عادي
الرئيس الإقليمي لـ «ويسترن يونيون» في حوار مع الخليج :

الإمارات من أكبر ممرات التحويلات والأسرع نمواً في المدفوعات الإلكترونية

21:24 مساء
قراءة 7 دقائق

حوار: عبير أبو شمالة

قال حاتم سليمان، رئيس منطقة الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان لدى مجموعة «ويسترن يونيون» إن الإمارات تعد من أكبر ممرات التحويلات في العالم؛ حيث تشكل التحويلات المالية في الإمارات والسعودية نسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي للدولتين. ولفت إلى أن التحويلات حافظت على مرونتها خلال عام 2020 على الرغم من تبعات الجائحة.

1
حاتم سليمان

ولفت إلى النمو القوي في المدفوعات الإلكترونية الاستهلاكية في الدولة والذي وصل إلى متوسط 9% خلال الفترة من 2014 وحتى 2019- ما يفوق متوسط النمو العالمي خلال الفترة بما لا يزيد على 5%- ويواصل النمو بقوة، ولفت إلى التوجه المتزايد نحو تبني الخدمات الرقمية في الدولة وتوقع استمرار هذا النمو؛ حيث أصبحت المدفوعات الرقمية مقبولة على نطاق واسع ودائمة. وفي ما يلي نص الحوار:

* كيف تنظرون إلى التطور في قطاع المدفوعات على المستويين الدولي والإقليمي وفي دولة الإمارات؟

- شهد قطاع المدفوعات على الصعيد العالمي طلباً هائلاً على المدفوعات الرقمية والخدمات عبر الإنترنت. وبادر عدد من مقدمي الخدمة إلى التكيّف الفوري وتسريع الابتكار الرقمي. وبالنسبة إلى دولة الإمارات، نرى توجهاً متزايداً نحو تبني الخدمات الرقمية ونتوقع استمرار هذا النمو؛ حيث أصبحت المدفوعات الرقمية مقبولة على نطاق واسع ودائمة. وبحسب «ماكنزي» نما عدد معاملات الدفع الرقمية الاستهلاكية في الإمارات بمعدل سنوي فاق نسبة 9% بين عامي 2014 و2019، مقارنة بالنمو السنوي في أوروبا؛ حيث تراوحت نسبته بين 4% و5%. ويقول الخبراء الماليون في الشرق الأوسط: إن المحافظ الرقمية ستكون طريقة الدفع المفضلة في المنطقة، وبما يتجاوز منطقة آسيا التي تتميز بمنظومات أكثر نضجاً للمحافظ الرقمية.

وتعد الإمارات أحد أكبر ممرات تحويل الأموال في العالم. وشكلت التحويلات المالية في المملكة العربية السعودية والإمارات نسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي للدولتين.

وقد حافظت أعمال «ويسترن يونيون» الرقمية على نموها؛ حيث نمت عائدات تحويل الأموال الرقمية بنسبة تفوق 10% خلال الربع الثالث من عام 2021. وشكّلت التعاملات الرقمية في الربع الثالث نسبة 37% من إجمالي التعاملات ونسبة 24% من إيرادات قطاع المستهلكين. كما حافظنا على مكانتنا خلال الفترة نفسها كأكثر التطبيقات تحميلاً، ونما المعدل الشهري لمستخدمي الموقع الإلكتروني النشيطين بنسبة 8%.

كورونا وتداول النقد

* ما رأيكم في تأثيرات جائحة «كوفيد-19» على أداء القطاع بشكل عام؟

- خلال الجائحة، احتاج قطاع المدفوعات لتسريع الوصول إلى الخدمات الرقمية على المستوى العالمي، ولخدمة العملاء الجدد الذين كانوا يسعون لاستخدام المنصات الرقمية عند تعذّر إمكانية الذهاب إلى المنافذ أثناء عمليات الإغلاق.

لم يقتصر تأثير الجائحة على زيادة الطلب على الرقمنة فحسب؛ بل شهد طلباً مستداماً أيضاً على النقد. وأظهرت بيانات الاحتياطي الفيدرالي أن تداول النقد (في الاقتصاد الأمريكي) ارتفع بنسبة 16% سنوياً، وهي زيادة بالمقارنة مع معدل النمو قبل الجائحة.

ويؤكد هذا الأمر أهمية توفير الشركات لقنوات تزيل الحواجز بين المدفوعات الرقمية والنقدية، بغض النظر عن مدى سرعة التحوّل الرقمي.

تجاوبنا في «ويسترن يونيون» مع هذا التوجه من خلال خدماتنا متعددة القنوات لضمان قدرة العميل على إرسال الأموال واستلامها بأكثر الطرق ملاءمة، سواء أكان ذلك عبر محفظة الهاتف المتحرك أو الموقع الإلكتروني أو أكشاك الخدمة الذاتية أو في المتجر.

