عادي
الفوج الأول من الطلبة إلى المدارس اليوم

التعليم الحضوري يستنهض الميدان.. والالتزام سر الأمان

00:08 صباحا
قراءة 7 دقائق

تحقيق: محمد إبراهيم

لم يطل عمل المدارس وفق نظام التعلم عن بعد، الذي استحوذ على نصيب الأسد خلال الأسابيع الأولى من الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي الجاري 2021-2022، إذ تقرر عودة التعليم الحضوري من جديد وفق مجموعتين.

من المقرر أن يتلقى طلبة المجموعة الأولى التعليم وجهاً لوجه، اليوم الموافق 24 يناير/كانون الثاني الجاري، وتضم متعلمي رياض الأطفال والحلقة الأولى، والصفين الثاني عشر والثالث عشر في النظام البريطاني، والمقرر لهم الاختبارات الدولية والرئيسية، فضلاً عن طلبة الجامعات ويطبق عليهم نظام المرور الأخضر، على أن يعود طلبة باقي الصفوف يوم 31 الجاري.

عدد من التربويين ومديري المدارس، أكدوا أن قرار العودة للتعليم الحضوري استنهض الميدان التربوي بمختلف فئاته، وخيم على مدارس الدولة، حالة من الاستنفار، استعداداً لاستقبال الفوج الأول من الطلبة واقعياً اليوم، وفق التوجيهات الأخيرة، إذ ركزت الإدارات على تعقيم المباني المدرسية، وتفعيل الإجراءات الاحترازية وفق المستجدات.

عدد من المعلمين، أكدوا أن الالتزام بالإجراءات، والبروتوكولات الصحية، وإجراء الفحوص باستمرار، مفتاح الأمان لجميع فئات الميدان التربوي، فضلاً عن أن توفير اللقاح ضد «كورونا» لفئات الطلبة في مختلف الأعمار، غرس الطمأنينة في نفوس أولياء الأمور والطلبة، وشجعهم على خيار التعليم الحضوري من دون مخاوف أو قلق.

في وقت أكد أولياء أمور أن التطعيمات، تعدّ أداة تحفيزية للاتجاه نحو العودة الحضورية الآمنة للمدارس في إطار الطفرة الحالية لفيروس «كورونا» ومتحوراته؛ إذ إنها عززت الثقة بالقائمين على إدارة الأزمة، فضلاً عن بث الطمأنينة في نفوس الجميع في ظل استمرار الجائحة.

«الخليج» ترصد الميدان التربوي بمختلف فئاته للوقوف على استعدادات المدارس لاستقبال الفوج الأول من الطلبة، وفق نظام التعليم الحضوري للمرة الأولى في الفصل الثاني، ومدى تفاعل مجتمع التعليم مع قرار العودة إلى المدارس واقعياً.

قراءة الواقع

البداية كانت مع قراءة واقع المشهد التعليمي في الميدان التربوي، منذ انطلاقة الفصل الدراسي الثاني، الذي بدأ بتطبيق الطلبة في مختلف مراحل التعليم، لنظام التعلم عن بعد، لحين انتهاء الجهات المعنية من رصد مستجدات الوضع الصحي وفيروس «كورونا»، وتحديث إجراءات البروتوكولات الصحية المناسبة للمرحلة المقبلة، ليستحوذ نظام التعليم الافتراضي، على النصيب الأكبر في العملية التعليمية في مختلف إمارات الدولة، إذ طبق طلبة المدارس في 5 إمارات التعلم عن بعد، وبقيت إمارتا دبي والشارقة على نظام التعليم المدرسي المباشر وجهاً لوجه.

وبناء على استقرار الوضع الصحي، وجاهزية مدارس الدولة على استقبال الطلبة في جميع مراحل التعليم وتطبيق التعليم الواقعي «الحضوري»، جاء قرار العودة للمدارس وممارسة التعليم وجهاً لوجه، وفق مجموعتين، على أن تدشن المجموعة الأولى تلقي المعارف والعلوم بدءاً من اليوم، وتضم طلبة رياض الأطفال والحلقة الأولى والصفين الثاني عشر، والثالث عشر في المنهاج البريطاني والدراسين في الجامعات شريطة تطبيق نظام المرور الأخضر على الجميع، على أن تبدأ المجموعة الثانية، وتضم صفوف الحلقة الثانية والثانوية من 9 إلى 11، التعليم الحضوري الأسبوع المقبل وبالتحديد يوم الاثنين 31 يناير/ كانون الثاني الجاري.

ضوابط وإجراءات

وأقرت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الجهات المعنية بإدارة الجائحة، ضوابط وإجراءات احترازية لتسيير العملية التعليمية في الفترة القادمة، حيث يتطلب من جميع الطلبة في مختلف مراحل التعليم، الحصول على نتيجة فحص PCR سلبية لا تزيد مدتها على 96 ساعة عند أول دخول للمنشآت التعليمية، ويتطلب بعدها إجراء فحص PCR كل أسبوعين.

