عادي

سلطان.. قلبه مسكون بالأطفال

01:22 صباحا
قراءة 4 دقائق

إعداد: جيهان شعيب

الرحمة لا تتجزأ.. وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من الحنو الإنساني الشمولي على الأطفال بجدارة، فهم نصب عيني سموه، من العطف، والرعاية، والعناية، والاهتمام، مثلهم في ذلك مثل الكبار، لا اختلاف في حجم العطاء والخير.. سموه يحتضن الجميع، على اختلاف فئاتهم، وأعمارهم، ومظلته في المكارم تحتوي الكل دون تفرقة أو تمييز، وإن كان صغار الإمارة يسكنون قلب سموه، ولا يبرحون فكره.

ومع مبادرات سموه الكريمة المشهودة لأطفال الإمارة ويافعيها، لاشك أنهم محظوظون بدعم سموه المتواصل وحرصه الدائم على حفظ حقوقهم، ما أسفر عن اعتماد اليونيسيف، الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين في مايو 2018، وبذلك تعد أول مدينة على مستوى العالم تحصل على اللقب، بفضل رؤى سموه الحكيمة، وقوله في ذلك: «الطفل هو إنسان المستقبل ومنه تبدأ صناعة أثمن رأس مال».

لا شك أن اهتمام الشارقة بالأطفال واليافعين، ليس وليد اليوم، أو الأمس القريب، وإنما يعود لمطلع الخمسينات من القرن الماضي، حين تم تأسيس أول فرقة كشافة في الإمارات، والتي انضم إليها في العام 1954 صاحب السمو حاكم الشارقة، كأول عرّيف فيها، كما كانت الإمارة رائدة على صعيد الحركة الإرشادية للفتيات، حيث شهدت في العام 1973 إطلاق أول حركة كشفية للمرشدات، فتأسيس جمعية مرشدات الإمارات عام 1979، ومن ثم إطلاق مفوضية مرشدات الشارقة لاستكمال مسيرة الإمارة في رعاية طاقات الفتيات اليافعات، إلى أن تم إطلاق مراكز أطفال الشارقة، عندما وجه صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء أول مكتبة للطفل في حي الرفاع بالشارقة عام 1985، التي كان هدفها تربية الطفل تربية ثقافية شاملة، قبل أن تتطور أهدافها، التي نبعت منها فكرة تأسيس مراكز الأطفال، التي تستهدف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-12 عاماً، وأضحت المراكز تنتشر في جميع مدن وضواحي الإمارة.

واللافت أن احتواء سموه للصغار لم يقتصر على الرعاية الصحية، والتعليمية، بل شمل أيضاً تعزيز وعيهم الفكري، والسياسي، والثقافي، والابداعي، وتكوين شخصياتهم، ودمجهم في مسيرة التنمية، والبناء، والنهوض، وفي ذلك تبنى سموه مقترح المجلس الوطني الاتحادي بإنشاء البرلمان العربي للطفل، الذي أضحى واقعاً ملموساً، من خلال استضافة الشارقة لمقره، وتوفير الدعم اللوجستي والفني الكامل له، وعن ذلك أكد سموه في افتتاحه له، أن التأسيس الصحيح للأطفال بطرح قضاياهم في بيئة برلمانية مهيأة، يسهم في تنشئتهم بشخصية بناءة، تمكنهم من المشاركة الفاعلة في تطوير بلدانهم، وممارسة الديمقراطية الحقيقية، وأن التجربة البرلمانية للأطفال، بدأت في الشارقة منذ سنوات طوال، من خلال مجلس شورى الأطفال الذي تخرج قيه كثيرون، ممن أصبحوا عناصر فاعلة في المجتمع، ولديهم القدرة على المشاركة في المجلس الوطني الاتحادي، والمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، والمساهمة في صنع القرار.

وأطلقت الشارقة عام 1997 برلمان أطفال الشارقة، كإحدى المبادرات الرائدة، التي أسست لمجلس شورى أطفال الشارقة، بما يعكس ريادتها في هذا المجال، وفي عام 2005 أطلقت في مقر المجلس الاستشاري بإمارة الشارقة، الدورة الأولى من مجلس شورى الشباب الذي تأسس بتوجيهات من سموه، بهدف تدريب وتأهيل الشباب، والفتيات من عمر 14-17 عاماً، على الحياة البرلمانية، والمشاركة الفاعلة في مسيرة النهضة التي تشهدها الدولة.