وحافظت التحويلات على مرونتها خلال عام 2020؛ حيث دعمت الدول والمجتمعات التي كانت بأمسّ الحاجة إليها. وفاقت معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي التي توقعها البنك الدولي في البداية.

وفقاً للبنك الدولي، بلغت تدفقات التحويلات المسجلة رسمياً إلى الدول منخفضة ومتوسطة الدخل 540 مليار دولار في عام 2020، أي أقل بنسبة 1.6% فقط من إجمالي تدفق التحويلات عام 2019. وكان هذا الانخفاض أقل بكثير من الانخفاض في الاستثمار الأجنبي المباشر في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل والذي تراجع- باستثناء التدفقات إلى الصين – بنسبة أكثر من 30% في عام 2020.

ونتيجة لذلك، تجاوزت تدفقات التحويلات إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في عام 2020 مجموع الاستثمار الأجنبي المباشر (259 مليار دولار) ومساعدات التنمية من الخارج (179 مليار دولار).

العديد من الاقتصادات النامية ما تزال تواجه الآثار المدمرة للجائحة، وخاصة الاقتصادات المدعومة بقوة من قطاع السفر والسياحة، والبلدان التي تفتقر إلى الموارد الطبية والاستعداد لمكافحة الأوبئة.

وقد أصبح مرسلو التحويلات بشكل أساسي يعملون في الخطوط الأمامية للأمن الاقتصادي مع تزايد الصعوبات بمرور الوقت.

القيود التي تفرضها جائحة «كوفيد-19» لها تأثير خطر على تدفقات الهجرة العالمية. هذا تطور خطر يمكن أن يعرض تعافي الاقتصاد العالمي للخطر.

* ما توقعاتكم لنمو المدفوعات على مستوى العالم والتطورات المحتملة في المرحلة المقبلة؟

- شهدنا زيادة الابتكار الرقمي في كل المواقع، من المحافظ الرقمية إلى العملات المشفرة والتكنولوجيا التنظيمية، ونتوقع استمرار التوجهات التصاعدية لنمو التعاملات الإلكترونية في السنوات القادمة. ونتوقع زيادة المدفوعات الفورية واستخدام المحافظ الرقمية بصورة متزايدة، مع تفاوت معدلات النمو حسب البلدان.

تعاون استراتيجي

* هل لك أن تطلعنا على أعمالكم في المنطقة وفي دولة الإمارات؟ وكم تبلغ حصتكم السوقية فيها؟

- تقدم «ويسترن يونيون» خدمات تحويل الأموال في الإمارات لمدى يزيد على 20 عاماً، ولديها أكثر من 900 موقع لوكلاء التجزئة.

وفقاً لبيانات المراجعة الاقتصادية الفصلية للمصرف المركزي في دولة الإمارات، زادت التحويلات الشخصية الصادرة من الإمارات بنسبة 8.7% أو بقيمة 3.6 مليار درهم في الربع الثاني 2021، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.

في وقت سابق من هذا العام، أطلقنا تعاوناً استراتيجياً في دولة الإمارات مع شركة الفردان للصرافة، لتقديم حلول شاملة ومتكاملة لقاعدة عملائنا المشتركة، بما يتيح لعملائنا تحويل أموال أكثر بأسعار تنافسية للغاية، وبصورة أكثر شفافية وملاءمة وسرعة أكبر.

أتاح هذا التعاون لعملائنا تحويل 183.600 درهم في كل معاملة، على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومباشرة إلى حسابات بنكية حول العالم عبر الموقع الإلكتروني وتطبيق الهاتف المحمول وفي مواقع وكلاء التجزئة التابعة لشركة الفردان للصرافة.

ويمثل عملاؤنا في المنطقة مزيجاً من المغتربين الأثرياء والمواطنين الإماراتيين الذين يمكنهم الآن تحويل الأموال بين الحسابات البنكية عبر البلدان لدفع أسعار المشتريات عالية القيمة مثل العقارات أو الدفعات المالية مثل الرهون العقارية والاستثمارات.

وفي الآونة الأخيرة، قمنا بدمج حلّ الهوية الرقمية الوطنية في موقعنا الإلكتروني وتطبيق الهاتف المتحرك للمصادقة الفورية بالتعاون مع شركة الفردان للصرافة. تعمل هذه المبادرة كعامل تمكين رئيسي لجهود التحول الرقمي في الإمارات وخطوة منا لتعزيز تجربة العملاء الرقمية في المنطقة.

المنافسة من البنوك

* كيف تجدون آثار التحوّل الرقمي على القطاع وعلى شركات الصرافة مع دخول العديد من المنافسين إلى السوق، وخاصة شركات التكنولوجيا المالية؟ وكيف ترون المنافسة من البنوك التي بدأت تستحوذ على حصة متزايدة من السوق خلال السنوات القليلة الماضية؟

- نعتقد أن الابتكار يأتي في مقدمة المزايا التنافسية، سواء كان ذلك يعتمد على التقنيات السحابية المتطورة والذكاء الاصطناعي لتعزيز تدفقات المدفوعات الدولية، أو لزيادة قابلية التشغيل البيني من الأطراف الخارجية، أو لإعادة تشكيل منظومة خدمة المستهلك من خلال الشراكات لتصبح متعددة القنوات في كل مكان.