وشددت على تطبيق نظام المرور الأخضر لأولياء الأمور عبر تطبيق الحصن، لدخول المدارس والجامعات، مع نتيجة فحص PCR سلبية صلاحيتها 96 ساعة، مع مراعاة أن يكون التعليم عن بُعد خياراً متاحاً، في حال رغبة أولياء الأمور، باستمرار تعليم أبنائهم عن بُعد، حتى إعادة تقييم مستجدات الوضع الوبائي في الدولة. وأكدت الوزارة أن العمل قائم ومستمر لمراجعة الوضع الوبائي وتطوراته، لاسيما خلال الفترة الحالية، لتسهيل عملية العودة الآمنة، ولضمان الصحة العامة وسلامة الطلبة والمعلمين والموظفين الإداريين بجميع المنشآت التعليمية.

تحديثات ومنهجيات

عدد من أولياء الأمور (مي عبد الله، وسما عنان، وسامح عبد ربه، وريان علي، ومراد فؤاد، حمدان آل علي) أكدوا تأييدهم لاتجاه العودة الواقعية للمدارس، لاسيما عقب توفير حزمة التطعيمات التي استهدفت مختلف الفئات العمرية للطلبة في جميع مراحل التعليم، فضلاً عن التحديثات المستمرة في الإجراءات الاحترازية والبروتوكولات الصحية.

وأفادوا بأن العودة الواقعية للدراسة في الفصل الدراسي الثاني، قرار مدعوم بمنهجيات وإجراءات تضمن سلامة الطلبة، والكوادر في الميدان، لاسيما أن اللقاحات المتوفرة أسهمت في ارتفاع معدل الإقبال على التعليم الحضوري المباشر في المدارس منذ انطلاقة العام الدراسي الجاري 2021-2022، وتراجع اختيارات الأهالي للتعلم عن بعد، الذي كان يتصدر رغباتهم خلال العامين الماضين.

الطلاب (شروق صابر، وندى زيادة، عمرو محمد، خالد حمدان) أكدوا أهمية التعليم الحضوري، والدور الذي يلعبه في تمكين الطلبة من التحصيل المعرفي، معتبرين أن التعليم المباشر يسهم في تحقيق الفاعلية، والتحفيز على مواصلة عملية التعلم، وأبدوا كامل استعدادهم للالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية ومستجداتها، في سبيل الحياة الطبيعية للدراسة، كما هو الحال في السابق.

مستجدات الوضع

من جانبهم أكد المعلمون (جمال الدين محمد، ومحمود عبد الله، ورمضان أحمد، ودعاء مروان، وسارة عبد الله)، أن خطة العودة للتعليم الحضوري في الفصل الثاني للعام الدراسي الجاري، تراعي مستجدات الوضع الصحي، وتوفر سبل العودة الآمنة للجميع، ويظهر ذلك جلياً في تقسيم الطلبة وفق مجموعتين، إذ يبدأ الفوج الأول في التعليم المباشر اليوم، والثاني الأسبوع المقبل.

وأضافوا أن توفير التطعيمات لمختلف الأعمار الطلابية، والفحوصات المستمرة للجميع، والالتزام بالإجراءات والتعليمات، عوامل مهمة وفاعلة، شجعت أولياء الأمور والطلبة على العودة إلى المدارس «واقعيا»، لتلقي دروسهم بشكل مباشر، في وقت تعمل المدارس على قدم وساق لتفعيل المستجدات من الإجراءات والبروتوكولات وفق ما توصي به الجهات المعنية، لنجد حالة استنفار مستمرة، في المدارس، لاسيما عقب الإعلان عن ماهية الدراسة في الفصل الدراسي الثاني، فالجميع يركز على تلبية جميع الاحتياجات للطلبة والكوادر.

وأكدوا أن استراتيجيات التدريس شهدت تطوراً كبيراً هذا العام، إذ جاءت تحاكي مختلف الأنماط التعليمية المعتمدة، سواء التعليم المباشر أو الهجين أو الافتراضي، فضلاً عن المنهجية المعتمدة لإدارة الصفوف والمادة العلمية للطلبة في مختلف مراحل التعليم، موضحين أن «التعلم الواقعي» يستند إلى ثلاث استراتيجيات للتدريس، تضم «الصف المقلوب» للحلقتين الثانية والثالثة، إذ يدرس الطالب مفاهيم ونظريات في المنزل، وإجراء تطبيقات عملية للدرس في المدرسة، فضلاً عن استراتيجية المهام التعليمية الموجهة التي تطبق على طلبة جميع الحلقات، وتركز على دراسة المفاهيم والنظريات في الصف، ثم يؤدي الطالب التدريبات والمهارات والمهمات المصاحبة لها في المدرسة أو المنزل، وأخيراً استراتيجية التعلم الذاتي في المدرسة (جميع الحلقات)، إذ يتم تضمينها في الحصص المجدولة، وتطبق من خلال عمل الطالب على الأنشطة التعليمية منفرداً أو في مجموعات، بإشراف وتوجيه المعلم.

