عادي
تنهل من فكر والدها وتُحلّق بالإمارة في فضاءات الثقافة والكتاب

الشيخة بدور.. دور عالمي عزز مكانة الشارقة

00:19 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

ابنة الشارقة.. الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، أول امرأة عربية تتولى هذا المنصب الرفيع.. إنها تُحلّق دائماً إلى فضاءات أعمق في الثقافة والعلم والكتاب، لتكمل مسيرة بدأتها الشارقة قبل خمسين عاماً بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مستثمرة تلك القوة الناعمة لتعزيز مكانة الشارقة عالمياً، وتعزيز السمعة التي ترسخت عن الشارقة كونها إمارة الثقافة والعلم والكتاب والمعرفة.

1

الشيخة بدور.. شخصية قيادية متميزة، أثمرت جهودها المتواصلة لترسيخ مكانة الشارقة مركزاً ثقافياً عالمياً - عن نيل الإمارة لقب «الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019-2020»، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»،

كرَّست الشيخة بدور القاسمي جهودها لتأسيس وإدارة مجموعة من المؤسسات، فهي الرئيسة التنفيذية والمؤسسة ل«مجموعة كلمات»، حيث برزت جهودها في مجال تأكيد أهمية الكتاب، وغرس حب المعرفة والقراءة لدى الأجيال الجديدة من الأطفال واليافعين، كما قادت من خلال «مؤسسة كلمات» عدداً من الحملات لتوفير آلاف الكتب للأطفال اللاجئين والمتأثرين بالحروب والصراعات والصعوبات في جميع أنحاء العالم.

وفي إطار رؤيتها تجاه قطاع النشر، كانت لها جهود حثيثة على قطاع النشر العالمي من خلال سلسلة من المبادرات الكبيرة، كان أبرزها تأسيس (PublishHer) في عام 2019 كمبادرة للتواصل والتفاعل لتعزيز دور المرأة في المناصب القيادية لصناعة النشر. بالإضافة لمبادرة الصندوق الإفريقي للابتكار في النشر بالتعاون مع دبي العطاء والاتحاد الدولي للناشرين لدعم المشاريع التي تهدف لتعزيز التنمية المستدامة والتعليم والنشر في القارة الإفريقية. وتحمل الشيخة بدور القاسمي شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف من «جامعة كامبريدج»، ودرجة الماجستير في الأنثروبولوجيا الطبية من «كلّية لندن الجامعية» في المملكة المتحدة.

1

الأولى عربياً

المرأة الإماراتية تميزت في عطائها اللامحدود، وتمكنت من الفرص التي قدمت لها لتكون عنوان التميز والقوة، والشيخة بدور خير نموذج لقوة المرأة الإماراتية، وقدرتها على التفوق والمنافسة، فنجاح الشيخة بأن تكون رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين بدءاً من دورة أعماله للعام 2021 لتكون أول امرأة عربية وإماراتية تتولى هذا المنصب في تاريخ الاتحاد وثاني امرأة على مستوى العالم بعد الأرجنتينية آنا ماريا كابانيلاس التي تولت رئاسة الاتحاد خلال عامي 2004 – 2008، هو نجاح لكل امرأة إماراتية مبدعة.

وشغلت الشيخة بدور خلال الأعوام الماضية منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين بعد أن تم انتخابها لهذا المنصب خلال اجتماعات الجمعية العمومية للعام 2018 إبان معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.

وشكَّل اختيار الشيخة بدور، لهذا المنصب الدولي الرفيع والذي يعد من أكثر المناصب تأثيراً في قطاع صناعة الكتب والمعرفة سابقة عربية وعالمية تجسد جهودها في دعم صناعة النشر والناشرين على المستويين المحلي والعالمي.

عاشقة للكلمة

كتبت في إحدى المقالات: «عندما أسافر حول العالم للعمل أو للسياحة أحرص على زيارة المكتبات والمراكز الثقافية، أرى الأمل، وأرى أشخاصاً من مختلف الأعمار والخلفيات يغوصون في صفحات المعرفة توَّاقين إلى الاستفادة من تجربة فردية عبر الكلمة المكتوبة. وعندما أزور معارض الكتب الدولية أرى التعطش للكتب في عيون الآلاف من الزوار من مختلف دول العالم. وهو تعطش في رأيي لن يتوقف طالما ظل البشر يعيشون على هذا الكوكب.