وتساعد الشراكة مع منصات خارجية رائدة أخرى في الأسواق الجديدة على الوصول إلى عملاء إضافيين وتلبية احتياجاتهم. وسيكون لهذا الأمر أهمية متزايدة؛ حيث نتوقع أن يعمل الناس عبر الحدود بصورة أكثر مما مضى.

في «ويسترن يونيون»، أنجزنا ذلك من خلال شراكات استراتيجية مع «جوجل باي» وأمازون«وولمارت» وبنك «إس تي سي»، والكثير غير ذلك. وبفضل أوجه التعاون المختلفة التي أتاحت لنا توسعة ما نقدمه من خيارات للمدفوعات، مكنت منصتنا الدولية ملايين الأفراد في الاقتصادات الناشئة من الانتقال إلى مستوى دولي، والتواصل مع الاقتصاد العالمي بطرق جديدة كانت بعيدة عن متناولهم من قبل.

تهديدات غير مسبوقة

* كيف يمكن لشركات تحويل الأموال أن تحافظ على وجودها وقدرتها التنافسية في ظل التحول الرقمي والتطورات السريعة في المدفوعات الإلكترونية؟

- يجب على الشركات العمل بشكل متواصل للتركيز على العملاء وتلبية احتياجاتهم الفريدة بشكل متزايد.

ومما لا شك فيه أن تسارع التحول الرقمي يفتح الباب أمام تهديدات غير مسبوقة، وسيتعين على الشركات الدفع نحو الاستفادة من التقنيات المتقدمة لإنشاء أنظمة أكثر أماناً، وتصميمها خصيصاً بما يعزز حماية العملاء لأموالهم وبياناتهم وتعاملاتهم.

ويعتمد كل تحويل للأموال على الثقة، وتلك الثقة هي معيار النجاح وأساس النمو في المستقبل. ويتطلب الحفاظ على هذه الثقة رقابة مستمرة، مع إعداد التقارير واليقظة التامة في جميع أنحاء العالم.

شبكة رقمية تربط مليارات الحسابات

حول العملات الرقمية قال حاتم سليمان: تضم شبكتنا حوالي 600,000 وكيل في أكثر من 200 دولة، وممرات تشمل 20,000 منطقة. كما نمتلك إحدى أكبر الشبكات الرقمية التي تربط مليارات الحسابات، بما في ذلك المحافظ والبطاقات الرقمية في أكثر من 125 دولة، وأكثر من 100 دولة بنظام مدفوعات فوري. ويمكن دمج هذه الأصول بقوة مع إمكانات أخرى مثل العملة الرقمية لسد الفجوة بين العملات الرقمية وأنظمة الدفع الحالية.

نعتقد بأن رغبة المستخدمين باستبدال عملاتهم النقدية بأخرى رقمية في سياق التحويلات ما تزال غير مؤكدة. وفي الواقع، تشير أبحاث العملاء اليوم إلى أن الاستخدامات الأساسية للعملات المشفرة من قبل مرسلي التحويلات ترتبط بأغراض الاستثمار وليس بمجرد تحويل القيمة.

في حال أتاحت العملات الرقمية لعملائنا أداة للمدفوعات، فسيكون دمجها في منصتنا بمثابة إضافة عملة إضافية واحدة إلى قائمتنا الحالية التي تضم أكثر من 130 عملة أخرى.

تمثل العملات الرقمية ابتكاراً مهماً، ولكنها في النهاية لا تلغي الحاجة إلى العناصر الرئيسية في حركة الأموال عبر الحدود، والتي تشتمل على إمكانيات الامتثال للأنظمة والأمان والعملات الأجنبية والتسوية والدفع والاستلام والمزيد غير ذلك، والتكاليف المرتبطة بهذه الإمكانيات. ولدينا القدرة على توفير هذه العناصر الرئيسية على نطاق عالمي، ولهذا السبب ترغب العديد من أكبر شركات التكنولوجيا مثل«جوجل» و«علي بابا» بالشراكة معنا، ليس كمجرد منصّة تشغيل وإيقاف، بل لتوفير المسارات التي تُمكن حركة الأموال عبر الحدود.

نحرص على استكشاف فرص تقييم آثار عملات البنوك المركزية الرقمية، من خلال جمع بيانات فعلية لاختبار حالات الاستخدام المختلفة وفرضيات القيمة. كما نسعى للتأكد من اتباعنا لنهج متوازن في الاستفادة من هذه الفرصة الجديدة في الحفاظ على نظام مدفوعات فعال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"