ضمانة حقيقية

وفي وقفة مع مديري المدارس (الدكتور فارس الجبور، وخلود فهمي، سلمى عيد، اعتدال يوسف)، أكدوا أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية وبروتوكلات الصحة تبقى الضمانة الحقيقية، للمحافظة على منابر العلم، وسلامة الطلبة والكوادر في الميدان التربوي، موضحين أن خطة العودة التدريجية لم تترك شيئاً للصدفة، مشيرين إلى أهمية دور أولياء الأمور؛ إذ إن أمن وسلامة الطلبة والطالبات يبدآن من البيت، وعلى الوالدين إدراك أهمية تلقين الأبناء كيفية التعاطي مع الإجراءات والالتزام بها داخل وخارج المدرسة.

وأفادوا بأن نتائج الاستبيانات الأخيرة، التي استهدفت أولياء الأمور حول نوعية التعليم الحضوري، كشفت عن ارتفاع معدل رغبات الأهالي في عودة أبنائهم إلى الدراسة حضورياً، وتراجع الآراء في اختيار التعليم عن بعد، بسبب توفير اللقاحات التي بثت الطمأنينة في نفوس أولياء الأمور، وأسهمت في ارتفاع معدلات رضاهم على التعليم المدرسي المباشر.

مفتاح الأمان

وأوضحوا أن اللقاحات والالتزام بالإجراءات مفتاح الأمان، والعودة «الواقعية» الآمنة للمدارس، وظهر ذلك جلياً في اشترط وزارة التربية والتعليم، حصول الطلبة والهيئات على اللقاح لدخول المؤسسات التعليمية، فضلاً عن حصول الجميع على نتيجة سلبية لفحص PCR، الأمر الذي يُسهم في تقليص الإصابات في الميدان.

وأكدوا أن إجراءات إعادة التعليم الحضوري في المدارس، ركزت على دور مدير المدرسة في التأكد من تطبيق الإجراءات الصحية المعتمدة في المدرسة، وتشكيل فرق المتابعة، لضمان صحة وسلامة الجميع، مع مراعاة تشديد الرقابة والمتابعة، لضمان التزام الجميع، معتبرين أن العام الدراسي الجاري، وضع لهم مهام جديدة لم تكن موجودة من قبل، لاسيما أنه يحمل معه ثلاثة أنماط تعليمية مختلفة سيتم تطبيقها في نفس الوقت، الأمر الذي يوسع جانب المتابعة والتدقيق والتشديد.

عوائق كبيرة

وحدثتنا المستشارة القانونية مها الجسمي، رئيسة «المها للاستشارات القانونية»، عن تجريم الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح؛ إذ أكدت أن تلقي اللقاحات «اختيار»، لأولياء الأمور والطلبة، وعدم الحصول عليه لا يشكل جريمة، ولكن سيكون هناك عوائق كبيرة تواجه غير الملتزمين بتلقي التطعيمات، لاسيما أن هناك قيوداً عليهم تمنعهم من دخول المؤسسات التعليمية، فضلاً عن هيئات ودوائر الدولة التي اشترطت الحصول على اللقاح للمرور بين أروقتها.

وأكدت ضرورة الالتزام بتلقي اللقاحات المتوفرة للبالغين والفئات العمرية المختلفة للطلبة؛ إذ تشكل أداة فاعلة لتقليص فرص الإصابة بفيروس «كورونا» المستجد ومتحوراته، التي مازالت مستمرة في المجتمعات كافة، موضحة أن الوقاية خير من العلاج، والتطعيمات أحد أهم سبل الوقاية التي تساند الجهاز المناعي للإنسان، وتعمل على تنشيطه لمواجهة الفيروس التاجي.

وأشارت إلى أن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والصحية، يعرض صاحبه إلى التجريم والمخالفة والغرامات المالية التي قد تصل إلى 20000 درهم عند التحايل بغرض التهرب من الإجراءات والتدابير الاحترازية، أو عدم الخضوع لإجراءات وتعليمات الحجر الصحي التي تحددها الجهات المعنية، ويشمل الغش أو إعطاء بيانات كاذبة، وتعمد القادم من خارج الدولة عدم الإفصاح عن واقعة قدومه من السفر أو واقعة عدم خضوعه لإجراءات الحجر الصحي وفقاً لما تحدده الجهات المعنية، واستقدام عماله أو خدم منازل من الخارج أو تمكينهم من العمل داخل الدولة دون اتباع الإجراءات والتدابير الاحترازية وتعليمات الحجر الصحي التي تحددها الجهات المعنية.

اللقاح إلزامي والفحص لابد منه

اشترطت وزارة التربية والتعليم الحصول على لقاح «كورونا» لدخول جميع المنشآت التعليمية التابعة لها مع انطلاق العام الدراسي الجديد 2021-2022، موضحة أن الحصول على اللقاح إلزامي لدخول المؤسسات، بما فيها الحضانات ومدارس التعليم العام الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي ومراكز التدريب وغيرها، فضلاً عن خضوع الجميع لنظام المرور الأخضر الذي يعني أن نتائج الفحوص سلبية.

وركزت وزارة التربية والتعليم، على وضع بروتوكول خاص للعودة إلى التعليم الحضوري في المدارس، بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والجهات المحلية، من شأنه الحفاظ على سلامة الطلبة وكوادر الميدان التربوي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"