تطوير قطاع النشر الشيخة بدور لعبت دوراً مهماً وبارزاً في ترسيخ قواعد ثابتة لرسم مستقبل أفضل لصناعة الكتاب، أولاً في الإمارات والمنطقة العربية، وذلك بفضل الإصرار والمثابرة وتمتعها بشخصية قيادية مهتمة بتطوير القطاع، والتزامها بخطة متدرجة في مأسسة القطاع، وفق المعايير الدولية التي تلتزم بسلسلة من الإجراءات الحمائية لكافة أطراف العلاقة من كتاب وناشرين وقراء بطبيعة الحال، فقد ترافق ذلك بسلسلة من المبادرات التي قادتها الشيخة بدور القاسمي على المستوى المحلي، وكان لها دور بارز في رسم ملامح قطاع ثابت وحيوي.

وكان للعام 2021 عاماً فارقاً بالنسبة للاتحاد الدولي للناشرين؛ فقد قامت الشيخة بدور القاسمي بسلسلة من الزيارات الدولية وتضمنت زياراتها اجتماعات مع الناشرين واتحادات وجمعيات النشر في كل بلد على حدة.

يوم عالمي

في يونيو 2021، دعت الشيخة بدور القاسمي، إلى تدشين يوم عالمي للاحتفاء بالناشرين المعرّضين للخطر ‏بغية تقدير تضحياتهم، وذلك من خلال رسالة وجهتها إلى الناشرين في مختلف أنحاء العالم، شددت فيها على ضرورة محاربة الرقابة والضغوط السياسية والممارسات الترهيبية على الناشرين، من أجل حرية الإبداع.

تمكين الأطفال

اهتمام الشيخة بدور بالأطفال تعلمته من والدها الشيخ سلطان القاسمي، الذي كان حريصاً على إنشاء مراكز خاصة بهم، وهذا الاهتمام تجسد في الشيخة بدور، والتي كانت نصيرة لهم وتسعى لتمكينهم، حيث ترى أن الأطفال في جميع أنحاء العالم، ومهما كانت ظروفهم يمتلكون الحق المطلق في الوصول إلى التعليم الأساسي، وتعلّم أساسيات القراءة والكتابة، ومؤسسة «كلمات» للنشر تنظر إلى هذا الحق باعتباره من أهم حقوق الإنسان الأساسية.

وأسهمت المؤسسة، منذ انطلاقها عام 2016، في تمكين 155749 طفلاً في 25 دولة ضمن أربع قارات حول العالم، هي آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، حيث واصلت دعم الأطفال اللاجئين والمكفوفين وضعاف البصر في جميع أنحاء العالم، عبر مبادرتي «تبنَّ مكتبة»، و«أرى».

دعم إنساني

مبادرات الإنسانية من أجل الكلمة لا تقف عند حد معين، فحينما كان هناك ضرر على الثقافة والكتاب، تواجدت بقوة لتدعم الكلمة والحرف، فقد وجّهت الشيخة بدور بترميم وتطوير عدد من المكتبات التي تضررت جراء انفجار مرفأ بيروت، ودعت رموز ومؤسسات الحراك الثقافي والإنساني في المنطقة العربية، والعالم، لدعم جهود إصلاح الوجه الثقافي للعاصمة اللبنانية، وتخصيص جانب من مبادراتهم لإنقاذ مكتبات، ومعارض فنية، وبيوت موسيقى، وجمعيات توقفت أعمالها إثر الانفجار.

ريادة الأعمال

قادها الشغف بدعم ريادة الأعمال إلى تأسيس «مركز الشارقة لريادة الأعمال» (شراع) في عام 2016، ليصبح منصة لبناء جيل من صنّاع التغيير في الإمارة، وتعزيز مكانتها العالمية كمركز حيوي لريادة الأعمال والشركات الناشئة، ليكون المركز ملتقى مبتكراً بكل ما تعني الكلمة وفرصة ثمينة لريادة الأعمال.

صندوق الأزمات

بهدف دعم مستقبل الكتاب وصناعة النشر الإماراتي، أطلقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، «صندوق الأزمات للناشرين الإماراتيين» بميزانية بلغت مليون درهم إماراتي، بهدف دعم الناشرين المتضررين من جائحة كورونا ومساندتهم لاستكمال مشاريعهم الإبداعية والثقافية. وتتولى جمعية الناشرين الإماراتيين مهمة التنسيق والتواصل مع صنّاع الكتاب الإماراتي للاستفادة من الخدمات التي يقدمها الصندوق، وذلك بالشراكة مع هيئة الشارقة للكتاب، ومدينة الشارقة للنشر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"