركة الإسبانية تبذل كل ما في وسعها للتخفيف من الأضرار البيئية.
وصرح لبرنامج «بونتو فينال» التلفزيوني «نحن نبذل قصارى جهدنا لمعالجة هذه الكارثة بأسرع ما يمكن».

إزالة التسرب تستغرق حتى نهاية فبراير

وقالت شركة ريبسول الإسبانية للطاقة، الأسبوع الماضي، إن عملية إزالة تسرب نفطي ضخم على الساحل بالقرب من ليما عاصمة بيرو ستستغرق حتى نهاية فبراير/شباط في حادث بيئي أعلنت الحكومة أنه «كارثة».
وقالت الحكومة إن الأمواج جرفت فقمات وأسماكاً وطيوراً نافقة إلى الشاطئ في الوقت الذي تم فيه تعليق أنشطة الصيد في المنطقة. وقالت ريبسول إنها استعانت بصيادين للمساعدة على إزالة النفط.
وتعد مياه المحيط الهادي الواقعة قبالة بيرو مصدراً مهماً للحياة البحرية والمأكولات البحرية لسكان بيرو.
وقالت الحكومة إن نحو ستة آلاف برميل من النفط تسربت من شركة ريبسول في المحيط الأسبوع الماضي بالقرب من مصفاة لا بامبيلا، وهو ما أنحت الشركة باللوم فيه على موجات غير معتادة نجمت عن ثوران بركاني في تونجا.
وامتنعت الشركة عن تحديد حجم التسرب وقالت إنها لا تزال تقيم التأثير.
(أ.ف.ب - رويترز)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"