عادي
اختتم فعاليات دورته الـ 24

العالم يتحدث لغة واحدة في مهرجان الفنون الإسلامية

23:59 مساء
قراءة 3 دقائق
عمل للفنان مصعب الدوري

الشارقة: عثمان حسن

قدّمت الدورة ال 24 من مهرجان الفنون الإسلامية «تدرجات»، التي انطلقت فعالياتها في الخامس عشر من شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في متحف الشارقة للفنون، إضافة نوعية في رصيد المهرجان الذي تأسس في عام 1998، وتنظمه إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة، بحيث يمكن تأكيد فرادة هذا المهرجان الذي يعكس حيوية الفنون الإسلامية، وما تقدمه من عمق تعبيري ومن خلال لغة فنية عالمية.

كانت فعاليات الدورة الجديدة من المهرجان التي اختتمت أعمالها يوم أمس الأحد، قد تميزت بنوعية ما قدم فيها من مشاركات لجهة تأصيل الفنون الإسلامية، وترسيخ حضورها في فنون العالم المعاصر، فقد شارك في الدورة الجديدة نحو 63 فناناً من 27 دولة بينها (العراق، مصر، السعودية، قطر، اليمن، والبحرين، سلطنة عمان، الكويت، سوريا، إسبانيا، فرنسا، الهند، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، الدنمارك، كندا، هونج كونج، وألمانيا، وصربيا التي شاركت للمرة الأولى في المهرجان، وهؤلاء قدموا 284 عملاً على مدى 40 يوماً، تنوعت بين التجهيزات الفنية كبيرة الحجم، والحروفيات والجداريات واللوحات الخطية التي مازجت بين أصالة الخط العربي والزخرفة.

وقد اشتملت فعاليات مهرجان الفنون الإسلامية على نحو 98 ورشة فنية مثل: ورشة كتابة السطر وضبط الحروف، وورشة مراحل تنسيق السطر في الخط الديواني، وورشة تصميم اللوحة، وغيرها من الورش، كما احتضن المهرجان العديد من التجارب المعاصرة من بينها عروض فنية مرئية، قدمت رؤيتها الخاصة لمفهوم «تدرجات» لهذا العام.

ما يميز هذه الدورة هو الزيادة الملحوظة في عدد الورش الفنية وبلغت نحو 151 فعالية تنوعت بين المنحوتات والتراكيب والتجهيزات الفنية التي قاربت مفهوم «تدرجات» بمختلف الأدوات والوسائل التعبيرية، وشكلت في مجموعها تراكماً فريداً في المنجز الفني الإسلامي، فيما يحمل القيم الجمالية والبصرية التي تحاكي مفهوم المطلق واللانهائي، كما تجسد الوحدة في التنوع، وتلامس تلك الروحانيات التي تتناغم مع جوهر الوجود الإنساني، على النحو الذي فهمه الفنان المسلم، فترجمه من خلال تلك الرؤى والإشراقات التي تجسدت في اللون وانعكاساته وفي الأبعاد الجمالية والصيغ التعبيرية في التراكيب والمجسمات والمنحوتات التي مثلت في مجموعها صياغة بصرية قوية في دلالاتها الفنية واللغوية، وفي ما تقدمه من ثقافة ومعرفة، تضيف الكثير لفنون العالم.

تجارب دولية

واحتضنت الدورة ال 24 من «الفنون الإسلامية» تجارب دولية ضمن معارض فردية وجماعية، وأقيمت في مختلف مناطق الشارقة، ك «متحف الشارقة للفنون» الذي ضم أعمالاً كثيرة تجلت فيها روعة الفنون الإسلامية من بينها: «أنوار القلوب» للدكتورة نجاة مكي، «العرف الجماعي» لأنا فوجوفيتش، «ترتيب الوحي» لآنا كبرفاسر، «الفن والعمارة والشعر» لبن جونسون، «الخلود» قادم لعبيد البدور، «مصلى يتسامى» لجاسم النشمي الذي حاكى النظرية الإسلامية في فضاء الزخرفة الإسلامية التقليدية والفضاءات ثلاثية الأبعاد.

واحتضن متحف الشارقة كذلك: «صلاة الاتحاد» لجي هي كيم، «تسطير الحياة» لكريمة الشوملي و د. إيمان إبراهيم، «حساسية مفرطة» لزينب الهاشمي، «أسوار القلاع القديمة» لخوسيه كارلوس غارسيا، «أرض الخيال» لعبد الله العثمان وغيرها الكثير.

ومن الأماكن التي احتضنت قائمة من المعارض والفنون الإسلامية، «بيت الحكمة» الذي عرض عملاً لمات ماكونيل وأمل لناصر الأسودي بعنوان «هلال»، و مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار الذي أقيمت فيه معارض لها علاقة بإنجازات مؤسسية مثل معرض «تحكم لا تحكم» لدانيال إيريغي، و «سيتي سكوب» لماركو همرلنج..

ومن المعارض التي أبرزت جماليات الخط العربي احتضنت ساحة «بيوت الخطاطين» أعمالاً متميزة، من بينها «تجليات» لجلال المحارب، الذي سرد من خلاله قصة جمال الحرف العربي بإنجاز أعمال خطية متنوعة، واحتضن رواق جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية معرضاً مشتركاً بعنوان «2×2» لكل من: عبد الشكور تهلك وعمران البلوشي وفاطمة الظنحاني وفاطمة سالمين.

واحتضن «بيت الخزف» معرضاً متميزاً مشتركاً لكل من: عزيزة جاسم ووسام الصايغ بعنوان: «حرف وخزف» وتجلت فيه أبعاد وجماليات الزخرفة الإسلامية.

محاكاة

واشتملت قائمة الأماكن التي عرضت فيها أعمال فنية على جانب كبير من الحرفية في محاكاة المنظور القيمي والجمالي الإسلامي، ساحة واجهة المجاز المائية، ساحة الخط، الشرقية والوسطى، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، ومركز التصاميم، وغيرها.

كان للجانب التثقفي والتنظيري نصيبه في مهرجان الفنون الإسلامية، من خلال تركيزه على دور التقنيات الحديثة، حيث اشتملت الدورة الجديدة «تدرجات» على ثلاث محاضرات متنوعة في موضوعاتها وهي: «التقنيات الحديثة في ترميم المخطوطات والوثائق» و«الخط العربي والفنون الأخرى» و«أهمية التدرج الأكاديمي والعلمي والانتقال الفني المنضبط لطلاب العلم في فن الخط العربي»، فضلاً عن استضافة المهرجان ل 96 من الرموز الأكاديمية، والخطاطين والإعلاميين والمحاضرينَ المعروفين على مستوى العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"