إرهاب الحوثي يهدد السلام

02:10 صباحا
قراءة 3 دقائق

تشهد منطقتنا منذ أعوام عدة، مخاطر المنظمات الإرهابية التي حولت الشرق الأوسط إلى مستنقع للإرهاب. ومن العوامل التي ساعدت على ذلك صراعات قوى الشر على المنطقة، فالحوثي اليوم، وبدعم هذه القوى، تمكن من تقوية شوكته وتوسيع إرهابه وظلمه على الأراضي اليمنية، وخارجها. وقد انكشف الوجه الجبان لهذه المنظمة الإرهابية باستهدافها مناطق ومنشآت مدنية في دولة الإمارات يوم 17 يناير، ما أدى إلى وفاة مدنيين وإصابة آخرين، وما تبعها يوم أمس من محاولة نكراء لاستهداف منشآت مدنية في أبوظبي بصاروخين بالستيين، قبل تدميرهما في الجو، فان هذه الجريمة الشنعاء لا توصف إلا بأنها جريمة إرهابية تجاوزت كل الأعراف والقوانين الدولية، ولا توصف إلا بالمكر والجبن من منظمة إرهابية عرف عنها قتل الشعب اليمني من أطفال ونساء، وتدمير اليمن، وتحويلها إلى منطقة مظلمة يسودها الظلم والقهر والفقر والفساد والقتل والنهب.   
   وللأسف، فإن كل ذلك حاصل أمام مرأى من المجتمع الدولي الذي يقف عاجزاً تماماً عن أن يكون يداً واحدة لوقف وردع هذا العدوان الغاشم، والتصدي لهذه العصابة الإرهابية التي تستهدف استقرار المنطقة وأمنها في المقام الأول، وأيضاً خدمة أجندات قوى الشر العالمية.
  في الاجتماع الأخير لمجلس جامعة الدول العربية، ومن قبله اجتماع مجلس الأمن الدولي، تمت إدانة الأعمال الإرهابية الحوثية التي استهدفت دولة الإمارات العربية المتحدة، والوقوف إلى جانبها، دعماً لحقها في الدفاع عن نفسها، حماية لأمنها وسيادتها ومواطنيها والمقيمين على أرضها، لقد تم اعتبار ما قامت به جماعة الحوثي هجوماً إرهابياً جباناً، والمطالبة بتصنيف هذه الجماعة المتمردة منظمة إرهابية.
   ومن جهة أخرى، لم تمر هذه الاعتداءات الإرهابية مروراً عادياً، بل كان الرد حازماً وقوياً على معاقل الحوثي في اليمن، وقد شن تحالف دعم الشرعية في اليمن عمليات برية وجوية واسعة ضد الحوثي الإرهابي، ردّاً على هذا الاعتداء الغاشم، فضلا عن تدمير دولة الإمارات يوم أمس للمنصة التي أطلقت منها الصواريخ تجاه أبوظبي، ما جعل الحوثي يتقهقر في كثير من المناطق التي يسيطر عليها، وقد نتج عن هذه العمليات هزائم كبيرة في صفوف الحوثي، وألحقت بهم خسائر في منشآت عسكرية وذخائر وأسلحة، وكبدتهم خسائر بشرية كبيرة، وتدميراً واسعاً للآليات العسكرية.
  إن دولة الإمارات حرصت منذ بداية الانقلاب الحوثي في اليمن، على تقديم يد العون للشعب اليمني الشقيق الذي كان محور اهتمام القادة منذ سنوات طويلة، إذ قال القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه: «إن من واجبنا أن نأخذ بيد اليمن حتى يكون رافداً للأمة العربية في الحاضر والمستقبل»، وكان هذا تأكيد من المغفور له المؤسس على أن دولة الإمارات حريصة على تقديم الدعم والمساعدة للشعب اليمني الشقيق، وتبقى مستمرة في العطاء لهذا الشعب  الذي تربطه بها علاقات قوية عميقة تاريخية. 
  لقد سعى المغفور له، الشيخ زايد، لأن يبقى اليمن رافداً للأمة العربية في الحاضر والمستقبل، وقد عززت هذه الكلمات الخالدة اهتمام القادة اليوم باليمن. وفي إحدى المناسبات قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «إن الحفاظ على أمن اليمن واستقراره ودعم شعبه الشقيق ومساندته في مختلف الظروف، يُعد من الثوابت الراسخة لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه»، وهذا إيمان من سموه بأن استقرار اليمن، والحفاظ على أمنه، يعتبر جزءاً لا يتجزأ من أمن واستقرار دولة الإمارات، وأن الشعب اليمني يستحق الكثير من الخير والنمو والازدهار لوطنه، وأن الحوثي اليوم يهدم كل جميل في اليمن، التاريخ والحضارة والمستقبل، كل ذلك دمره الحوثي، الذي خان وطنه بالتعاون والتآمر مع قوى الشر.
 إن الضربات الموجهة لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لا تحد من عزم الرجال الأشراف لدحر الحوثي الإرهابي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"