تمكين الصغار

فضلاً عن توجيهات قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بدفع الجهود للارتقاء بالأطفال واليافعين، واستثمار طاقاتهم، وقدراتهم ليكونوا شركاء في بناء ريادة الإمارة والدولة، جاء إصدار قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، قراراً إدارياً بإنشاء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين في سبتمبر 2016، ليكتمل عقد الاهتمام السامي بصغار الإمارة، لما في ذلك من رؤية شاملة، واستراتيجية موحدة بعيدة المدى، لتنظيم جهود الإمارة في تمكين الأطفال واليافعين، وتطوير مداركهم وقدراتهم في النواحي كافة، لتنتقل الإمارة بعدها - كما ذكرنا سابقاً - إلى مرحلة جديدة هي الترشح لنيل لقب مبادرة «المدن الصديقة للأطفال واليافعين»، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، حيث أشرف على هذا المشروع منذ فبراير 2017 مكتب الشارقة صديقة للطفل، وعن ذلك قالت الدكتورة حصة الغزال: «تكشف تجربة الشارقة في تمكين الأطفال، وتفعيل تأثيرهم في مجتمعهم، عن واحدة من الاستراتيجيات الراسخة في منظومة عمل المؤسسات المعنية بالطفل في الإمارة، حيث اتحدت - على مدار الأربعين عاماً الماضية - أهداف مختلف المبادرات والمؤسسات العاملة على تعزيز شراكة الأطفال في تجربة الإمارة الحضارية، ودورها في استحداث نموذج سبّاق، ورائد على مستوى المنطقة في هذا المجال».وأيضاً امتد دعم سموه للأطفال إلى الجانب الإعلامي، وبحسب محمد خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون: تحظى جميع الفعاليات المخصصة للأطفال بتغطية إعلامية شاملة، من قبل مؤسسة الشارقة للإعلام، مع تخصيص مساحة برامجية، يعبّر فيها الأطفال عن آرائهم بحرية، ووعي، حيث أولت الشارقة جل اهتمامها بالطفولة والأطفال، ووضعت الخطط، والاستراتيجيات، لتنشئتهم نشأة سليمة، في ظل بيئة توفر لهم أعلى معايير الأمن، والحماية، والرعاية، بما استطاعت معه أن تنال تقديراً دولياً، وشهادة تعتز بها من أكبر مؤسسة راعية للأطفال في العالم (اليونيسيف)، بما يدعم مساعي مؤسسات الإمارة المستمرة، للارتقاء بواقع الأطفال، ويعكس نجاح الرؤية التنموية التي تمضي فيها الإمارة بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، في ضوء تأكيد سموه أن الاستثمار بالأجيال الجديدة، وتوفير كل ما يخدم معارفها، وطاقاتها، ومواهبها، هو محور وركيزة مشروع الإمارة الحضاري.

مبادئ إنسانية

والرأفة التي تملأ قلب سموه بالأطفال لا تقتصر فقط على صغار الإمارة، بل تشمل الجميع على مستوى العالم، خاصة الذين تعرضت بلدانهم لصعاب جمة، انعكست عليهم وعلى أسرهم، وأدت لتشتتهم، ونزوحهم منها إلى مخيمات وملاجئ، حيث جاءت كلمات سموه الحانية يوم افتتاحه فعاليات مؤتمر «الاستثمار في المستقبل حماية الأطفال اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، أن الاهتمام بإقامة وعقد المؤتمرات المعنية بحماية ورعاية الأطفال واليافعين، ليس بالأمر الجديد ولا المستحدث، بل هو ذو علاقة مباشرة بالفطرة والمبادئ الإنسانية السامية، التي تعتنقها جميع شعوب العالم، مهما اختلفت حضاراتها وهوياتها، وقد نتج عن تلك المؤتمرات العديد من المواثيق الدولية، والتشريعات، والقوانين المحلية، التي تبرز حقوق الأطفال واليافعين وتفرض حمايتهم من أي اعتداء محتمل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"