عادي

روسيا تتهم واشنطن بالتصعيد وتطلق مناورات عسكرية في الجنوب والقرم

00:12 صباحا
قراءة 3 دقائق
جانب من المناورات العسكرية الروسية في القرم وعلى الحدود الأوكرانية

نددت روسيا أمس الثلاثاء، بوضع آلاف الجنود الأمريكيين في حالة تأهب بسبب الأزمة الغربية-الروسية حول أوكرانيا، ورأت في ذلك «تصعيداً للتوتر» من جانب واشنطن، وأطلقت مناورات عسكرية في الجنوب وشبه جزيرة القرم. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين: «نراقب بقلق كبير هذه التحركات الأمريكية».
تأهب عسكري أمريكي
وأضاف أن الولايات المتحدة تتسبب من خلال ذلك «بتصعيد التوتر»، كما فعلت قبل ذلك، مع الإعلان عن سحب عائلات الدبلوماسيين الأمريكيين من أوكرانيا بسبب خطر وشيك بحسب واشنطن، يتمثل باجتياح روسي لجارتها الموالية للغرب. وكان البنتاجون أعلن الاثنين أن قوة عديدها 8500 عسكري أمريكي وضعت في «حالة تأهب قصوى»، تحسباً لاحتمال نشرها لتعزيز أي تفعيل لقوة التدخل التابعة لحلف شمال الأطلسي رداً على الأزمة الأوكرانية. وأفادت وكالات أنباء روسية أن القوات المسلحة الروسية أطلقت الثلاثاء سلسلة جديدة من المناورات بالقرب من أوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها، مع تدريبات تشمل ستة آلاف عنصر وطائرات مقاتلة وقاذفات. 
من جانب آخر، تسلمت أوكرانيا الثلاثاء مساعدة جديدة من الولايات المتحدة تشمل «تجهيزات وذخائر لتعزيز القوات المسلحة الأوكرانية»، بحسب السفارة الأمريكية، موضحة أنها قسم من مساعدة بقيمة 200 مليون دولار، منحها البيت الأبيض في الآونة الأخيرة لكييف.
استخدام الوقود سلاحاً
 وفي المقابل، أكد مسؤول كبير في البيت الأبيض الثلاثاء، أن الولايات المتحدة والأوروبيين اتّخذوا خطوات لحماية إمدادات الغاز إلى أوروبا في حال قررت روسيا قطعها، في إطار أي نزاع قد يطرأ، محذّراً موسكو من استخدام الوقود «سلاحاً». وقال: «نعمل مع الدول والشركات حول العالم لضمان أمن الإمدادات وتجنّب أي صدمات في الأسعار»، في إطار «خطة طوارئ» تشمل التفاوض مع جهات إمداد في شمال إفريقيا وآسيا. كما حذّر موسكو من استخدام إمدادات الوقود «سلاحاً»، مشيراً إلى أن الأمر لن يمر «من دون عواقب على الاقتصاد الروسي».
بريطانيا تشدد اللهجة
بدوره، أعلن حلف شمال الأطلسي أن دوله تعد لوضع قوات احتياطية في حالة تأهّب، وأنها أرسلت سفناً ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية ضدّ الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا. وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني، في بيان، إن جونسون اجتمع عبر الإنترنت مع زعماء الولايات المتحدة وإيطاليا وبولندا وفرنسا وألمانيا والمجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية وحلف شمال الأطلسي؛ لمناقشة الوضع في أوكرانيا. وقال البيان: «اتفق الزعماء على أنه إذا حدث توغل روسي آخر في أوكرانيا، فيجب على الحلفاء اتخاذ ردود عقابية سريعة، بما يشمل حزمة عقوبات لم يسبق لها مثيل».
عقوبات ذكية على موسكو
 وأعلن مسؤول أمريكي رفيع أمس أن حزمة العقوبات الاقتصادية التي تعدّها واشنطن للرد على أي غزو روسي لأوكرانيا ستشمل قيوداً غير مسبوقة على صادرات معدات التكنولوجيا المتقدمة الأمريكية. وقال المسؤول للصحفيين: «نتحدّث عن تكنولوجيا متقدمة نصممها وننتجها»، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وتكنولوجيا صناعة الطيران، وهو ما «سيضرب بشدة طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستراتيجية لتحويل اقتصاده نحو التصنيع».
 من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يريد أن يقترح «طريقاً لوقف التصعيد» على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «في الأيام المقبلة». وأكد الكرملين محادثات خلال الأسبوع. وتستقبل باريس أيضاً اليوم الأربعاء، اجتماعاً لمستشارين رفيعي المستوى مع ألمانيا وروسيا وأوكرانيا، في محاولة لإعادة إحياء الحوار الذي يعود إلى عام 2015، وبات مجمداً اليوم. ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من جهته إلى عدم «التهويل» بشأن الوضع. وأكدت الولايات المتحدة أنه ليس هناك «أي خلافات» مع الأوروبيين حول العقوبات التي ستفرض على روسيا في حال قيامها بغزو أوكرانيا ولا حول موضوع خطورة التهديد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"