خمسون تزهو بسلطان

00:52 صباحا
قراءة دقيقتين

خمسون عاماً تلألأت فيها الشارقة بكل عام، وكل يوم وكل ساعة، بسياسة حاكمها ووالدها وربانها، ابن كبيرهم وشقيق أوسطهم وأب صغيرهم، هذه الثوابت الثلاثة التي يحكم بها صاحب السموّ الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إمارته منذ خمسين عاماً، وقد تحدث فيها نصاً يوم توليه زمام الإمارة في عام 1972 عندما قال: «أعينوني لكي أكون ابناً باراً لكبيركم، وأخاً وفياً لأوسطكم، وأباً حنوناً لصغيركم».
هل ثمة من يتحدث عن طريقة حكمه بهذه الروح المفعمة بالحب والحكمة، ويترجم بالفعل قبل القول كل حرف ورد في خطابه ليلة توليه حكم الإمارة، فكان فعلاً ابناً، وشقيقاً، وأباً، لكل مواطن ومقيم.
هل يتحدث مواطن أو حتى مقيم في الشارقة أو باقي مدن الدولة، عن صاحب السموّ حاكم الشارقة، ولا يلهج لسانه بالدعاء له بالصحة وطول العمر، وأن يجزيه الله خير جزاء نظير كل ما يقدمه لأبنائه.
لا أعتقد أن هناك علاقة أبوية بين حاكم ومواطنين كما هي في الإمارات، ولا تجد من يخرج على الإذاعة ليتحدث عن كل شاردة وواردة تخصّ أبناء مدينته كما يحدث مع الشيخ سلطان، ولا نجد أبداً، حاكماً يتدخل شخصياً بحل مشكلة تخص شخصاً بعينه كما يحدث هنا.
إمارة الشارقة، وفي عقودها الخمسة التي مضت، يلمس كل من يمر فيها أو حتى سمع عنها مستوى التقدّم الذي حققته في كل المجالات، وكان الدافع وراء ذلك، حكمة حاكمها ووعيه ودعمه وتوجيهاته وتطلّعاته الواعية والمتابعة لحركة التطوّر العالمي، بمتابعته الدؤوبة لكل صغيرة وكبيرة في الإمارة التي تعمل على البناء والتطوير والتحديث، ورفع مستوى أداء المؤسسات، وقضايا الشؤون الإنسانية والاجتماعية، وفي مسألة التعليم والصحة، وقضايا الأسرة والطفل والكبار، وحتى ديون أبنائها.
سلطان القلوب، هذا الاسم الذي اقترن بحاكم وجد طريقه إلى قلوب الناس بأفعاله في إمارة أشرق نور ثقافتها على العالم أجمع، ومنجزات لم تقف الجبال الشاهقة أمام تحقيقها، بل دانت كغيرها لإصرار حاكمٍ شقَّها بأنفاق لتيسير طريق أبنائه، وجمع المناطق بطرائق عصرية، فضلاً عن حنوّ قلّ نظيره؛ كيف لا وهو الحاضر مواسياً لهم في أتراحهم، والمشارك إياهم أفراحهم، والباحث عن تحقيق كل ما يسعدهم، ليريحهم في حياة ازدانت سنونها الخمسون الماضية بوالدنا سلطان.
الشارقة التي تنبض بحب سلطان، ترى بصمته في مختلف أرجائها، فهنا صرح علمي، وهناك مسجد تجمّل بأبهى فنون العمارة يشعّ نوراً وخشوعاً، وبين الاثنين معالم لا تعدّ ولا تحصى رأت النور في عصر حاكمٍ، الأمان عنوان إمارته، والثقافة متنها والإنسان محور اهتمامها، فكل عام.. الشارقة تزهو بسلطان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"